x

السيد البدوى: الإخوان سيعودون إلى حجمهم الحقيقى.. والوفد سيتقدم على السلفيين (حوار)

الإثنين 14-05-2012 08:15 | كتب: عادل الدرجلي |
تصوير : تحسين بكر

 

كشف الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، عن أن بعض الأحزاب تريد إفشال عملية التحول الديمقراطى لإظهار جماعة الإخوان المسلمين وحزبها والمجلس العسكرى بمظهر العاجز عن إدارة المرحلة الانتقالية، مؤكدا أن مصر لن تعيش دولة المرشد ولا يمكن أن تكون إيران، والثورة والشعب لن يسمحا لرئيس الجمهورية بأن يخرج على أحكام القانون والدستور.

وأشار «البدوى» فى حديثه لـ«المصرى اليوم» إلى أن البرلمان الحالى نهايته إلى الحل، ومن المحتمل إجراء انتخابات برلمانية جديدة مادام هناك دستور ورئيس جمهورية، ولو أجريت الانتخابات البرلمانية الآن سيعود الإخوان المسلمون إلى حجمهم الحقيقى وهو 30%، والوفد سيتقدم على السلفيين.

وأكد البدوى أن الإخوان أصابهم الغرور والاستعلاء والشعور بالقوة، لأنهم أغلبية كانت محرومة على مدار 60 عاما، وكشف أن «الجنزورى» قال له إن الإخوان أفقدونا قرضا بنحو 3.2 مليار دولار وشهادة جدارة للاقتصاد المصرى، لأنهم قالوا للمندوب سنسحب الثقة من الحكومة، كما قال إن الإخوان استدرجونى لإلقاء بيان الحكومة كإجراء شكلى وبعدها تمسكوا برفض البيان وسحب الثقة.. وإلى نص الحوار:

■ كيف ترى الأزمة الأخيرة بين اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة والبرلمان؟

أقدر القضاء كثيرا ونثق فيه ونعتبره إحدى المؤسسات التى نفخر بها ونسعى دائما للحفاظ عليها ولا نسمح بالمساس بها، واللجنة العليا للانتخابات مسؤولة عن أرقى وأهم انتخابات فى مصر وهى الانتخابات الرئاسية، ولاحظنا فى الأسابيع الماضية حملات تشكيك من بعض المرشحين فى القائمين على هذه اللجنة، والقاضى بطبيعته إذا تم رده يتنحى عن القضية، وبالتالى أرى أن يتنحى رئيس اللجنة عن موقعه فى هذه اللجنة وأن يحل محله أحد القضاة وهذا ليس تشكيكا فى رئيس اللجنة أو عدم ثقة فى العليا للانتخابات، وإنما لغلق باب لو تم فتحه يكون محل صراع كبير فى الشارع.

■ هل نملك الوقت لتنفيذ ما تقوله وتغيير اللجنة؟

نعم.. اللجنة الحالية تستمر فى عملها وفى الوقت نفسه يتم تشكيل اللجنة الجديدة.

■ قيام اللجنة بتعليق عملها وإرسالها خطابا إلى المجلس العسكرى هل بهذا تتبع اللجنة المجلس العسكرى؟

اللجنة أرسلت له الخطاب لأنه يحل محل رئيس الجمهورية وبالتالى هو الحكم بين السلطات، ومخاطبة اللجنة تكون للمؤسسة العليا.

■ ما أسباب الهجوم على اللجنة من بعض أعضاء البرلمان؟

لا أرى تفسيرا سياسيا له، ولا أرى أبواباً للتزوير ممكن أن تتم فى انتخابات الرئاسة، وهى محاولة لإحداث نوع من الخلاف لمجرد الخلاف، لأن لا أحد يستطيع تزوير الانتخابات بعد ثورة يناير، فقد أجريت انتخابات مجلس الشعب وكان بها تزوير معنوى، قام به من يطعنون الآن فى انتخابات الرئاسة ويتوقعون التزوير، وكان التزوير المعنوى بمعنى اللعب على وتر الدين لدغدغة مشاعر المصريين البسطاء، ليس لدى شك فى عمل اللجنة العليا للانتخابات ولا أتوقع قيامها بأعمال تزوير.

■ ذكرت فى كلامك أن البرلمان يهاجم اللجنة لإحداث خلاف لمجرد الخلاف.. لماذا؟

لا شك أن مسألة استبعاد الشيخ حازم أبوإسماعيل هى التى بدأت فى فتح باب التشكيك فى نزاهة عمل اللجنة، وأبو إسماعيل أنا أعرفه جيدا ومندهش من أن هذا الشخص هو الذى أعرفه، فمن أعرفه هو شخص نقى تقى لين، لكننى رأيت إنسانا آخر فى هذه الأزمة، فلا يعيبه أن تكون والدته أمريكية، ومسألة علمه أو عدم علمه الله أعلم، ولكن الجميع الآن علم وهو نفسه علم أن والدته حصلت على الجنسية الأمريكية، فبعد استبعاده بدأ التشكيك.

■ هل تخيل «أبو إسماعيل» أن الضغط الشعبى يمكن أن يعدل قانون الانتخابات الرئاسية ومن ثم قبول أوراقه؟

تخيل أن الضغط الشعبى يمكن أن يؤثر فى العملية الانتخابية ويقيل لجنة الانتخابات الرئاسية ويعاد النظر فى أوراقه، والله أعلم بما حدث.

■ هل ترى أن لجنة الانتخابات الرئاسية قامت بعمل جيد فى هذه الأزمة؟

أحيى اللجنة العليا للانتخابات على إدارتها لمسألة الإجراءات الانتخابية التى تمت، واستبعاد 10 مرشحين وهى مسألة لم يكن يجرؤ عليها أحد واستخدموا حق القاضى وضميره واتخذوا مواقفهم على هذا الأساس.

■ لماذا لم يعترف بأن والدته أمريكية حتى الآن؟

أنا أحبه، ووالده كان نائبا وفديا، وأتمنى أن يهدئ من ثورة وغضب مؤيديه وأن يعتبر ما حدث إرادة الله، وهناك قاعدة فقهية تقول إن طالب الولاية لا يولى، فهى أمانة كبيرة.

■ هل تعتقد أن نزول عمر سليمان كان بهدف استبعاده ومعه «الشاطر وأبو إسماعيل»؟

لا أعتقد أن يرضى عمر سليمان بأن يقوم بهذا الدور.

■ لكن خروجه كان بحجة لم تكن مقنعة للكثيرين!

ربنا أراد أن يحمى مصر من ثورة أخرى، وألا تحدث صدامات دموية، فإن ترشيحه كان سيقابل بثورة ثانية.

■ ولماذا خاض عمر سليمان الانتخابات؟

بهدف النجاح.

■ لكنك ذكرت أن ترشيحه كان سيقابل بثورة ثانية فكيف كان سينجح.. هل بتزوير مثلا؟

لا.. كانت أمامه فرصة للنجاح وهذا واقع، وهذا ما كنا نحذر منه فى الماضى، وكنا نقول إن أعداء الثورة فى الداخل والخارج يخططون كى يترحم الشعب على أيام مبارك، بإحداث الفوضى وعدم الانضباط والانفلات الأمنى وعدم الاستقرار وتراجع اقتصاد البلد والدماء التى سالت بأيدٍ مصرية، هذا كله جعل غير المهتمين بالسياسة يبدأون التفكير فى ترشيح عمر سليمان.

■ إذا كان ما تقوله صحيحا.. فلماذا يكون الحل عمر سليمان دون غيره؟

اعتبروه رجل المخابرات القوى، الذى يمكنه الإمساك بزمام الأمور، لكننى أنا شخصيا كنت ضد ترشيحه.

■ من السبب فيما وصل إليه الشارع؟

عدة عوامل منها تخبط النخبة السياسية والانفلات الإعلامى وسوء إدارة المجلس العسكرى وضعف قبضة القوات المسلحة وغياب القانون، وأحيانا ألتمس العذر لـ«العسكرى» فى الأمور السياسية، لكن فى تطبيق القانون اعتاد المصريون أن تكون القوات المسلحة نموذجا للحزم والعدل، فهناك العديد من القضايا التى لم تعالج بحزم وأسقطت هيبة الدولة، وثورة مصر كانت ثورة نادرة لا تتكرر، كانت بمثابة زلزال هز مصر كلها وما نعيشه الآن توابع هذا الزلزال وللأسف هذه الفترة طالت أكثر من اللازم.

■ ذكرت عددا من الأسباب لما وصل له الشارع ومنها تخبط القوى السياسية وسوء إدارة المجلس العسكرى.. هل ترى مصالح شخصية وراء ذلك؟

البعض يسعى للزعامة سواء فى الإعلام أو النخب السياسية على جثة هذا الوطن، وهناك بعض الأحزاب السياسية التى تريد فشل عملية التحول الديمقراطى لمحاولة إظهار الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى بالعجز عن إدارة المرحلة الانتقالية، وهناك خصومات تاريخية بين الإخوان المسلمين وبعض الأحزاب القائمة، وهذه الأحزاب أو الاتجاهات السياسية، خاصة اليسارية، تريد إظهار الإخوان بمظهر العاجز عن إدارة الدولة، وبالمناسبة الإخوان المسلمون أيضا بإدارتهم أعطوا فرصة لهذه التيارات، وحاولنا أن نجمع الأحزاب وننهى أزمة الجمعية التأسيسية واجتمعنا فى حزب الوفد ووضعنا مجموعة من المعايير للجمعية التأسيسية ووصلنا لشكل شبه نهائى، واللجنة التشريعية اعتبرت هذا عدواناً عليها وهاجمت عملنا، وبعض القوى الموجودة فى اجتماعاتنا اتخذت هذا الموقف ذريعة لوقف عملنا.

■ ولماذا هذا الموقف من هذه الأحزاب؟

كل حزب أو فرد غير ممثل فى الجمعية التأسيسية يهاجمها.

■ إذن هل تراها أزمة ظهور؟

نعم.. عند البعض وهناك أحزاب عندما اجتمعت الجبهة الوطنية بحضور العديد من الأحزاب، واتفقنا على معايير وهى فى الأساس معايير حزب الوفد، ووضعنا قواعد لتمثيل جميع الأحزاب الممثلة فى البرلمان، بما فيها أحزاب الحرية والمواطن المصرى، والحرية والعدالة رفضوا تمثيلهم، ولم يكن من جانبنا أى تحفظ.

■ متى تحل أزمة التأسيسية؟

الأزمة محلولة، بمجرد انتهاء اللجنة التشريعية من وضع المعايير، وإذا توافقت مع معايير اللجنة التى حضرت فى حزب الوفد وتوصلنا لها يتم التنفيذ بسهولة.

■ كيف ترى أحداث العنف الأخيرة فى العباسية؟

أحداث العباسية مرفوضة، فلا يجوز أن نعتبرها حرية اعتصام، حرية التظاهر وحق الاعتصام مكفولان، لكن محاولة إسقاط مؤسسات الدولة غير مقبول، هناك فرق بين إسقاط نظام وإسقاط دولة، هناك مجموعة تحاول إسقاط الدولة، وسبق أن حاولوا إسقاط وزارة الداخلية والقضاء المصرى وأخيرا المجموعة المعتصمة أمام وزارة الدفاع فى محاولة لإسقاطها، ولو سقطت المؤسسة العسكرية لسقطت مصر وأصبحنا «عراق» جديدة، ما الهدف من الاعتصام أمام وزارة الدفاع فى ظل وجود ميدان التحرير، الذى يعد رمز الثورة المصرية، ما الهدف هل هو إعادة مرشح إلى سباق الرئاسة، فهذا لا يمكن، والقانون لا يسمح، وهو نفس القانون الذى هلل له السلفيون.

■ كيف ترى أداء المجلس العسكرى فى الأزمة الأخيرة؟

أتمنى أن يظل المجلس العسكرى على الطريق نفسه، ويظل متمسكا بإعمال نصوص القانون، وبإقرار العدل للجميع، ولا يقبل العدوان على مرافق الدولة، ولا على حق المواطن المصرى.

■ لكن المجلس العسكرى تعرض للهجوم بسبب تطبيقه القانون بحزم؟

القلة فقط هى من اعترضت، والدليل على ذلك الرأى العام المصرى، فالشارع المصرى اطمأن وشعر بأن هناك دولة.

■ الأداء بشكل عام هل به ارتباك؟

هناك ارتباك وتجنب الاحتكاك بين الجيش وبعض فصائل الشعب المصرى بشكل جعل أداء المجلس ضعيفا.

■ من صاحب الفرص الأكبر فى سباق الرئاسة؟

 3 -  يتنافسون على مقعد الرئاسة: عمرو موسى، ومحمد مرسى، وعبد المنعم أبو الفتوح، وهم بالترتيب حتى الآن من وجهة نظرى.

■ لكن محمد مرسى لا يبدو كذلك فى الشارع؟

أقول إن محمد مرسى الثانى فى السباق الرئاسى، لأن هناك فرقاً بين ما يتم فى الحملات والعمل التنظيمى يوم الانتخابات، والإخوان لديهم قدرة تنظيمية كبيرة للحشد، أكبر من عبد المنعم أبو الفتوح، وعمرو موسى لديه قدرة على حشد الرأى العام، وبالتالى ستكون هناك محاولة تجييش رأى عام مقابل تنظيم قوى، وهم متعادلون.

■ لكن البعض يرى أن شعبية الإخوان فى الشارع تتراجع؟

أداء الإخوان فى الفترة الأخيرة كأى أغلبية حرمت على مدى 60 عاما من المشاركة السياسية، يصيبها شىء من الغرور والاستعلاء والقوة، وهذا ما أصاب الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى أن الممارسات لبعض التيارات السلفية والإسلامية الأخرى، خاصة فى ظل أن الناخب لا يفصل بين الإخوان المسلمين وأى تيار إسلامى آخر، فإن بعض التيارات الإسلامية أساءت إساءة بالغة ليس لنفسها فقط بل للدين الإسلامى أيضا، فهناك تصرفات حدثت من البعض أساءت لهم، وهناك مشروعات قوانين قدمت تدل على سطحية هؤلاء الأشخاص، وكأن الإسلام جديد على مصر، ونسوا أننا عشنا ما يقرب من 15 قرنا فى ظل الإسلام، فالإسلام ليس جديدا والشريعة الإسلامية مطبقة فى القانون المدنى وجميع القوانين التى صدرت منذ 20 عاما بشهادة شيخ الأزهر فى اجتماع حضره السلفيون والمرشد العام للإخوان المسلمين، وطالبه أحد أعضاء حزب البناء والتنمية بأن تتضمن وثيقة الأزهر تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، فرد شيخ الأزهر وقال إن القوانين التى ظهرت خلال العشرين سنة الماضية، التى تتعارض مع الشريعة الإسلامية، تم إبطالها بأحكام الشريعة الإسلامية.

■ هل ترى أن الإخوان يشبهون الحزب الوطنى؟

لا يشبهون الحزب الوطنى، لأنه كان يسطو على السلطة بالتزوير، والإخوان يحاولون الوصول للسلطة عن طريق الصندوق الانتخابى، ولهم الحق فى ذلك، لكننى لى مأخذ عليهم أنهم وعدوا بألا يكون لهم مرشح فى الانتخابات الرئاسية وكان يجب أن يفوا بهذا الوعد.

■ وإذا فاز مرشح الإخوان، هل ستكون مصر دولة المرشد؟

لا.. فمصر لا يمكن أن تكون إيران، فهناك ثورة وشعب لن يسمح لرئيس الجمهورية بأن يخرج على أحكام القانون والدستور، وأى أمر يخالف القانون لن يصمت عليه الشعب.

■ لماذا لم تعلن قوى ليبرالية أخرى دعم عمرو موسى بعد تأييد الوفد؟

فى حديثى مع أيمن نور، ومحمد أبو الغار، وأحمد سعيد، قالوا لى إن اتجاههم إلى عمرو موسى، وهذا كان قبل إعلان الوفد تأييد عمرو موسى، وقالوا إننا سنعرض الأمر على أحزابنا، وأعتقد أن لديهم أموراً داخلية منعتهم، ولكننا كان لدينا الجرأة التى تجعلنا نعلن رأينا بعد تصويت.

■ هل ترى أن تأييد السلفيين لعبد المنعم أبوالفتوح يرجح كفته على كفة محمد مرسى؟

كمرشح إسلامى أعتقد أن الكفة الأرجح هى كفة محمد مرسى.

■  لو أعيد إجراء الانتخابات البرلمانية الآن.. هل ستتكرر النتائج بالنسب الموجودة فى البرلمان الحالى؟

لا.. لن تكون النسب نفسها، فلو أجريت الانتخابات سيظل التيار الإسلامى لديه أغلبية، وأتوقع أن يعود الإخوان المسلمون إلى حجمهم الحقيقى، وهو 30%، وأن يتقدم حزب الوفد على السلفيين، وهذا هو حجمنا الطبيعى، لأن هناك أخطاء وقعنا فيها، من بينها عدم تقديرنا الحجم الحقيقى للسلفيين، الذى كان مفاجأة لنا جميعا، وترتب عليه أننا لم نخرج فى الموقع الثانى بعد الإخوان، طبقا لكل الاستطلاعات التى خرجت قبل الانتخابات.

■ كيف ترى أزمة الحكومة والبرلمان؟

هى أزمة انتهت وأصبح الحديث عنها فى غير محله، وكان لى رأى وقت الأزمة، وهو ليس موجهاً ضد رئيس الحكومة، فأنا أقدر الدكتور كمال الجنزورى كثيرا، وأعلم أنه لديه القدرة على إدارة المرحلة الانتقالية، لأنه سيركب السيارة ويسوق مباشرة، ولديه خلفية عن كل أمور الدولة، وعندما نشأ الخلاف بين الإخوان والحكومة ومحاولة كل منهما كسر إرادة الآخر توقعت أن هناك أزمة سيدفع ثمنها الشعب المصرى.

■ وما الذى فعلته لإنهاء هذه الأزمة؟

التقيت الجنزورى وحاولت التوفيق بين الإخوان والحكومة، وأيقنت أنه لا بديل عن تغيير الحكومة، وقلت للجنزورى إن الإعلان الدستورى لا يمكن المجلس العسكرى من حل البرلمان وعندما ينشب صدام بين الحكومة والبرلمان يكون على رئيس الدولة إما حل الحكومة أو حل البرلمان، فقلت للجنزورى إن المجلس العسكرى لا يملك سلطة حل البرلمان، والبرلمان مُصّر على سحب الثقة، وثمن هذا يدفعه المواطن المصرى، وكان رأيى أن تقدم الحكومة استقالتها.

■ وماذا كان رد الجنزورى؟

قال لى إن بيان الحكومة استدرج له، لأنه لا يمكن لحكومة جاءت لتعمل عدداً من الأشهر أن تقدم بياناً، فبيان الحكومة يقدم لحكومة تستمر لمدة 5 سنوات على الأقل، وبالطبع لا يوجد بيان يقدم، وقال إن الإخوان طلبوا منه هذا البيان لاستيفاء الشكل فقط، ثم تمسكوا برفض البيان وسحب الثقة، وقال: «لن أقدم استقالتى، لأننى عينت من المجلس الأعلى للقوات المسلحة والبرلمان لا يملك إقالة الحكومة».

■ وهل كشف لك عن أمور أخرى خلال اللقاء؟

نعم.. فقد كشف عن أن صندوق النقد الدولى كان مقرراً لمصر 3.2 مليار دولار، وكان الهدف من هذا القرض منح شهادة جدارة للاقتصاد المصرى، وليس الحصول على القرض، فـ«الحرية والعدالة» التقى مندوبى صندوق النقض الدولى وقالت لهم أنتم توقعون خطأ مع حكومة ستسحب منها الثقة وكانت النتيجة أننا فقدنا القرض والشهادة، والجنزورى قال لى إننا لكى نحصل على هذا القرض كان أمامنا 6 أو 7 شهور تكون الحكومة الجديدة قد جاءت وكانت وجهة نظر الإخوان أن حكومة الجنزورى تحاول حرق الأرض قبل ترك الحكومة حتى تترك الخزينة فارغة أمام الحكومة القادمة.

■ هل تعتقد أن البرلمان سيحل؟

البرلمان الحالى مقضى بحله، فعندما نضع دستوراً جديداً هذا الدستور سيحدث تغييراً كبيراً فى تكوين البرلمان وتشكيله، فإن نسبة 50% عمال وفلاحين ستلغى، وسيمنع التداخل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية مثلما لا يجوز لموظف حكومى يعمل فى القطاع العام أن يكون نائباً، فلا يصح أن أكون موظفاً فى النهار وآخر النهار أستجوب الوزير بتاعى، ومجلس الشورى إما أن يلغى أو يتحول لغرفة أخرى للتشريع، وأنا مع بقائه وإعطائه صلاحيات تشريعية متطابقة تماما مع مجلس الشعب، والفارق الوحيد أن مجلس الشورى لا يسأل الحكومة، فإن المواطن لم يخرج للتصويت لأنه مجلس بلا صلاحيات.

■ هل مصر تحتمل إجراء انتخابات مرة أخرى؟

نعم .. تحتمل طالما أن هناك دستوراً ورئيس جمهورية وإقرارا بمؤسسات مستقرة، فإننا نحتمل إجراء الانتخابات البرلمانية.

■ لو صدر حكم من المحكمة الدستورية بحل البرلمان بعد أن وضع الدستور الجديد، ما هو وضع الدستور فى هذه الحالة؟

سبق أن قضت المحكمة الدستورية سنة 1990 بعدم دستورية قانون الانتخابات فحلت البرلمان، وكان هناك تفسير بأن جميع القوانين التى صدرت قبل الحكم سارية وبالتالى لا يطبق الحكم على الدستور الجدي، إذا صدر.

■ لماذا تنامى دور الدبلوماسية الشعبية، هل هذا لقصور الدبلوماسية الرسمية؟

الدبلوماسية الشعبية ستظل قوية، حتى يتم تشكيل حكومة جديدة تخرج من رحم 25 يناير، تستند إلى أغلبية شعبية، فإن الدبلوماسية الرسمية الآن لا تعبر عن الشعب المصرى، فإن الدبلوماسية الرسمية فى العهود الماضية كانت تمثل رئيس الجمهورية فقط، وما يمليه رئيس الجمهورية يكون قراراً.

■ مقابلة الدبلوماسية الشعبية فى الخارج تكون بحفاوة بالغة؟

تقديرا للشعب المصرى ولثورته التى أظهرت للشعب أننا قادرون على أن ندهش العالم.

■ هل أنت متفائل؟

نعم.. أنا متفائل جدا.

■ مصر إلى أين؟

إلى كل خير إن شاء الله، وما نحن فيه الآن مرحلة سنتجاوزها، وبمجرد إنهاء مرحلة التحول الديمقراطى أعتقد أن فرص التنمية ستنمى بشكل كبير جدا، فإننا نحتاج إلى الاستقرار والأمن والهدوء فى الشارع، حتى نجنى ثمار الثورة.

■ هل ترى أن هناك مؤامرات تحيط بمصر؟

طبعا.. وهذا ما قاله الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذى قال إن هناك من يريد أن يفسد العلاقة بين مصر والسعودية، وأعداء مصر فى الداخل والخارج لا يقبلون أن تكون مصر أكبر دولة ديمقراطية فى المنطقة، لأن هذا معناه أنها أكبر دولة عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، وهذا ما يهدد إسرائيل من وجهة نظر الغرب وأمريكا، هناك محاولات لعرقلة التحول الديمقراطى، بالإضافة إلى أعداء الثورة من الداخل المنتفعين من النظام السابق، الذين حاولوا منذ اليوم الأول الإساءة للثورة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية