على باب محل صغير لبيع الإكسسوارات النسائية بشارع الصحة بعزبة النخل الشرقية، وقف أحمد سعد صاحب المحل يتحدث إلى جاره حول المخالفات التي رآها صبيحة اليوم الأول لانتخابات الرئاسة، وإلى جانبهما علقت لافتة مكتوبة بخط اليد، تحمل صورتي أحمد شفيق وعمرو موسى، وبخط عربي ذي لغة سليمة أعلن كاتب اللافتة:« لن انتخب من ساهم وسكت على خراب بلدي».
أخبار متعلقة
يتوسط اسم الرئيس المخلوع صورتي المرشحين الملصقتين على اللافتة التي كتبها أحمد سعد بنفسه، في إشارة يفسرها سعد بأن كلاهما مجرد تمثيل آخر لمبارك، وفرصة جديدة لعودة كل ما يمثله الرئيس المخلوع لتصدر سدة الحكم في مصر.
قبل أسبوع واحد من الانتخابات شعر أحمد سعد بغضب شديد، عندما سلمه عضو بحملة الدعاية الخاصة بالفريق أحمد شفيق ملصقًا دعائيا يحوي صورة المرشح، يقول سعد: «أحسست باستفزاز شديد، كيف توزع ملصقات رجل مبارك في شوارع مصر بعد الثورة؟».
بمرور الوقت وجد أحمد سعد المزيد من مؤيدي شفيق وموسى ممن أعلنوا عن نيتهم في انتخاب المرشحين اللذين يصر أحمد على تسميتهما بالفلول، لأسباب تتعلق باستعادة الأمن أو لضمان الاستقرار، ومع طول المناقشات المنهكة، قرر سعد أن يعلن عن موقفه بوضوح، يقول: «قررت ألا أعلق لافتة أو ملصقًا باسم المرشح الذي أنوي التصويت له، ووجدت في الإعلان عن أسماء من أرفض انتخابهم رسالة أهم وأكثر وضوحًا، لهذا كتبت هذه اللافتة وعلقتها على مدخل المحل قبل أسبوع كامل من موعد التصويت».
اللافتة التي كتبها سعد بنفسه اجتذبت اهتمام المارة في الشارع الرئيس وسط واحدة من أكثر المناطق الشعبية ازدحامًا، ليواجه تاجر الإكسسوارات النسائية مواقفًا يبدأ من توجيه السباب «للافتة وصاحبها» باعتباره واحدًا من المخططين «لخراب البلد»، مرورًا بالمناقشات الحادة ومحاولة إقناعه بأهمية التصويت لشفيق أو موسى، ووصولاً لمناقشات أخرى انتهت بتوفيقه في إقناع المناقشين له بعدم التصويت للمرشحين اللذين يحسبهما العديدون على نظام الرئيس السابق.
بعد وضع اللافتة تحمس بعض أصدقاء سعد لتنفيذ الفكرة نفسها، ووضعوا صور المرشحين عمرو موسى وأحمد شفيق، محذرين المارة من انتخابهم، لكن صديق له يعمل بأحد مكاتب الدعاية يدعى وائل محمود أخذ الفكرة إلى مرحلة أبعد.
أقدم وائل على طبع بانرات تحمل التصميم نفسه الذي صاغة أحمد سعد على نفقته الخاصة، وقام بتوزيع تلك البانرات على أصدقاء له ممن تحمسوا للفكرة ليضعوها في شرفات منازلهم وعلى أبواب محالهم بمنطقتي عين شمس وعزبة النخل الشرقية والغربية.
في داخل المحل يضع أحمد سعد كروتًا صغيرة تحمل صورة مرشحه « محمد مرسي»، لكن واجهة المتجر تحوى ملصقات لثلاثة مرشحين هم محمد مرسي وعبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي، يقول أحمد سعد: «منذ بدأت في الدعاية المضادة لشفيق وعمرو موسى لم أفكر في الدعاية لمرشحي، فأنا لست عضوًا في جماعة الإخوان المسلمين ولا في حزب الحرية والعدالة، أنا مؤمن بالثورة ويهمني فقط أن يفوز أحد مرشحيها»
