x

دراما رمضان تنتظر تأشيرة «الرقابة البرلمانية»

الأحد 27-05-2012 19:43 | كتب: ريهام جودة |
تصوير : other

تسببت الحالة السياسية المسيطرة على الشارع حالياً، انتظاراً لنتيجة جولة الإعادة فى انتخابات الرئاسة بين الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق، فى عدم تحديد ملامح الخريطة الرمضانية، رغم نجاح تسويق كثير من الأعمال واستقرار الفضائيات على عرضها وبدء الإعلان عنها لجذب المشاهد، وبدأت تلوح حالة من التربص بصناع الدراما الرمضانية من قبل نواب البرلمان فى المشهد الرمضانى.

وكان النائب ياسر القاضى تقدم بطلب إحاطة إلى وزير الإعلام مؤخرا بشأن الوقوف على خريطة التليفزيون المصرى خلال شهر رمضان والتعرف على ما يذاع من مسلسلات وبرامج دينية وتثقيفية وتاريخية تهدف إلى رفع القيم، وطالب القاضى بضرورة زيادة الجرعة الدينية للبرامج والمسلسلات لإعانة كل مسلم على تأدية الفرائض خلال الشهر والابتعاد عن المسلسلات التى كانت تذاع فى السنوات السابقة بهدف سرقة الوقت دون توصيل قيمة مفيدة، على حد تأكيده، وأضاف القاضى فى طلب الإحاطة: «اتضح للجميع قلة الأعمال الدينية والتاريخية التى كانت تذاع على مدار السنوات السابقة بجانب إذاعتها فى أوقات غير مناسبة على الإطلاق، ويذاع فى أوقات الذروة مسلسلات تتسابق فيها الفنانات أصحاب الأجور الضخمة التى تصل إلى 7 و8 ملايين جنيه فى المسلسل الواحد لإظهار أنوثتهن، مع استعراضهن المستمر بالملابس المثيرة بما لا يليق بالشهر الكريم، لأنه شهر التقرب إلى الله بالعبادات والأعمال الصالحة، ونأمل أن يرى المصريون فى شهر رمضان اختلافاً كبيراً بما يحقق صالح الوطن والمواطن بغض النظر عما تحققه بعض المسلسلات من أرباح قد تكون مغرية لكنها تكون على حساب أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا».

وفيما يبدو أنها ستكون مادة مثيرة لشهية نواب البرلمان لتقديم طلبات الإحاطة عنها، يقف العديد من الأعمال الرمضانية مهدداً بإثارة النواب وهجومهم عليها، فأحدها وهو مسلسل «كاريوكا» بطولة وفاء عامر يتناول قصة حياة الراقصة والممثلة الشهيرة الراحلة تحية كاريوكا، ورغم الدور الوطنى المعروف لكاريوكا، فى حروب 1956 و1967 و1973 وتطوعها للمساعدة فى الهلال الأحمر، إلى جانب مساعدتها للفلسطينيين، ومعارضتها لبعض رجال ثورة يوليو، وسجنها لمدة 101 يوم فى عهد جمال عبدالناصر، بسبب آرائها المعارضة، فإن ذلك لن يمنع نواب البرلمان من التحفز ضد صناع المسلسل، إلى جانب مشاهد الرقص التى تقدمها بطلة المسلسل وفاء عامر والتى ترتدى عددا من بدل الرقص، ما يجعل المسلسل الأكثر عرضة لإثارة المشكلات، وهو ما بدأ فعليا برفع أحد المحامين مؤخرا لوقف تصوير المسلسل ومنعه من العرض فى رمضان، بدعوى أنه إهدار للمال العام وعدم مناسبته للعرض فى رمضان، لتناوله قصة حياة راقصة، وأكد المحامى فى دعواه أنه كان الأولى تقديم عمل عن الدكتور مجدى يعقوب أو أديب نوبل نجيب محفوظ.

كما تضم بعض الأعمال مشاهد فى الفراش تجمع بين أبطاله، ومنها «قضية معالى الوزيرة» بطولة إلهام شاهين، التى تظهر فى أحد المشاهد وهى تضبط زوجها- تامر هجرس- متلبسا مع أخرى على فراشها، بينما تظهر علا غانم بملابس ممزقة بعد مشاهد لمحاولة اغتصابها ضمن أحداث مسلسل «ابن موت» بطولة خالد النبوى، إلى جانب احتواء بعض الأعمال على ألفاظ جارحة وشتائم قد يراها نواب البرلمان غير لائقة، ومنها مشهد لشيرى عادل فى مسلسل «طرف ثالث» تقول فيه «ياابن الكلب».

وقال عماد المهدى نائب حزب النور ووكيل لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشعب، لـ«المصرى اليوم»: إن الفترة الأخيرة شهدت انفتاحا مستفزا من قبل صانعى الأعمال الفنية، وذلك لإحراج التيار الإسلامى.

أضاف المهدى: رمضان شهر عبادة، يا إخوانا سيبونا نعبد ربنا بشكل أخلاقى دون أن تلوثوا أعيننا، ولو حتى حأفتح التليفزيون ألاقى برنامج دينى يحدثنى عن عباداتى وأخلاق الشهر الكريم، وليس المسلسلات وما تحويه من مناظر وألفاظ بعيدة عن الالتزام.

وحول جملة «اللى مش عاجبه يغير المحطة» التى يرددها بعض صناع الأعمال الفنية ردا على من يهاجمونهم قال المهدى: ليه عايزين يحجروا علينا وعلى الناس؟، خلى التليفزيون مفتوح للجميع، وأتوجه لهم بالسؤال «ليه انتوا رافضين يكون بينكم وبين ربنا صلة فى هذا الشهر الكريم؟»، هل تعتقد أنك لما تشوف المسلسلات بما فيها حيقبل منك صيام؟، وأضاف: «خلى التليفزيون مفتوح عشان يعرض برامج تقول كام مرة نقرأ المصحف، وكلام عن الصيام، علمونا دينا وخلونا نعيش مع القرآن».

وأكد المهدى لـ«المصرى اليوم» أنهم حاليا فى لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشعب بصدد دراسة مشروع قانون تقدم به أحد النواب لوضع ضوابط لتقديم الأعمال الفنية، رافضا الكشف عن تفاصيله لحين الموافقة عليه.

من جانبه قال الكاتب مجدى صابر مؤلف مسلسل «ابن موت»: زمن الوصاية انتهى، ولا نحتاج لأحد يضع لنا ضوابط أو يملى علينا شروطا معينة لتقديم أعمالنا، فنحن كفنانين وصناع أعمال ومبدعين نضع ضوابطنا بأنفسنا، ولدينا نقد ذاتى، ولا نحتاج لمن يعرفنا الحلال والحرام، وليس مهمة مجلس الشعب أن يتفرج على الأعمال الفنية ويقول فيها حاجة وحشة، فمهمته أكبر، والناس لم ينتخبوهم كى يعترضوا على المسلسلات ويراقبوا ما يظنونه خارجا عن القيم والأخلاق.

أضاف صابر: ليست المرة الأولى التى يثار فيها البرلمان ضد الأعمال الفنية، فقد حدثت من قبل عشرات المرات ومنذ سنوات طويلة، ومنها اعتراضهم على الفوازير، لكنها كانت مجرد «هيصة»، ونحن نقدم الأعمال الفنية منذ سنوات.

وحول توقعه للصدام بين البرلمان وأصحاب الأعمال الفنية مع اقتراب شهر رمضان: استشعرنا ذلك منذ أول يوم لهذا البرلمان، ولذلك تحركنا فى مسيرة أمام مجلس الشعب وأبلغناهم صوتنا «أننا لن نسمح بأى تدخل»، وأتوقع أن تشهد الأسابيع المقبلة مشاكل كبيرة بين الطرفين، لأن النواب تركوا المشاكل الكبرى التى يعانى منها المجتمع وتفرغوا لقوانين المسلسلات وتقليل سن زواج الفتيات ومضاجعة الزوجة المتوفاة، وإذا صدر قانون لوضع ضوابط للمسلسلات فلن يمر مرور الكرام، لأننا لا نحتاج وصيا أو شيخا يعلمنا الأخلاق والضمير، فمصر يحكمها ذلك منذ قديم الأزل.

وحول دعوة بعض النواب لتقديم الأعمال الدينية بدلا من الاجتماعية قال صابر: «طوال عمرنا نقدم أعمالا دينية، من قبل ما يكون فيه تيار إسلامى يتحكم فى البرلمان، ومن أراد العبادة والتفرغ لها والذهاب للمسجد لن تمنعه تلك الأعمال الفنية، ويجب التخلص من تلك النظرة لأهل الفن وكأنهم كفرة يصرفون الناس عن العبادة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية