x

المندوب.. عين المرشح فى اللجنة وراصد التجاوزات وآلة حساب المؤشرات

الجمعة 25-05-2012 02:28 | كتب: سارة نور الدين |
تصوير : other

«يوم الامتحان يُكرم المرء أو يهان»، هكذا علمتنا أيام طويلة من الدراسة، إلا أن هذه العبارة ترددت على ألسنة عدد من مندوبى مرشحى الرئاسة الذين التقتهم «المصرى اليوم» أمام عدد من اللجان وداخلها، لم يرتد هؤلاء ما يميزهم عن الناخبين أو ينم عن دعمهم مرشحاً بعينه، فحسب قولهم فإن هذا اليوم تحظر فيه الدعاية للمرشحين، وهو فقط: «يوم للدفاع عن الصناديق لضمان نزاهة الانتخابات»، وعلى الرغم من قلة خبرتهم - فكثير منهم يمارس مهام عمل المندوب لأول مرة - وكثرة الإجراءات الرسمية التى وقفت حجر عثرة فى سبيل مشاركتهم الكاملة فى المراقبة، إلا أنهم أبدوا تفاؤلا بما يقومون به.

بدأ اليوم الانتخابى لـ«هانى» مع دقات الساعة السادسة صباحاً، وقبل فتح باب التصويت قام بجولة أولية لتحديد موقف المندوبين داخل وخارج اللجان، وللتأكد من حضور الجميع: «من الطبيعى ألا يحضر كل من استخرج له التوكيل، وواجبى أن أتدارك أياً من هذه الفجوات داخل اللجان، فلابد من وجود مندوب واحد على الأقل داخل كل لجنة».

يتلقى «هانى» بصفته منسقا عاما للحملة ومسؤول قطاع لجان شرق القاهرة، جميع بلاغات مندوبيه داخل اللجان، حيث التقى أمام «طه حسين الابتدائية» مندوبين اثنين أبلغاه عن بعض تجاوزات الدعاية لأحد المرشحين، فيما سألهما هو عن المؤشرات الأولية للنتيجة الصباحية التى استطاعوا رصدها، فكانت لمرشح آخر، قام بعدها بإجراء عدة مكالمات هاتفية للإبلاغ عن تلك التجاوزات والتنسيق مع مندوبى لجان أخرى للوقوف على حجمها.

لم ييأس «هانى» مما سماها «إحباطات اليوم»، فكما يقول: «كما نرى فالأعداد التى بدأ التصويت بها قليلة نسبيا بالمقارنة بانتخابات مجلس الشعب، كما أن المطرية بها أكثر من نصف مليون صوت، ومازالت نسبة المشاركة ضعيفة، لكن لن نيأس، أمامنا يوم طويل».

انطلقنا من تلك المدرسة مشياً على الأقدام حتى وصلنا إلى مدرسة «عبدالله النديم» المجاورة، تفقد «هانى» سير العملية الانتخابية فى تلك المدرسة، لم يلاحظ أياً من التجاوزات أو الدعاية المحظورة، لكنه لم يجد مندوب الحملة داخلها، بحث عن اسمه فى أوراق المندوبين، حتى وجد اسمه ورقم هاتفه فاتصل به على الفور ليطلب منه سرعة التواجد فى مكانه المنوط به: «جزء من عملى هو أن أراقب العملية الانتخابية، وعمل المندوبين والمشرفين، لابد من التأكد من أن كلا منهم موجود فى مكانه، ومن غير المفيد أن يفوت المندوب وقتا طويلا خارج لجنته، فما الذى يضمن لنا ألا يحدث تجاوز أثناء غيابه».

«حسن» كان أحد المندوبين فى تلك المدرسة، أخبرنا بأن اليوم الانتخابى شبه خالٍ من التجاوزات، إلا أن الإقبال على التصويت لا يدعو للتفاؤل فى بداية اليوم، وأضاف: «مسؤوليتى سلامة الصناديق، وهذه ليست مسؤولية الجيش والشرطة فقط، فأنا أراقب سلامة الصندوق، ليس فقط من أجل حملة المرشح الذى أدعمه ولكن لمصلحة الجميع، ويحظر علينا ارتداء أى ملابس تدل على دعمنا لأحدهم، فقط ورقة تثبت حصولنا على توكيل منه للتواجد داخل اللجنة».

بينما كنا نتحدث مع «حسن» تلقى «هانى» مكالمة هاتفية من مندوب حملته فى مدرسة «الشهيد أسامة وفا الابتدائية» يفيد بأن استمارات التصويت غير مختومة، وعلى الفور توجهنا إلى تلك المدرسة، أظهر «هانى» توكيله العام، وطلب من ضابط الجيش الدخول للتحدث إلى القاضى المسؤول.

دخلنا إلى مقر اللجنة حيث كانت المستشارة عبير طه على رأس استمارات الانتخاب، طلبت من «هانى» ما يفيد بأن لديه توكيلا عاما من المرشح، قرأت بتمعن توكيله ثم قالت إنه ليس من حق أحد تفقد استمارات الانتخاب قانونا، ثم أشارت إلى الختم المائى البارز على الاستمارات، وطلبت من «هانى» إثبات ما جاء فى المحضر الذى أعطته رقمه وتفاصيله بعد انتهائها من كتابته.

زينب محمد إسماعيل، فتاة منتقبة تتبع أحد الأحزاب السياسية الجديدة التى انسحب مرشحها من الانتخابات، تبلغ من العمر «28 عاماً»، اختارت أن تكون مندوبة عن مرشح حزبها والتوكيل الذى تملكه باسمه، على الرغم من انسحابه من السباق الرئاسى.

تقول «زينب»: بالفعل أملك توكيلاً للمرشح المنسحب إلا أننى موجودة لدعم مرشح آخر نسعى لفوزه فى الانتخابات لأنه من سيكمل الطريق وينهض بالبلاد بحسب تعبيرها. وتابعت: «ليس معنى أن ينسحب مرشحك أو يستبعد أن تجلس فى البيت دون أى مشاركة، مراقبة الانتخابات واجبنا جميعاً، ومراقبة عدم تزويرها يصب فى مصلحة الجميع، نحن لا ندعو لمرشح بعينه احتراما للقانون».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية