x

سلامة بائع «البيجامات»: لا فرق بين «الفلول» و«الثورجى» إلا بفتح شوارع وسط البلد

الأربعاء 23-05-2012 07:55 | كتب: اخبار |
تصوير : other

«أنا مش عارف هنتخب مين لحد النهاردة، ولا عارف الفرق بين اللى بيسموه فلول، ولا اللى بتوع الثورة بيحبوه، كلهم شبه بعض، ومحدش فيهم عرفنى شكل مستقبلى ومستقبل عيالى إيه، بعد ما عشت شاطح فى الشوارع 25 سنة، أبيع هدوم بيسموها مستوردة، وكلها مصنوعة من قطن مصرى، بس اتغرب ورجع لنا تانى».

هذا رأى سلامة الشيخ كامل، «40 عاما»، الذى منذ تخرج فى المعهد الفنى التجارى وهو يحلم بأن يكون موظفا فى الدولة، لكن زواجه لم يمهله الانتظار فى طوابير أعضاء مجلس الشعب، سواء فى منطقة شبرا التى ولد وعاش فيها طوال عمره، أو فى بلد عائلته فى محافظة الشرقية.

لم يجد «سلامة» حرجا فى تعليق بضاعته من البيجامات المستوردة على الأشجار المقابلة لنقابتى المحامين والصحفيين ونادى القضاة فى شارع عبد الخالق ثروت فى القاهرة، لأن «الشغل مش عيب، وأحسن ناس فى البلد بيشتروا منى»، لكنه لا يفضل البيع للصحفيين والمحامين لأنهم «يفاصلونه كثيرا فى السعر، وفى النهاية لا يشترون»، أما القضاة فهم زبائن «لُقطة»، لأنهم لا يفاصلونه كثيرا، بل يطلبونه ليذهب إليهم داخل ناديهم، وغالبا ما يدفعون أكثر من المطلوب منهم، خاصة فى البدل الجاهزة، التى يجلبها لهم خصيصا، ومعظمها صينى «بس تقفيل وتشطيب ممتاز».

يحصل «سلامة» على بضاعته من تجار جملة، يسافرون إلى ليبيا، يستوردون بضائع وصلت إلى طرابلس من بلجيكا، لكن كل البيجامات التى يبيعها مصنوعة من قطن مصرى 100%، يقول «القطن خرج من مصر رخيصاً، وعاد إليها رخيصاً، لكن بعد تصنيعه بجودة عالية».

«سلامة» يبيع البيجامة الكاملة «بنطلون وكم طويل» بسعر 60 جنيها، «واللى زيها بالظبط يا بيه فى الشواربى بـ140 جنيها، أما البيجامة «نص كم وبنطلون شورت» فيبيعها سلامة بـ 50 جنيها، «ودى كمان يا بيه بـ110 جنيه فى محلات وسط البلد كلها»، ولا يزيد ربحه فى القطعة على خمسة جنيهات، ليجمع يومية تتراوح ما بين 50 و75 جنيها، تكفى بالكاد للإنفاق على أسرته المكونة من ولدين وبنت جميعهم فى المدارس، ويصر على إكمال تعليمهم ليكفيهم شر «المرمطة فى الشوارع».

يشكو «سلامة» من كثرة البائعين الجائلين الذين لا يحبون أن يعود البلد إلى النظام، «أما أنا فأتمنى رئيس جمهورية يرجع كل واحد لمهنته، ويفتح وسط البلد اللى استولى عليه البياعين»، لذلك لم يعد يخشى وقوفه فى عرض الشارع، مستغلا الرصيف، وسور المبنى المقابل لنقابتى المحامين والصحفيين عارضاً لبضاعته، «أفراد الأمن قبل ثورة 25 يناير، كانوا يقاسمونى رزقى، حتى يتركونى أعمل، وذلك بالتنسيق مع موظفى الإشغالات فى الحى أو المحافظة». وعلى الرغم من أنه يخشى أن يسرق مكانه بائع جائل آخر، يتمنى أن يفوز برئاسة مصر شخص «همام»، وهو من وجهة نظره، «يقدر يرجع للشارع هيبته، واللى يقدر يعمل كده، أكيد هيرجع للمصرى كرامته، ويعطيه حقه فى الشغل والمكسب الحلال اللى يكفيه ويكفى عياله».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية