«الشعب يريد إسقاط النظام».. هتاف بدأ فى تونس وانتقل منها إلى مصر وليبيا واليمن ليشعل ما بات يعرف بـ«ثورات الربيع العربى»، ومع وصول مصر إلى محطة الانتخابات الرئاسية، ترصد «المصرى اليوم» فى هذا الملف «حرارة» ثورات دول الربيع، سواء ما تواجهه من تحديات أو ما حققته من إنجازات. استطاعت تونس أن تنتخب مجلساً تأسيسياً لوضع دستور جديد للبلاد، والتوافق على رئيس مؤقت لحين الانتهاء من كتابة الدستور، ولكن السلطات الجديدة اصطدمت بصراع علمانى - إسلامى حول هوية الدولة.
أما ليبيا فتسعى لاتخاذ أولى خطواتها على طريق الديمقراطية بعد مقتل القذافى بالاستعداد لانتخاب مجلس تأسيسى فى يوليو المقبل، كى يضع دستوراً جديداً للبلاد، لكن السلطات الحالية تواجه فوضى أمنية من الميليشيات المسلحة وتهديداً بالتقسيم فى ظل إعلان الحكم الفيدرالى فى إقليم برقة.
وفى اليمن، سقط رأس النظام وظل الجسد يحكم فى ظل دعوات للانفصال فى الجنوب، إلا أن «الخطر الأكبر» يتمثل فى تنظيم «القاعدة» الذى يخوض معارك شرسة ضد القوات اليمنية، وبات يسيطر على مدن بأكملها.
تونس.. صراع حول هوية الدولة و«خريف اقتصادى» يهدد «ربيع» الثورة
«لقد عانى التونسيون 50 سنة من الديكتاتورية، والآن كل المشكلات التى طرحت جانباً تنفجر فى وجوهنا.. إنه تسونامى حقيقى من المشكلات».. بهذه الكلمات خاطب الرئيس التونسى، المنصف المرزوقى، شعبه فى الذكرى الأولى لفرار الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على إلى السعودية، التى وافقت 14 يناير الماضى، طالباً منهم منحه مزيداًَ من الوقت لإدارة مشكلات البلاد المختلفة. والآن، وبعد مرور نحو عام ونصف العام على الثورة التونسية، يمكن القول بأن البلاد شهدت تغيرات سياسية واسعة، لعل أبرزها انتخابات «المجلس التأسيسى» التى فاز فيها حزب «النهضة» الإسلامى بنحو 40% من أصوات الناخبين،المزيد
ليبيا.. الثورة تفقد بوصلتها وسط فراغ أمنى ومؤسسى
«لا لحكومة جديدة بعقلية قديمة»، «أين نصيب الجنوب من الثروات»، «أين دور الشباب فى ليبيا الجديدة».. ظهرت هذه الشعارات التى وصلت إلى حد احتجاجات تطالب بإسقاط المجلس الانتقالى الذى يدير شؤون ليبيا فى الوقت الراهن بعد يومين فقط من الاحتفال بمرور عام على الثورة الليبية فى 17 فبراير الماضى، لتعلن أن الوضع لم يتحسن كثيرا بعد سقوط نظام معمر القذافى. ويتحذر مراقبون من ضياع «بوصلة» الثورة الليبية والاتجاه إلى تفكيك ليبيا بعد إعلان إقليم برقة عن حكم ذاتى، وتصاعد التهديدات الأمنية المتمثلة فى رفض الميليشيات التى شاركت فى الثورة وضع أسلحتها، واستمرار عجز المجلس الانتقالى عن إعادة تشغيل المرافق الاقتصادية والخدمية، مما ضاعف من معاناة الليبيين وزاد سخطهم المزيد
اليمن.. «جسد» نظام «صالح» عقبة فى طريق الثورة
بالرغم من نجاح الثورة اليمنية فى إنهاء 33 عاماً من الاستبداد، حكم فيها الرئيس اليمنى السابق، على عبدالله صالح، البلاد بـ«الرقص على رؤوس الأفاعى»، فإن المهارات التى يتمتع بها من خلال التلاعب بالتحالفات القبلية والولاءات السياسية وشبكات المصالح، فضلاً عن سيطرته على أجهزة الأمن والجيش جعلت عملية الانتقال باليمن تبدو أصعب، حتى بعد تسليمه السلطة للرئيس التوافقى عبدربه منصور هادى فى فبراير الماضى المزيد.