x

على عبدالواحد.. «جناينى» حديقة قصر عابدين: «عمرى ما انتخبت»

الخميس 24-05-2012 08:56 | كتب: سامي عبد الراضي |
تصوير : other

فى قلب حديقة كبيرة أمام قصر عابدين.. وبهدوء شديد.. يقف هناك ويباشر عمله فى صمت.. ملابسه.. رغم أنها ملابس تابعة للهيئة العامة لتجميل القاهرة إلا أنها ممزقة وبها آثار «حياكة» وترقيع.

اسمى على عبدالواحد.. مولود فى يناير سنة 55.. وأنا من قرية اسمها «ملامس» تابعة لمنيا القمح شرقية.. ودخلت كتاب بلدنا وبسبب الظروف الصعبة ما دخلتش مدارس.. عندى 7 ولاد.. 3 اتجوزوا.. و2 لسه و2 ماتوا.. يبقى كده عندى 5.

أنا شغال هنا فى الهيئة من 17 سنة.. وكان مرتبى يومها 77 جنيه ودلوقتى الصافى وكله وبالحوافز.. يوصل لـ 800 جنيه.. وأنا باسافر بلدنا كل أسبوع.. وباركب قطر بـ8 جنيه رايح وزيهم جاى.. أنا عمرى ما شاركت فى الانتخابات ولا دخلت لجنة.. وهاسافر بكرة على بلدنا وهاصوت.. بس والله ما أنا عارف أصوت لمين وأعمل إيه.. هاروح وأسال «العيال» وأشوف هايقولوا لى إيه. أنا ساكن هنا فى غرفة وفيها حمام مشترك بـ85 جنيه.. قريبة من الشغل فى باب اللوق.. يضحك.. بس مش لوحدى.. أنا معايا 7 تانى فى الأوضة.. وكل واحد مننا بيدفع 85 جنيه فى الشهر.. بناكل إيه.. والله بناكل فول وطعمية.. ليل ونهار.. وفى البلد ممكن «حتة لحمة» لما نروح.. أو فراخ.. أهو حسب التساهيل.

ولادى أكبرهم 27 سنة.. وأصغرهم 9 سنين.. واللى اتعلم منهم أخد دبلوم ونايم فى البيت ولا شغال فى ورشة أو فى الزراعات.. أهو كله بيلقط رزقه.. شغلتى هنا فى الميدان ده.. أروى الزرع بس.. وأن كان فيه شجرة ممكن نشيل فرع منها مكسور أو حاجة. بعد الثورة.. كان فيه حفلات هنا وغناء من فرق.. وكان فيه «صوان كبير» - سرادق - واستمر فترة طويلة.. أنا جيت مرة وبطلت.. أصل أنا باحاول أشوف شغلانة تانية بعد الضهر.. أنا شغال هنا من 8 الصبح.. لـ2 الضهر.. وبكرة هاروح بلدنا «ملامس» وهاشارك فى الانتخابات.. وبصراحة ممكن ما أعرفش أروح وأشوف «أكل عيشى» هنا وخلاص.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية