x

«سيف»: عايز أحس إنى بنى آدم.. مش كلب جربان

السبت 09-06-2012 20:31 | كتب: يمنى مختار |
تصوير : بسمة فتحى

مازال طفلا تطل منه ملامح البراءة التى لم تستطع حياة الشارع أن تمحوها تماما، يرتدى قميصا واسعا يفوق سنوات عمره الـ15، كما يفوق حجم جسده النحيل، يتجول فى إحدى الحدائق ممسكا فى يديه علبة «الكلة» يصب القليل منها فى إحدى العبوات المعدنية ويقرب أنفه منها بحرص خوفاً من استنشاق جرعة زائدة. ابتسم «سيف» ابتسامة خفيفة تحمل قدرا من السخرية رداً على سؤال عن أحلامه من الرئيس القادم، وقال: «أنا عاوز كل حاجة، بس مفيش حاجة من اللى حقولها حتتنفذ عشان أنا متشرد، مليش أصل ومليش كلمة، لكن نفسى الناس متمشيش تلطش فينا، والحكومة تبطل تبهدلنا وتقبض علينا كل ما تشوفنا. يحكى «سيف» عن 8 سنوات قضاها فى الشارع بعد أن شعر بأنه حمل ثقيل على والدته التى لم تستطع أن توفر له أدنى مقومات الحياة البسيطة: «أمى مش بتحبنى ومش عاوزانى أقعد معاها وكل شوية تطلب منى فلوس». «سيف» يؤكد أن الحياة فى الشارع تحرمه من أى حقوق «لما بجوع مش بلاقى أكل وبالليل مش بلاقى حد يغطينى، والناس بتضربنى وبتاخد الفلوس منى، مقدرش أشيل معايا أكتر من 3 جنيه ونص وإلا يتاخدوا منى.. نفسى فى بيت وأسرة، نفسى أحس إنى بنى آدم، أنا مش حاسس انى حاجة، نظرات الناس بتضايقنى جدا وبتحسسنى إنى مليش لازمة وبيبعدوا عنى كأنى كلب جربان، نفسى الشعب ميبقاش قاسى للدرجة دى». «سيف» يرى أن «الكلة» هى الحل الوحيد للتخلص من المعاناة اليومية التى يعيشها: «الكلة بتخلينى أحس إنهم بيعاملونى 3% كويس، أنا عارف إنها بتلحس المخ وبتعمل شبكة على الصدر وبتسد الشرايين لكن لازم أشم عشان أقدر أتغلب على كل اللى بشوفه من الناس، أنا مش حاسس إنى عايش وسط بشر، أنا أكيد عايش فى غابة عشان كده عندى حلم إنى أكون دكتور بيطرى عشان التعامل مع الحيوانات أرحم كتير». كل أنواع المخاطر والاستغلال لأطفال الشوارع مباحة، بداية من السرقة والاعتداء البدنى والجنسى على الأطفال، أما فى دور الرعاية فالوضع لا يختلف كثيراً، حيث السباب والضرب والاعتداء الجنسى من الأطفال الأكبر سنا وتجارة الدم والأعضاء، يقول سيف: «واحد عرض عليا ياخد منى دم مقابل 300 جنيه ويعدوا عليا كل 3 شهور عشان ياخدوا تانى بس أنا رفضت، أنا عرفت إنهم بياخدوا الأطفال ويدبحوها ويطحنوا عضمهم عشان يعملوا برشام».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية