x

«تل العقارب»: إحنا عايشين تحت الأرض

الأحد 10-06-2012 08:09 | كتب: فتحية الدخاخني |
تصوير : حسام فضل

«نحن مثل الوردة الذابلة وسط القاهرة»، هكذا وصف شفيق سيد حسين، أحد سكان تل العقارب المنطقة الواقعة على طريق القادمين من وإلى القاهرة، تنتظر مشاريع تطوير تحدثت عنها الحكومة طويلاً، لكن لم ينفذ منها شىء.

سكان تل العقارب ملوا من الإعلام، ومن التصوير على شاشات التليفزيون، ولم يعد لديهم رغبة فى الحديث. فور دخولنا للمنطقة هرعت فتاة صغيرة تنادى «أم ريكو» باعتبار والدتها من أقدم سكان المنطقة والمتحدث الرسمى باسمها، دخلنا منزل والدة «أم ريكو» لنلتقى بكريمة على «65 عاماً»، لديها 7 أولاد، وتعيش فى المنطقة منذ تأسيسها وتنفق على أسرتها من بيع مواد غذائية من داخل منزلها الصغير الآيل للسقوط. صدمتنا كريمة: «تعبنا من التصوير والكلام».

ابنتها «أم ريكو» أيدت والدتها، قائلة: عمرو الليثى والبرادعى زاروا المنطقة ولم يحدث شىء، لا فائدة من الكلام، تعبنا. وبعد محاولات لإقناعها بالكلام قالت «أم ريكو»: «لا نطلب من الرئيس المقبل سوى تنظيف المكان وتطويره كما حدث فى مساكن زينهم، فالمنطقة ينقصها كل شىء، بدءاً من الصرف الصحى ومياه الشرب».

سكان تل العقارب يستعملون صنابير المياه العمومية فى غسل ملابسهم وقضاء احتياجاتهم اليومية من المياه، لكن المياه تغيب عن الصنبور العمومى لأكثر من 3 أيام. أمام صنابير المياه جلست مجموعة سيدات رفضن أيضاً الحديث معنا أو التصوير، مهددات بكسر الكاميرا إن قمنا بتصويرهن، وقلن: «منذ ولدنا ونحن نسمع عن خطط التطوير ومشاريع الإزالة، حتى يئسنا من الشكوى». وقالت إحداهن: «عايزين سكن جديد نضيف.. اتفضحنا فى كل حتة، مع إننا عايشين أحسن من الموظفين، بس لأن بيوتنا مش كويسة بيتكلموا علينا.. إحنا بس عايزينهم يصلحوا بيوتنا».

بجانبها جلست سيدة أخرى، رفضت ذكر اسمها، لأن «أبناءها محامون»، كما قالت، ويغضبون منها عندما تظهر فى وسائل الإعلام، وقالت: «عمرى 65 سنة.. من وأنا صغيرة وبلعب فى الشارع بسمع إنهم هينقلونا».

ويعيش شفيق سيد مع أبنائه الأربعة بعد وفاة زوجته منذ 8 سنوات، ويقول: «بنّام مفتحين عين ومغمضين عين، خوفاً من العقارب والثعابين، والبلطجية والمخدرات وضرب النار وانعدام الأمن»، مضيفاً: «نعيش تحت الأرض.. عايزين نحس إننا فى بلدنا، عايزين حد يحس بينا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية