حصلت وزارة البترول، على موافقة وزارة الدفاع، على طرح المناطق الجديدة، التي تعتزم الشركة القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس» طرحها أمام الشركات العالمية للتنقيب عن الغاز، متضمنة للمرة الأولى 4 مناطق قرب خط الحدود الشرقية في البحر المتوسط مع إسرائيل.
وقالت مصادر مسؤولة في وزارة البترول، إن وزارة الدفاع حصلت على جميع التفاصيل المتعلقة بالمناطق، وعمليات التنقيب المستهدفة لضمان تأمينها وطرحها في المزايدة الجديدة، التي تستهدف من خلالها الشركة القابضة للغازات زيادة عمليات تنمية الغاز وزيادة الاستثمارات.
وأضافت أن بعض المناطق الجديدة ستكون ملامسة لخط الحدود البحري، الذي حددته الحكومة المصرية مع الجانب الإسرائيلي، مشيرة إلى أن هذا الخط يتفق مع القانون الدولي ومعاهدة ترسيم أعالي البحار التي وقعتها مصر في 1983 وتضم أغلب أعضاء الأمم المتحدة.
وتستهدف الشركة القابضة للغازات جذب استثمارات إجمالية تقدر بـ4 مليارات دولار من خلال عمليات التنقيب والتنمية، التي ستقوم بها الشركات في المناطق المطروحة للتنقيب.
وقال وزير البترول المهندس عبد الله غراب، إن «إيجاس» ستقوم خلال الأسبوع الجاري بطرح المزايدة أمام الشركات الدولية، مشيراً إلى أنها ستشمل بعض المناطق البحرية الجديدة في شرق البحر المتوسط، وقرب الحدود البحرية المشتركة مع الجانب الإسرائيلي للمرة الأولى في تاريخ عمليات التنقيب المصرية.
وشدد وزير البترول في تصريح لـ«المصري اليوم»، على أن هذه المناطق تتفق مع خط الحدود الدولية الذي قامت الحكومة بإبلاغ الأمم المتحدة به ويراعى القانون الدولي.
من جانبه قال المهندس محمد شعيب، رئيس الشركة القابضة للغازات الطبيعية، إن هذه المزايدة مهمة للغاية لتعزيز إنتاج الغاز بما يخدم خطط التنمية في مصر خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل توافر احتياطيات كبيرة من الغاز في هذه المنطقة حسب بيانات دولية.
وتقدر هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية حجم احتياطي الغاز به بـ223 تريليون قدم مكعب من الغاز، في حين أن الاحتياطي الرسمي المعلن يقدر بـ76 تريليون قدم مكعب، بما يشير إلى تواجد كميات من الغاز تساوي 3 أضعاف الموجودة حاليًا.
من جانبه قال الجيولوجي مصطفى البحر، نائب رئيس شركة «إيجاس» لشؤون الاتفاقيات والاستكشاف، إن حجم الغاز المحتمل تواجده في منطقة المياه العميقة بالبحر المتوسط بـ115 تريليون قدم مكعب، مؤكدًا أن الشركة ستطرح مزايدات على مدار السنوات الثلاث المقبلة للتنقيب عن الغاز الطبيعي وإنتاجه.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الدكتور رمضان أبو العلا، رئيس قسم هندسة البترول بجامعة «فاروس» بالإسكندرية، أنه رغم تأخر طرح مناطق الامتياز الجديدة إلا أنه خطوة مهمة للغاية، في ظل تسارع عمليات التنقيب من جانب الدول المجاورة مثل لبنان، وإسرائيل وقبرص اللتين تعتزمان الدخول في شراكة عسكرية وسياسية لتأمين اكتشافات الغاز في البحر المتوسط.
وأشار إلى قرار الحكومة الإسرائيلية بأنها ستنشر 20 ألف جندي إسرائيلي من وحدات الكوماندوز، لحماية منشآت الطاقة والغاز الإسرائيلية في دولة قبرص، في إطار جهود البلدين نحو إنشاء منصة للتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، ومد أنابيب للغاز بين إسرائيل وقبرص.
من جانبه قال الدكتور إبراهيم زهران، خبير البترول: «إن الفترة المقبلة تتطلب زيادة عمليات البحث والتنقيب عن الغاز، من أجل زيادة الاحتياطيات سواء من خلال المناطق التي تقوم بالإنتاج حاليًا، أو بإضافة مناطق جديدة، مشيراً إلى دراسة صادرة عن القابضة للغازات تتوقع احتياج مصر لكميات غاز تبلغ 85 تريليون قدم مكعب، لتأمين الوضع الداخلي بحلول عام 2030، وهو رقم يفوق المتاح حاليًا بكثير.