احتل المنتخب المصري صدارة المجموعة السابعة، بعد فوزه الهام على منافسه منتخب غينيا، بثلاثة أهداف مقابل هدفين في عقر دار الأخير، ليحرز النقطة السادسة التي كفلت له الابتعاد بقمة المجموعة عن وحوش غينيا بفارق ثلاث نقاط، وبفارق خمس نقاط كاملة عن متذيلي المجموعة زيمبابوي وموزمبيق.
تفوق المدير الفني للفراعنة، الأمريكي بوب برادلي، باستخدامه لأوراقه بعناية فائقة، فبدأ المباراة بثلاثي وسط للتأمين، ثم لعب بثنائي ارتكاز فقط وزاد من عدد اللاعبين في خط الهجوم، عقب تقدم الغينيون بهدف من ركلة جزاء مباغتة، وعاد ليزيد وينوع من قوته الهجومية حتى بعد نجاح محمد أبو تريكه في إدراك التعادل، ليتقدم المنتخب بعدها خلال تسع دقائق فقط.
وعندما اقتربت المباراة من نهايتها، فعاد إلى طريقته الأولى لتأمين الفوز الغالي، ورغم تعادل غينيا، إلا أن طريقة اللعب الثابتة والإصرار عليها بالإضافة إلى حماس وعزيمة اللاعبين أتت ثمارها في النهاية، ليحقق المنتخب المصري فوزًا ربما سيكون الأغلى له عبر كل مباريات تلك التصفيات التي تعود إلى الحياة في مارس من العام القادم.
ولأن الأرقام والإحصائيات الدقيقة هى الكاشفة دومًا للأحداث داخل الملعب، فقد أوضحت تفوق الفراعنة على غريمهم الغيني، الذي لم ينجح في استغلال عاملي الأرض والجمهور، ليستمر تفوق هذا الجيل المصري في قدرته على تحقيق الفوز خارج الأرض.
-بلغ عدد تسديدات مصر على مرمى غينيا 16 كرة، مقابل 8 للأخير، لكن كانت تسديدات الفراعنة بين القائمين والعارضة 12 مرة، ومثلت أغلبها خطورة حقيقية، مقابل 4 تسديدات غينية دقيقة فقط.
-صنع الفريق المصري 12 فرصة تهديفية محققة، ما بين تسديدات قوية متقنة للغاية أو تمريرات بينية قاتلة، مقابل 4 فرص حقيقية فقط للفريق الغيني، وهو ما يعكس مدى قوة وخطورة الفراعنة في تلك المباراة، الذين شنوا 43 هجمة على مرمى غينيا مقابل 33 هجمة للأخير، اكتمل لمصر منها 17، في حين اكتملت للمنافس 9 هجمات فقط.
-إجمالى عدد الهجمات من العمق بلغ 18 هجمة، اكتمل منها 10 هجمات وهى أفضل وأقوى جبهات مصر الهجومية في هذا اللقاء.
-أوقفت الجبهة اليسرى المصرية الدفاعية خطورة المنافس بشكل كبير، فلم تكتمل عن طريقها سوى هجمتين فقط، ورغم خطورة جبهة غينيا اليسرى وقلب هجومها واكتمال عدد أكبر من هجماتهم، إلا أن إجمالى العدد ومعدلات نجاحها أبرز تفوق لاعبي مصر في هذا الأمر.
-ظهر منتخب مصر بشكل جيد من ناحية السيطرة على مجريات المباراة، فاستحوذ على الكرة بنسبة 54.6% مقابل 45.4% لغينيا، ونجح الفراعنة في جذب وحوش غينيا من مناطقهم الدفاعية، خاصة بعد التقدم بهدفين عن طريق تهدئة رتم المباراة والتحكم الكامل في الكرة، وساعدهم على ذلك دقة تمريرات الفريق، حيث مرروا الكرة 391 مرة بشكل صحيح مقابل 311 للمنافس.
-مهارة وخبرة لاعبي منتخب مصر ظهرت واضحة فى عدم ارتكاب الأخطاء إلا فيما ندر ، وبلغت 7 أخطاء فقط لم تكن لأغلبها خطورة على مرمى الفريق باستثناء ركلة الجزاء المفاجئة فى بداية المباراة.
-اضطر لاعبو غينيا لارتكاب 15 خطأ ضد لاعبي مصر، منها كرات قريبة للغاية من مناطق الخطورة لديهم، وكانت ركلة الجزاء الواضحة من حارس المرمى «ياتارا»، هى أبرز تلك الأخطاء.
-مهارة التمرير لدى لاعبي مصر، والتي برزت بشكل رائع، كفلت لمنتخبنا ضرب مصيدة التسلل عدة مرات، ولم يسقط فريقنا فيها إلى مرتين فقط في الشوط الثاني و3 مرات طوال المباراة ، وفي المقابل كان هناك تسللًا واحدًا على منتخب غينيا نظرًا لوجود العمق الدفاعي المصري طوال المباراة تقريبًا.
-برز محمد أبو تريكة، للمرة الثانية على التوالي، كأفضل نجوم المباراة، ليس لكونه محرز الهدفين الذين ساهما في قنص نقاط المباراة، ولكن لأدائه العالي، والذي يظهر من خلال أرقامه الدقيقة وتحركاته المميزة، حيث كان أكثر اللاعبين تسديدًا على المرمى 5 مرات، منها 4 بين القائمين والعارضة، وسجل هدفين وكانت له فرصة خطيرة جدًا أيضًا، كما ساهم في صناعة فرص تهديفية متساويًا مع المجتهد أحمد تمساح وأيضًا أحمد فتحي، وكل منهم صنع فرصتين، وساهم تمساح في صناعة الهدف الأول الذي أعاد الفريق إلى المباراة، بينما كانت تمريرة زيدان هي الأروع والتي ساهمت في كرة الهدف الثالث والفوز، الذي أحرزه صلاح في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة.
-لا يمكن إغفال دور الدفاع المصري، خاصة حجازي، الذي نجح وحده في استخلاص وقطع 20 كرة في أوقات جيدة جدًا، وكان عبد الشافي ثم فتحي على قدر المسؤولية، واستخلص الأول 14 كرة، والثاني 13.
-ولم يفقد لاعبي المنتخب الكرة كثيرًا، عكس المباراة السابقة، حيث لم يقدم منتخب غينيا أداءًا يحمل ضغطًا كبيرًا على صاحب الكرة، وكان محمد صلاح هو أكثر من فقد الكرة بـ 9 مرات، ثم من بعيد جاء زيدان وفقد الكرة 4 مرات.
-وفي اللقاء الثاني أيضًا على التوالي، يأتى النني كأفضل وأغزر ممرر للكرة بين صفوف المنتخب المصري، وقدم اللاعب الشاب مباراة جيدة جدًا في وسط الملعب، فمرر 53 كرة بشكل صحيح مقابل 2 فقط خطأ، ثم جاء أبو تريكة بحكم عدد التمريرات ونوعيتها ومركزه في الملعب بعده بإجمالى 47 تمريرة صحيحة و 4 فقط خطأ، وكانت تمريرات حجازي الطولية الأمامية الكثيرة في الجبهة اليمنى سببًا في تأثر دقة تمريراته بـ 10 كرات غير دقيقة.
-أما عن الحضري، فهو لا يزال الحارس الأمين لعرين الفراعنة، فتصدى لتسديدتين قويتين جدًا بنجاح، ولا يُسأل عن ركلة الجزاء التي كاد أن يبعدها، ولا عن الانفراد الكامل به في الهدف الثاني، كما تعامل بنجاح مع كرتين عرضيتين من ركنيتين وأخفق في واحدة فقط لكن مرات بسلام، وخرج من مرماه بنجاح في أولى هجمات غينيا ليبعد الكرة قبل المهاجم، وهى مباراة جيدة جدًا للحضري كالعادة.