تتحرك حملة الدكتور محمد مرسى، فى الشرقية، بأجندة معروفة ومواعيد محددة، ربما لأن الشرقية إحدى أهم وأكبر المحافظات التى يظهر فيها نشاط الإخوان المسلمين، ورغم ذلك جاءت نتيجة الجولة الأولى مخيبة لآمال الجماعة وحزبها، ولذلك يستعدان لجولة الإعادة بكل قوة فى محاولة للتفوق على الفريق أحمد شفيق، أو تقليل فارق الأصوات معه فى المحافظة. الدكتور عبدالله النجار، القائم بأعمال أمين حزب الحرية والعدالة فى الشرقية، المسؤول فى الحملة، يحاول إظهار سعة صدر الإخوان وديمقراطيتهم بالاعتراف بما يمكن تسميته هزيمة فى المحافظة أمام شفيق: «لابد لنا كحزب أن نؤمن بالنتائج، وليس هناك مبرر لرفضها، فنحن نؤمن بضرورة تحقيق إرادة الشعب، لكن هناك بعض المآخذ على الجولة الأولى، أبرزها أن فلول الحزب الوطنى المنحل أداروها بالرشاوى، ولدينا شهادات من مواطنين حصلوا على أموال، ومزايا، وامتيازات، أو تلقوا وعودا، وهى أمور أدت إلى التحيز ضدنا، وقد رصدنا كل هذه الخروقات، ونخشى تكرارها فى جولة الإعادة». النجار لا يعتبر حقائب السلع التى يوزعها حزبه رشاوى، ويحاول تأصيلها بأنها عمل خيرى مستمر منذ زمن: «نحن نمارس هذا العمل الخيرى منذ عدة عقود، ونحن أقرب للناس ونعلم مشكلاتهم، ونحاول علاجها، ومع ذلك فقد قررنا وقف أعمال البر فى الجولة الأولى، وسنوقفها فى الإعادة حتى لا تحتسب على أنها رشاوى انتخابية، وحتى لا تؤثر على اختيارات الناخب، واتهامنا بالرشوة باطل، فهذا السلوك غير وارد فى أدبياتنا، ونعتبره جريمة». يواصل النجار حديثه بطمأنة الجماهير فى حالة فوز شفيق: «سنتعامل مع الرئيس الجديد أيا كان توجهه طالما جاء بإرادة الشعب ونحن كحزب سنلتزم بالقانون والدستور وأدبيات المجتمع، وأكرر لن نخالف الدستور أو القانون، إلا إذا حدث تزوير واضح، ففى هذه الحالة سيكون لنا رأى آخر». النجار يتحدث عن الصعوبات التى تواجه الحملة، لكنه يحاول تحميل جهات أخرى منها المنافس ووسائل الإعلام مسؤوليتها: «نحن نعانى الأمرين لأن هناك من يحاول تكريس الرشاوى الانتخابية، ولذلك نتحرك بقوة لتوضيح خطورتها على الناخبين، وكيف أنها تجهض حلم المصريين فى الخلاص من النظام السابق، كما نعانى من التشويه الإعلامى الرهيب من بعض القنوات التى تزيف الحقائق، وفضلاً عن ذلك نعلم أن هناك فئة ستعزف عن التصويت لا تزيد على 50% فى الشرقية، لكننا نراهن على مشاركتهم». ينفى النجار أن يكون التصويت فى الجولة الأولى كان على أساس النوع، وأن النساء انتخبن شفيق، لأن الإخوان لا يجيدون التعامل مع المرأة: «نحن منفتحون تماما ونؤكد حرية المراة فى العمل، والملبس، وحقها فى تقلد الوظائف، ونعتبرها شريكا، وكل السيدات اللائى صوتن للمنافس من أصحاب الاحتياجات، وبعضهن حصل على رشاوى، وهناك من تعمد تخويفهن فى المصالح والهيئات بزيادة الضرائب، أو تسريحهن إذا وصل الإخوان للحكم، ولذلك بدأنا حملة لتفنيد الشائعات التى تصدر ضدنا».