بعد الإعلان عن النتائج النهائية غير الرسمية للجولة الأولى لانتخابات الرئاسة، انقسم النشطاء بين قراري مقاطعة الجولة الثانية أو التصويت لمحمد مرسي، مرشح الإخوان المسلمين، بينما اتجهت فئة قليلة لتبني قرار التصويت لأحمد شفيق لتفادي فخ إقامة الدولة الدينية.
لكن الصفحات الشخصية للكتاب والمحللين السياسيين اتجهت لقراءة النتائج، وتحليل صعود وهبوط المرشحين وظهور نتائج مخالفة لما توحدت عليه استطلاعات الرأي التي سبقت عملية الانتخاب.
وطرح محللون، منهم الكاتب السياسي هاني درويش، والخبير الاقتصادي سامر سليمان، وأستاذ التاريخ دكتور شريف يونس، عدة تساؤلات حول مفاجأة التصويت واسع النطاق لحمدين صباحي، والصعود المفاجئ لأحمد شفيق والتراجع غير المتوقع لعبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى.
وجَدَ شريف يونس، في بيان حالة مطول سجله على صفحته الشخصية على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن نجاح شفيق على حساب عمرو موسى الذي بدا مرشحًا أقرب لمزاج راغبي الاستقرار بالعودة للنظام السابق، أتي انتصارًا للخطاب الواضح في معاداته للثورة الذي يتبناه أحمد شفيق.
وفسر شريف يونس، أستاذ التاريخ بجامعة حلوان، تراجع موسى برهانة على الكتلة التصويتية لأصحاب «حزب الكنبة»، والعناصر الدنيا في نظام مبارك. بينما توجه شفيق بخطاب واضح لرجال الأعمال ومن ارتبطوا بشبكة مصالح النظام من خلال «التهديدات المبطنة للثورة»، ووعود عودة القبضة الباطشة للأمن، «مما فتح الخزائن للدعاية وشراء الأصوات».
واعتبر «يونس» شفيق تجسيدًا لحلم أبناء نظام الرئيس السابق في عودة النظام بكامل قوته وجبروته. بينما قدم تحليلاً لفشل عبد المنعم أبو الفتوح في حصد ما توقعته استطلاعات الرأي من أصوات، رأى فيه أستاذ التاريخ أن «أبو الفتوح» سعى بكل قوته لبناء تحالف واسع شبيه بتحالف الثورة، وأنه انهمك في بناء هذا التحالف عوضًا عن تقديم رؤية اجتماعية واضحة تجتذب قطاعات من المصوتين.
وأرجع شريف يونس صعود «صباحي» إلى وجود حالة من الفراغ السياسي، الناجمة عن رفض قطاعات جماهيرية واسعة للجوء لحلول النظام المفروضة من خلال شفيق وعمرو موسى، أو حلول الدولة ذات الصبغة الدينية أو المشروع الإسلامي غير محدد الملامح الذي يقدمه محمد مرسي وأبو الفتوح.
واتفق معه المحلل السياسي عمرو عبد الرحمن، الذي وجَدَ أخطاءً واسعة وقعت فيها حملة عبد المنعم أبو الفتوح، مؤكدًا أن المرشح الرئاسي الذي حل في المركز الرابع من حيث عدد الأصوات لديه مشاكل أعمق من افتقاد الخطاب الاجتماعي المتماسك.
وقالت الكاتبة والناشطة بسمة الحسيني، في تعليق لها: «إن البحث عن خيار ثالث غير الدولة العسكرية وتمثيلاتها داخل النظام، والدولة الدينية كما تطرحها التيارات الإسلامية، موجود منذ تأسيس حركة كفاية».
وأرجعت «الحسيني» فشل القطاعات المدنية في الحشد لنفسها كخيار ثالث إلى اعتمادها على صناعة الزعيم عوضًا عن صناعة المؤسسة. في حين أن القوى المعادية للمدنية في النظام «عسكري الطابع» والتيار الإسلامي تعتمد على إنجاح المؤسسة وقدراتها التنظيمية.