عبده أحمد طه، عامل مصرى بسيط يسكن على بعد أمتار من معبدالكرنك، الذى كرس له أحلى سنوات عمره، اعتباراً من عام 1959 إلى أن قضى عامه الأول كصبى مرمم للآثار، وتدرج فى الوظيفة حتى صار مساعد مرمم، ثم مرمماً فنياً لهذا المعبد الذى قضى فيه مدة اقتربت من نصف قرن.
«عم عبده»، كما يناديه أهالى المنطقة وزوار المعبد، يقول «إن معبدالكرنك يجرى فى عروقى كالدماء، لدرجة أننى أصبت بعدة أمراض بعد إحالتى إلى المعاش فى عام 2006، ولا يوجد حجر فى معبدالكرنك لم تمتد إليه يدى بالترميم أو الصيانة».
قصة «عم عبده»، مع «الكرنك» بها كثير من التفاصيل الشيقة، لكن هناك قصة أخرى لا تقل تشويقاً حول علاقة الرجل ببعض رؤساء وملوك العالم، ومن بينهم الرئيس الفرنسى الأسبق جاك شيراك وزوجته برناديت، فقد تعرف عليهما «عم عبده» فى الثمانينيات، عندما كان شيراك، عمدة باريس آنذاك، فى زيارة للمعبد، ومن وقتها نشأت بينهما علاقة صداقة واستمرت بعد ذلك بالمراسلة.
يحتفظ «عم عبده» بجميع الخطابات فى حافظته الخاصة، ومن ضمنها خطاب أرسله إليه شيراك عندما تولى رئاسة فرنسا يقول له: «يا عزيزى عبده لقد صرت الآن رئيساً لجمهورية فرنسا».
كما أرسل شيراك وزوجته خطاباً لـ«عم عبده»، مكتوباً بخط اليد، ردا على تهنئته لهما برئاسة فرنسا، وتضمن الخطاب شكراً إلى عم عبده، واصفين إياه بالرجل المخلص، وتمنيا له من قلبيهما حياة سعيدة. وذيلا الخطاب بتوقيعيهما.
يقول «عم عبده» إنه تلقى رسائل عديدة من ملك السويد ورئيس إيطاليا ساندرو برنيتى الذى تحدث معه طويلاً عندما جاء إلى الكرنك، ووصفه بأنه رجل طيب القلب.
يتحدث عم عبده، 7 لغات أجنبية، ويتردد كثيراً على معبدالكرنك هذه الأيام ليمنع الزوار من تسلق الأحجار أو الكتابة عليها، لذلك يطلق عليه العاملون فى معبدالكرنك اسم «الغفير»، ويقول محبو «عم عبده» إنه سيظل نقشاً على مسلات الكرنك مدى الأيام.