مواطنون يحاولون إثبات أنهم موجودون فى الحياة.. يحاولون أن يثبتوا علاقتهم بالدولة بأبسط الأشكال الممكنة، حتى ولو عن طريق شهادة ميلاد وبطاقة رقم قومى.. ولكنهم يعجزون. رصدت «المصرى اليوم» فى هذا الملف حال أطفال شوارع أصبحوا فى سن الشباب.. منهم من شارك فى الثورة، لكن مازالت الدولة لا تعترف بهم، أخرجتهم من حساباتها فأخرجوها من حساباتهم، لا يأملون أن يقوم الرئيس القادم أياً كان بأى شىء جيد لهم، فقط لأنهم اعتادوا أن يكونوا خارج الحسابات. كما رصدت حال نساء البدو التى انحصرت حياتهم فى الصحراء، لكنهم لم يتركوا حبل المشاركة بعد، فمازالوا يتابعون حال البلد، من خلال كل خبر شارد قلّما يصل إليهن فى رمال الصحراء التى يقطنون بها، وما زالوا يحاربون لأجل إثبات وجودهم الرسمى كمواطنين فى الدولة.
«كريمة»: «معندناش إثباتات شخصية تخلينا نعيش فى البلد بأمان.. لما نحل مشاكلنا نبقى نفكر فى الإنتخابات»
«إحنا لا لنا شخصية ولا وجود فى أى حاجة فى الدنيا، الناس بتتكلم على الانتخابات الرئاسية، وبتتكلم على ثورة وإحنا مش واصلنا أى حاجة من الحاجات دى». هكذا بدأت كريمة سليمان-33 عاما- من محافظة مطروح، تتحدث كريمة من وراء نقابها بعين تملؤها الأمل أنها وجدت فرصة متاحة للتحدث، ومع كل جملة تُذكرها بحالها تمتلئ عيناها بالآسى والألم مرة أخرى، «إحنا حياتنا فى الصحراء كلها، عندنا محدش من البنات بيتعلم ولا حد يقدر يعرف الدنيا فيها إيه بره حدود البيت،..المزيد..
«سليمة»: بين طيات القوانين ضاعت آمال الانتخاب «كنت أتمنى أن يكون لى صوت انتخابى»
بعين حائرة وقفت لتتابع المؤتمر الجماهيرى الحاشد الذى عقده مرشح الرئاسة فى محافظتها، فرغم سنوات عمر سليمة السبعين لكنها أصرت على تكبد عناء النزول من بيتها البدوى فى صحراء مطروح إلى المدينة حتى تتابع المؤتمر فقط لتعرف ماذا سيقول الرجل، ربما تفهم من كلامه شيئا يجعلها تستوعب أى شىء من الحال الذى يسير عليه البلد،..المزيد..
«ياسين»: «أنا عارف إن لى حق فى البلد دى لأنى شاركت فى الثورة.. بس بيقولوا ماليش صوت انتخابى»
«كل ما أمشى فى الشارع ألاقى صور لناس كتير بيقولوا إنهم عايزين يبقوا رؤساء ويمسكوا البلد، وأنا مش شايف لكل ده لازمة».. هكذا بدأ ياسين عزت، أحد أطفال الشوارع «18 عاما»، حديثه بعيون هادئة ووجه جامد لا يظهر عليه أثر لأى شعور لا فرح ولا حزن ولا رضا ولا ضجر، ويضيف قائلاً: «يمكن الكلام ده مالهوش لازمة بالنسبة لى،..المزيد..
مجدى عبدالرحيم: «أنا ماليش بطاقة وماعنديش صوت انتخابى ومايفرقش معايا اللى هيمسك البلد»
بعيون غاضبة وملامح ثائرة ظل يصرخ فى وجه مشرف الجمعية التى حاولنا مقابلته فيها حينما أخبره أنه سيتحدث مع أحدهم قليلا: «يا أستاذ مش عاوز أتكلم مع حد أنا، هيفضلوا يسألونى عنى وعن البيت وعن الشارع وأنا مش عاوز أتكلم لأنى زهقت بقى». حاول المشرف أن يهدئه قائلا: «هيتكلموا معاك عن الانتخابات والرئاسة، دول جايين عشان يسمعوا رأيك بس»،..المزيد..