الفريق أحمد شفيق، أو الدكتور محمد مرسى، أياً كان الفائز منهما فى جولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية، فهذا يعنى أن الرئيس فى الحالتين سيكون من الشرقية، فكلاهما ينتمى للمحافظة التى ستتسلم ولاية مصر من محافظة المنوفية بعد احتكار استمر 41 عاماً. المواطن الشرقاوى هو الفائز فى الحالتين.. فائز بتخلص بلده من الإهمال الذى سيطر عليها طوال سنوات مضت كانت خلالها بعيدة عن بؤرة اهتمام الحكومات السابقة، رغم مكانتها التاريخية، وإمكانياتها القوية فى الزراعة والسياحة التى يرى أبناؤها أن أبوابها لم تطرق بعد.. أو فائز حتى ولو من باب الفخر أن رئيس مصر أصبح من هذه المحافظة، بعد رئيسين قدمتهما المنوفية هما السابق حسنى مبارك، والراحل أنور السادات. الوضع فى قريتى المرشحين يختلف قليلاً، فبين أهالى البلدتين مباراة ساخنة للفوز بلقب قرية الرئيس، على أمل أن تصبح أى من القريتين هى الأكثر اهتماما من المسؤولين عن الطرق، والمياه، والكهرباء، والمدارس، ورغيف الخبز، وأنبوبة البوتاجاز، وربما أكثر من باقى قرى المحافظة. المواطنون فى القريتين يجهدون ذاكرتهم لاستعادة كل معلومة، أو موقف سبق أن جمعهم بالمرشح - كل حكاية سمعوها عنه، طامحين أن يكون نصيرهم ولو لأربع سنوات مقبلة.
قرية «شفيق» تتحدى: لن نتخلى عنه حتى آخر نفس
المسافة من مدينة الزقازيق، عاصمة الشرقية، إلى قرية قطيفة مباشر التى تنتمى إليها أسرة الفريق أحمد شفيق، تصل إلى نحو 14 كيلومتراً، وتتبع إدارياً مركز الإبراهيمية، أما طريق القرية نفسه فلا يزيد عرضه على 4 أمتار، تحيط به تلال القمامة، وعلى ضفتى الترعة تتراص النساء يستخدمن مياهها فى غسيل الأوانى والملابس، وبعض الأطفال يستخدمونها فى اللهو والاستحمام، وكان السؤال عن الطريق إلى القرية يقابل بود واضح، واستنتاجات بأن طارحه وسائل الإعلام التى عرفت طريقها إلى القريتين بكثافة فى الفترة الماضية. قرية «قطيفة مباشر» أحمد شعبان، شاب فى الثانوية العامة، يتمنى لو كان مقيدا فى جداول الناخبين، ليعطى صوته للفريق. كان الحاج خالد الحبشى، عمدة القرية، مشغولاً بمقابلة صحفية مع إحدى المجلات العربية الشهرية، انتهى منها بعد دقائق ليبدأ الحديث،: «الفريق شفيق لماح، ومحنك، ومؤدب..المزيد.
حملة الفريق: نحن «الحرافيش» الذين سنسحق «مرسى» رغم إمكانيات «الإخوان»
هكذا يسمى قطاع من أنصار حملة الفريق أحمد شفيق فى محافظة الشرقية أنفسهم، على حد قول فؤاد بدّار، منسق الحملة بالمحافظة. بدار يزيد الأمر توضيحاً: «الحرافيش، أفرادا وجماعات، أتوا من خارج دائرة الاحتراف السياسى، بعضهم متطوعون، وبعضهم يعملون رسميا بالحملة، وبعضهم الآخر من أعضاء الحزب الوطنى المنحل، والانطباع الأول لمن يرصد نشاط الحملة هو أن هناك عفوية ما تسيطر على عملها، لكن سرعان ما تكتشف أنها فوضى خلاقة». قرية «قطيفة مباشر» بدّار يصف جولة الإعادة بأنها معركة شرسة، وهو غير راض عن نتيجة الجولة الأولى، لأن الشرقية كانت من بين 4 محافظات منحت شفيق أغلبية أصواتها: «الظروف لم تكن فى صالحنا، فلم نبدأ نشاطنا رسميا إلا قبل الانتخابات بشهر، وما أثير بشأن العزل السياسى أربكنا، وأخرنا كثيراً، وعندما تجاوزنا المشكلة تحركنا بقوة فى الزقازيق ومراكز الشمال..المزيد..
عائلة وجيران «مرسى»: لا تراجع ولا استسلام
هناك طريقان يربطان قرية العدوة، مسقط رأس الدكتور محمد مرسى، بمدينة الزقازيق التى تبعد عنها 6 كيلومترات، الأول يسمى طريق قرية رزنة القديم، وهى قرية الزعيم أحمد عرابى، وهو طريق ملىء بالعشوائيات الملاصقة لمدينة الزقازيق، والثانى تقع عليه القرية مباشرة وهو الطريق الرئيسى لمدن ومراكز فاقوس، والحسينية، وأبوكبير، وكفر صقر، ويتميز بأنه طريق مرصوف بحالة جديدة ولا يقل عرضه عن 8 أمتار. مسقط رأس «محمد مرسي» أهم ما يميز مدخل وشوارع القرية، هو جحافل مركبات «توك توك»، شأنها شأن السواد الأعظم من قرى مصر، وبعض المحال والورش الخدمية على جانبى الطريق، والشىء الأبرز هو ملصقات دعاية مرسى، التى تكسو حوائطها وأعمدة إنارتها ومنشآتها العامة والخاصة، وإدراك أهالى القرية أن هناك الكثير من وسائل الإعلام تحوم حول القرية..المزيد..
حملة الدكتور: «الفلول» أداروا المعركة بالرشاوى.. لكننا سنحترم النتيجة
تتحرك حملة الدكتور محمد مرسى، فى الشرقية، بأجندة معروفة ومواعيد محددة، ربما لأن الشرقية إحدى أهم وأكبر المحافظات التى يظهر فيها نشاط الإخوان المسلمين، ورغم ذلك جاءت نتيجة الجولة الأولى مخيبة لآمال الجماعة وحزبها، ولذلك يستعدان لجولة الإعادة بكل قوة فى محاولة للتفوق على الفريق أحمد شفيق، أو تقليل فارق الأصوات معه فى المحافظة. أهالي قرية «العدوة» الدكتور عبدالله النجار، القائم بأعمال أمين حزب الحرية والعدالة فى الشرقية، المسؤول فى الحملة، يحاول إظهار سعة صدر الإخوان وديمقراطيتهم بالاعتراف بما يمكن تسميته هزيمة فى المحافظة أمام شفيق: «لابد لنا كحزب أن نؤمن بالنتائج، وليس هناك مبرر لرفضها، فنحن نؤمن بضرورة تحقيق إرادة الشعب، لكن هناك بعض المآخذ على الجولة الأولى..المزيد..