«يونيو» هو شهر النكسة والذكريات السيئة لكل المصريين، فبينما تحتفل إسرائيل فيه بنشوة انتصارها على المصريين عام 1967، التى تحولت إلى كابوس فى السادس من أكتوبر عام 1973، جاء العام الجارى 2012 ليضع هذا الشهر فى محك جديد مع الشعب المصرى، تكون محصلته إما أن يظل شهراً للنكسة، وإما أن يتحول إلى شهر المستقبل الجديد لمصر ما بعد الثورة.
«يونيو» هذا العام سيكون مختلفاً عن السنوات السابقة، لأنه سيشهد أحداثاً مهمة تحدد ملامح ومصير الدولة فى الفترة المقبلة، وهى الأحداث التى يستهلها الاحد بجلسة إصدار الحكم على الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، وهو الحكم الذى ينتظره ملايين المصريين وتتابعه كل دول العالم.
كما سيشهد منتصف الشهر إعلان اسم أول رئيس مصرى منتخب فى تاريخ البلاد، وهى اللحظة التاريخية التى ينتظرها ويراقبها العالم خلال جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية يومى 16 و17 بين الدكتور محمد مرسى، مرشح الإخوان المسلمين، والفريق أحمد شفيق، المرشح المستقل، وهى الانتخابات التى ستدخل بمصر إلى الجمهورية الثانية التى يأمل الجميع أن تكون أفضل. وهذا الشهر أيضاً قد يشهد قراراً تاريخياً إذا نظرت المحكمة الدستورية العليا فى دستورية قانون العزل السياسى، الذى قد يؤدى إلى إعادة الانتخابات الرئاسية بين 12 مرشحاً.
ومن المتوقع أيضاً إتمام الاتفاق على تشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور الذى سيحدد شكل الدولة ومصير مؤسسة الرئاسة، بعد أن كانت صلاحيات الرئيس مطلقة. وكما بدأ الشهر بحدث فارق فى التاريخ الحديث سينتهى أيضاً بحدث لا يقل أهمية، هو تسليم المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة إلى الرئيس المنتخب فى 30 يونيو لتصبح مصر بعدها دولة مدنية خالصة. وكان أدمن المجلس العسكرى قد دعا المصريين فى بيان له إلى تحويل شهر يونيو من شهر النكسة إلى شهر احتفالات، داعيا المصريين إلى المشاركة فى الانتخابات وإنجاحها لتكون أول انتخابات حرة فى مصر.