x

«المصري اليوم » ترصد الانتخابات بعيون كفيف ومعاق ومترجمة إشارة

الجمعة 25-05-2012 02:22 | كتب: يمنى مختار |
تصوير : تحسين بكر

ربما كان الكثيرون من ذوى الإعاقة يحلمون بأن تتيح لهم اللجنة العليا للانتخابات بعض الوسائل التى تسمح لهم بالإدلاء بأصواتهم دون معاناة، إلا أن العملية الانتخابية منحتهم حقوقاً جديدة ومنها أن يكون لهم دور فى المراقبة ورصد التجاوزات والانتهاكات والإبلاغ عنها.

مصطفى كمال، شاب كفيف أحد أعضاء حملة دعم الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، لم يكتف بالتصويت للمرشح الذى يؤيده بل شارك فى الفريق المراقب للانتخابات عبر توكيل عام يسمح له بدخول جميع اللجان على مستوى الجمهورية والتواصل المباشر مع المندوبين.

كانت أولى خطواته هى الإدلاء بصوته حيث حرص على الدخول إلى لجنته الانتخابية منفرداً، وطلب من القاضى أن يضع علامة أمام رمز واسم المرشح الذى اختاره لينطلق بعدها فى جولة داخل لجان مدينة نصر ومصر الجديدة.

كانت نظرة التعجب فى عيون القضاة الذين يستأذن منهم مصطفى للبقاء لدقائق فى اللجنة شاهراً «توكيل المرشح»، لا تدوم لثوان معدودة بعد اكتشاف أن كونه كفيفاً لا يعوقه عن مراقبة العملية الانتخابية إذ كان قادراً على قراءة المشهد الانتخابى بعيون مندوبى المرشحين داخل اللجان وبمساعدة مترجمة الإشارة التى حرص على تواجدها لمساعدة الصم داخل اللجان على الإدلاء بأصواتهم.

يقول «مصطفى»: «إن من حق وكيل المرشح أن يدخل أى لجنة على مستوى الجمهورية ويحضر لجان الفرز ويبلغ الإدارة المركزية للحملة بأى انتهاك داخل اللجان، التى تنقله بدورها إلى اللجنة العليا للانتخابات»، مشدداً على أنه لو لم يكن يدعم مرشحاً كان سيحرص على مراقبة الانتخابات عن طريق إحدى منظمات المجتمع المدنى.

شاب آخر هو عبدالرحمن عادل «صيدلى»، أصر على التطوع كمندوب للمرشح عبدالمنعم أبوالفتوح داخل لجنة مدرسة التربية الفكرية بمدينة نصر، قال: «أنا ذهبت للحملة بنفسى وأصريت أن أشارك عشان أقدر أضمن إن صوتى وأصوات الناخبين متضيعش وإن أرواح الشهداء متكونش راحت على الفاضى». يقول «عبدالرحمن» إن إعاقته الحركية لا تشكل له أزمة خلال عملية المراقبة حيث يجلس على كرسى طوال الوقت وإن كانت تدفعه إلى التركيز على متابعة كيفية تعامل أعضاء اللجنة الانتخابية مع المعاقين، موضحاً أن اللجنة التى يراقبها موجودة فى الدور الأرضى ما ساعد أصحاب الكراسى المتحركة على التصويت بسهولة، بينما خرجت القاضية إلى إحدى السيدات المسنات التى لم تستطع النزول من عربتها للإدلاء بصوتها.

من جهتها تقول نادية عبدالله، مترجمة إشارة، إن آليات الانتخابات السابقة كانت تعمل على إقصاء الصم من التصويت وتجاهلهم، مشيدة بدور الإعلام فى ترجمة بعض حوارات المرشحين باستخدام لغة الإشارة، الأمر الذى ساعد المعاقين على تحديد المرشح الذى يؤيدونه بدقة دون مساعدة من أحد.

وأضافت «نادية» أن عملها مع الصم يقتصر على توضيح طريقة التصويت باختيار مرشح واحد فقط بعد معرفة رمزه الانتخابى، مؤكدة أن أغلب الصم اختاروا الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح لأنه أفرد مساحة من دعايته عن ذوى الإعاقة، كما ترجم برنامجه إلى لغة الإشارة بينما تجاهلهم أغلب المرشحين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية