نجحت «المصرى اليوم» فى دخول إحدى اللجان وتجربة الحبر الفسفوري وفتح أحد الصناديق البلاستيكية، ويبلغ طوله 75 سنتيمتراً بعرض 50 سنتيمتراً، واحتوى الصندوق على 6 أقلام شمع أحمر ومظروف مكتوب عليه «سرى للغاية» وباللون الأخضر تعليمات لمشرفى اللجان، كما يحتوى الصندوق على 3 علب من الحبر الفسفورى و«محبرة» للأختام لمن لا يعرف التوقيع، بالإضافة إلى الأرقام الكودية الخاصة بالصندوق والعبوات الكرتونية الخاصة بجمع كشوف أصوات الناخبين.
وخلا عدد من المدارس من مدرائها والموظفين قبل تسلم قوات الجيش والشرطة لها، حيث من المفترض أن يسلموهم اللجان بالمواصفات المطلوبة من نظافة وصيانة وغيرهما.
كما تبين عدم علم بعض مدراء المدارس، من بينها مدرسة نوال عامر بحى السيدة زينب، بوجود لجان انتخابية بمقر المدرسة.
وقبل ساعات قليلة من بدء عملية التصويت لأول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد ثورة 25 يناير رصدت «المصري اليوم» الاستعدادات الأخيرة حول اللجان الانتخابية.
أنصار الدكتور «محمد مرسي» بدأوا يتجمعون حول اللجان الانتخابية، لمنع حدوث شجار أو اشتباك قد يؤثر على سير العملية الانتخابية، كما انتشر حاملو «اللاب توب» أمام اللجان، وبدأ المواطنون التجمع لمعرفة اللجان التى سيدلون بأصواتهم فيها.
وأمام مدرسة الرويعى الابتدائية بالموسكى انتشر الباعة الجائلون حول اللجان، وامتلأ المكان بـ«نصبات الشاى» والأطعمة، وقام بعض أصحاب الفراشة بـ«رص» الكراسى أمام اللجان وتأجير الكرسى بجنيهين. وقال «على إبراهيم»: «علشان اللى مش هيقدر يقف فى الطابور يأجر كرسى وقبل ما يدخل اللجنة هناخده منه».
وقال محمد حسن، صاحب محل عصير بالمنطقة: «يا رب الانتخابات تعدى على خير، وأنا كمان استعديت للانتخابات وقمت بشراء معدات للعصارة مثل أكواب العصير علشان الضغط وده موسم»، واستطرد: «مش كفاية الخراب اللى حصل لنا من بداية الثورة».
ونشبت مشاجرة بين مجموعة من الشباب، نتج عنها إصابة عامل فى أحد المحال بطلق نارى فى الرقبة. وقال «خالد» صاحب محل مكوجى: «أتوقع أن تشهد المنطقة ارتباكا ومشاجرات أخرى أثناء الانتخابات».
وفى «مقهى ناصر»، أشهر مقاهى الرويعى، الذى يقع أمام مدرسة الرويعى الابتدائية مباشرة وخلف مدرستين أخريين بهما لجان انتخابية، كانت هناك استعدادات خاصة. ورغم أن ناصر - صاحب المقهى، يعانى من إعاقة سمعية فإن لديه وعياً بالانتخابات. وقال سعيد صديق، ضابط بالمعاش وصديق ملازم لصاحب المقهى، إن المقهى يتحول أيام الانتخابات إلى مقر انتخابى ويأتى كل مندوبى المرشحين للجلوس والاستراحة هنا نتيجة الزحام.
وأضاف أن صاحب المقهى جهز فى غرفة صغيرة تبعد مائة متر عن مقهاه ١٠٠ كرسى إضافية استعدادا ليوم الانتخابات، مؤكدا أنه اشترى عبوات سكر وشاى ومياه معدنية إضافية استعدادا ليومى التصويت، حيث من المتوقع أن يشهدا انتعاشة مالية مع زيادة أعداد رواد المقهى من الناخبين ومندوبى المرشحين. وتجولت «المصرى اليوم» داخل اللجان الانتخابية فى منطقة الموسكى وحتى الساعة الثانية من ظهر الثلاثاء ، وكانت اللجان فى مدرسة فاطمة الزهراء وفتحية بهيج وجمال عبدالناصر والرويعى الابتدائية خاوية من أى صناديق انتخابية.
وقال محمد عبدالعليم، مسؤول الحى، إنه تمت إضافة كشافات إنارة إضافية وإقامة «شوادر» أمام بعض اللجان لحماية المواطنين من حرارة الجو.
وأكد «عبدالعليم» أن كشوف الناخبين لم يتم تسلمها حتى الآن، موضحا أن المدارس سوف تتسلمها صباح الاربعاء .
وانتشرت فى المنطقة 7 مدرعات جيش لتأمين اللجان، استقبلها المواطنون بالهتاف «تحيا مصر».
واعترض عمال القطاع الخاص بالمنطقة على تحديد يوم واحد إجازة للتصويت، وقالوا إن هذا الاربعاء لا يكفى للسفر إلى المحافظات البعيدة عن العاصمة للإدلاء بأصواتهم.
وقرر التجار فى الموسكى تقسيم أنفسهم على فترات ليتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم. وقال على فهمى إنه من محافظة أسيوط لكنه غيَّر محل إقامته ليتمكن من التصويت فى الانتخابات، وذكر أن العاملين بالمحال قسموا أنفسهم على يومين للذهاب فى أوقات مختلفة إلى لجانهم الانتخابية.
وفى حى المهندسين تواجد عدد من سيارات الإسعاف أمام مقر اللجان استعدادا لحدوث أى إصابات وحالات إغماء قد تنتج عن التدافع الشديد. وأشار مصدر طبى إلى «تواجد جميع المستلزمات لإسعاف الحالات التى قد ترد إلينا من أمام اللجان أو داخلها»، مشيرا إلى أن وزير الصحة أعلن حالة الاستعداد القصوى بالمستشفيات تحسبا لأى ظرف خلال التصويت، وتجهيز فرق للانتشار السريع لسرعة إسعاف الحالات ونقلها إلى أقرب مستشفى وتوفير عدد من أكياس الدم الاحتياطية فى حالة الطوارئ.
وانتشرت قوات الجيش والشرطة بمقار اللجان الانتخابية بالمدارس فى الساعه الثانية والنصف ظهر الثلاثاء تقريبا، للاستعداد لتجهيز اللجان من خلال توزيع صناديق الاقتراع واللافتات الإرشادية، فضلا عن توزيع أفرادها لتأمين اللجان من الخارج.
واستخدم عدد من أنصار المرشحين المقاهى القريبة من اللجان الانتخابية كقاعدة للدعاية الانتخابية. وأكد عدد من سائقى التاكسى فى منطقة وسط البلد أنهم سيعملون بشكل طبيعى يومى الأربعاء والخميس، ولكن فى حالة حدوث أى مناوشات بين مؤيدى المرشحين المختلفين سينسحبون جميعا من الشوارع. وبدأت الثلاثاء اللجان الشعبية استعداداتها بمعاونة الأهالى والشباب بالمناطق المختلفة بحملات تطهير للشوارع بجميع المناطق من الدعاية الانتخابية لمرشحى الرئاسة من بوسترات و«بانرات» وخلافه احتراما لـ«الصمت الانتخابى» ومعاونة الجيش والشرطة على تطبيق القانون.
واستعدت اللجان لتوزيع أنفسها بتنظيم صفوف الناخبين ومساعدتهم فى التعرف على لجانهم وشرح كيفية الوصول إليها أثناء سير العملية الانتخابية، كما سيتم توزيع فريق آخر لمراقبة الانتخابات ورصد مشاهد حشد وتوجيه الناخبين من قبل مؤيدى المرشحين وأى ملامح للتجاوزات خارج اللجان وداخلها قدر الإمكان.
ونظرا للأجواء الحارة قرر عدد من شباب اللجان الشعبية مد الناخبين بالمياه المثلجة بمساعده الأهالى وإعانة كبار السن والاستعداد بالإسعافات الأولية لأى حالات إغماء نتيجة الجو الحار والتزاحم المتوقع.