تحت شعار «لا لتحويل مساجد مصر إلى منابر سياسية.. والأزهر هو الحل» أطلق شباب من خريجي جامعة الأزهر وبعض الناشطين على «فيس بوك» مبادرة بعنوان «تطهير منابر مصر».
وأصدروا بيانا طالبوا فيه الجهات المعنية سواء وزارة الأوقاف أو الأزهر بـ«تطهير منابر مساجد مصر من السياسة والدعاة المنافقين»، حسب البيان، الذين «لم يدرسوا الدين ويستغلون المساجد لصالح أحزاب وأشخاص معينين»، وطالب البيان بـ«اقتصار تعيين الدعاة على خريجي الأزهر فقط».
من جانبها، رفضت وزارة الأوقاف، المبادرة، وأكد الشيخ فؤاد عبد العظيم، وكيل وزارة الأوقاف لشؤون المساجد، أن «الأوقاف» لديها هيكل تنظيمي ولوائح ونظم وقرارات، تنظم عمليات اختيار الأئمة والدعاة خلال المسابقات التي تقوم بها الوزارة، وتضع فيها عدة شروط قاسية، لمن يريد أن يكون إماما أو خطيبا.
وأضاف «عبد العظيم» في تصريحات لـ«المصري اليوم»: «نرفض هذه المبادرة في الوقت الحالي، فليس كل خريجي الأزهر يصلحون لهذه المهمة الكبيرة، فعندما يتقدمون للمسابقات التي تجريها الوزارة، يرسبون فيها، وهو ما يدل على ضعف مستواهم»، حسب قوله.
وأكد على أن وزارة الأوقاف لديها عجز في عدد الأئمة والخطباء، بسبب عدم وجود من هم مؤهلون لتولي الإمامة، مشيرا إلى أن الوزارة تجري مسابقات سنوية، يتقدم لها أكثر من 22 ألف خريج، لتعيين 3 آلاف شخص، لا ينجح منهم سوى ألف فقط، وهو دليل ضعف مستواهم. وتابع: «عندما يكونون قادرين على ذلك سيحصلون على كل المنابر، لكن مستواهم الآن لا يليق بأن يكونوا أئمة وخطباء».
من جانبه أكد الشيخ عادل مجاهد، وكيل أول وزارة الأوقاف، وجود تجاوزات يرتكبها بعض خطباء المساجد، خاصة في هذه المرحلة التي تمر بها مصر، وفترة الانتخابات التي استخدمت فيها المنابر في أغراض بعيدة عن الدعوة، وهو أمر «مجرّم قانونيا».
وأرجع «مجاهد» سبب التجاوزات لعدم خبرة بعض الخطباء الذين تستعين بهم الوزارة تحت مسمى «خطباء بالمكأفأة» لعدم كفاية عدد الأزهريين، وقال إن عدم مراقبة الوزارة لكثير من المناطق التي تحدث فيها التجاوزات، هو قلة عدد المراقبين على المساجد، ولفت إلى أن الوزارة كانت نبهت كثيرا على عدم خلط الدين بالسياسية أو الدعاية لمرشح في الخطب إلا أننا لا يمكننا السيطرة على الجميع.
وعن المبادرة قال إن الوزراة ليس لديها مانع في تبني أي مبادرة تهدف إلى الصالح العام، مشيرا إلى أن كل خطباء المساجد هم من خريجي الأزهر ويتبعون المنهج الوسطي، وقال إن فكرة التطهير لا يمكن أن تتم بين يوم وليلة ولا بد أن تأخذ مراحل أولها التنبيه على الخطيب إذا ما ثبت تجاوزه، وتحذيره بالحسنى، أما الفصل فسيكون آخر خطوة تقوم بها الوزارة حرصا على مستقبل موظفيها.