منعتهم حالتهم الصحية من مشاركة الشباب فى ثورة 25 يناير، لكنها لم تمنعهم من الوقوف - لأول مرة - أمام اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم فى أول انتخابات رئاسية بعد الثورة، تحملوا مشقة الوصول إلى مقار اللجان بطاقة شباب الثورة والأمل فى غد أفضل، وقفوا فى طابور منتظرين الوصول إلى صندوق الاقتراع، تذكروا 30 عاما مضت توقفوا خلالها عن المشاركة السياسية، مؤكدين أن ثورة 25 يناير أعادت إليهم شعورهم بأهيمة أصواتهم.
أملاً فى اختيار رئيس يرفع عنها الظلم الذى عانت منه سنوات، توجهت إكرام على، 62 عاماً، للإدلاء بصوتها «السبب اللى خلانى أنزل أنتخب هو الأمل فى رفع الظلم اللى عشته أنا وابنى بسبب أمن الدولة، كانوا بييجوا ياخدوه من البيت كل شوية بدون سبب». الأمنية الوحيدة التى تمنتها إكرام هى: «تربة ولادى يدفنونى فيها».
لأنه لا يمتلك أراضى يورثها لأولاده وأحفاده، قرر محمد محمد، 70 عاما، المشاركة فى انتخابات الرئاسة بـ«صوتى الذى لا أمتلك سواه، حتى أورث أولادى بلد نضيفة»، لم تكن هذه المرة هى المرة الأولى التى يشارك فيها «محمد» فى انتخابات الرئاسة «كل استفتاء كنت بنزل عشان أبطل صوتى وأكون عملت اللى عليا وأسجل اعتراضى على وصول مبارك للحكم من جديد»، ورغم تدهور حالته الصحية إلا أنه أصر على التوجه للتصويت «وشجعت أولادى على النزول لانتخاب رئيس جديد بعد 30 عام من الفساد والظلم، لأنى لا امتلك أراضى وفلوس فصوتى ده هيكون الورث الوحيد الذى سأتركه لأولادى وأحفادي، ونفسى أعيش لحد ما أشوف رئيس جديد يحافظ على البلد».
عدم اقتناعه بالبرامج الانتخابية لمرشحى رئاسة الجمهورية جعله يقرر التوجه إلى «قصر الأندلس» لسحب استمارة الترشح لانتخابات الرئاسة، عبدالهادى محمد إبراهيم 74 عاماً، «فوجئت لما عرفت سعر سحب استمارة الترشح، لأن كان معايا 5 جنيه بس فى جيبى، ورجعت تانى على بيتى».
وأمام مدرسة النهضة فى «كفر طهرمس»، قال: « بعد فشلى فى الترشح للرئاسة قررت إنى انزل أشارك فى الانتخابات، وأقول للمرشحين الذين لن يحالفهم الحظ، أتمنى أن تهنئوا الرئيس الجديد بالورود ومساعدته على تخطى المرحلة المقبلة».