x

فرحة الأسرى تخيم على فعاليات ذكرى النكبة.. والحشود تقف صامتة 64 ثانية

الأربعاء 16-05-2012 12:40 | كتب: محمد أبو الرب |
تصوير : other

أربعٌ وستون ثانية من الزمن، ظهيرة الثلاثاء، حبس فيها الفلسطينيون أنفاسهم، ووقفوا صامتين، رافعين أصابع إيديهم إلى السماء بإشارة النصر، في لفتة ترمز إلى مرور 64 عاما على ذكرى النكبة.

ولأول مرة في هذه الذكرى السنوية الأليمة، خيمت فرحة الفلسطينيين بتوقيع اتفاق الأسرى، لإنهاء أطول أزمة إضراب عن الطعام شهدتها سجون الاحتلال، على إحياء المواطنين للنكبة، لتصطبغ للمرة الأولى بأجواء احتفالية بانتصار معركة الأمعاء الخاوية.

خرجت المسيرات الجماهيرية الحاشدة في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948 ودول الشتات.وشاركت «المصري اليوم» في المسيرة التي بدأت في رام الله من أمام ضريح الزعيم الراحل ياسر عرفات في مدينة رام الله باتجاه وسط المدينة، تتقدمها فرق الكشافة الذين عزفوا أنغام الحرية وحلم العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسرا.

وخلال المسيرة، تحدثت «المصري اليوم» مع بعض المشاركين، فقال يحيى ناجي (طالب جامعي) إن «نحن كأجيال نتوارث حلم العودة، رغم مرور 64 عاما على نكبة أجدادنا، وكأننا عشنا في تلك المنازل وأكلنا من أرضها التي لم نرها طوال حياتنا، لكننا عشقناها من أحاديث آبائنا عن جمالها فرضعنا حب الوطن منذ صغرنا».

هنا كانت المسيرة قد وصلت إلى ميدان عرفات حتى علت الهتافات المطالبة بالتمسك بـ«حق العودة» للاجئين الفلسطينيين، دون مساومة، على هذا الحق، ورفع المشاركون صور الأسرى جنبا إلى جنب مع الشهداء، حاملين شعارات كتبت عليها أسماء بلداتهم وقراهم التي هجروا منها في الأراضي المحتلة عام 1948.كما أحرق الشبان علم إسرائيل وسط الميدان، ودعسوا عليه بأحذيتهم.

وبين الحشود الجالسة، كانت الحاجة «أم محمد»، وهي لاجئة من «دير ياسين»، تجلس رافعة مفتاح العودة، وبسؤالها قالت: «النكبة وكأنها تحصل لتوها، فمازل عرقنا لم يجف من عناية أرضنا، ومازال طعم خضراوتنا تحت لساننا لم ولن ننساه مهما طال الزمان». وتضيف «العودة للديار آتية لا محالة، فلا يضيع حق ووراءه مطالب».

وقالت رفيقتها «أم ناصر أبو حميد»، ذات الـ 4 أبناء داخل سجون الاحتلال، وجميعهم محكومين بالمؤبدات مدى الحياة، ولها ابن آخر استشهد على يد قوات الاحتلال، «منذ عام 1948 ونحن نعيش في نكبات متواصلة، شعبنا شرد من أرضه، لكنه مازال يقاوم، وطالماهناك احتلال سيبقى النضال متواصل».

لم يغب عن الاحتفالات كبار مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية ووزراء السلطة الوطنية وممثل عن الرئيس محمود عباس (أبو مازن). وحيا منسق اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة، واصل أبو يوسف، صمود الأسرى وانتصارهم في معركتهم ضد ممارسات المحتل. ودعا الفصائل إلى التوحد على قلب رجل واحد، تيمنا بوحدة الأسرى حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة وفي مقدمتها حق العودة وفق قرارات الشرعية الدولية.

وعقب المهرجان انطلقت مسيرة حاشدة باتجاه بوابة معتقل «عوفر» غرب رام الله، شارك فيها آلاف الشبان وطلبة وطالبات الجامعات والمدارس للتعبير عن رفضهم التنازل عن حق العودة وعن تضامنهم مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وما أن وصل الشبان إلى محيط المعتقل حتى هرعت قوات كبيرة من جيش الاحتلال تفتح النار تجاههم ليصاب المئات بحالات اختناق وإغماء، إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الاحتلال بكثافة، إضافة إلى إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وهو ما رد عليه الشبان كالعادة بإلقاء الحجارة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية