x

«الإخوان» تتوغل داخل أندية الإسكندرية

الأحد 13-05-2012 15:34 | كتب: أحمد إسماعيل |

بدأت جماعة «الإخوان المسلمين»، فى اختراق أندية الإسكندرية، بعد ثورة يناير، واكتساب شرعية التواجد فى مؤسسات الدولة، ففى نادى الاتحاد، الأكبر شعبية بالثغر لعبت «الجماعة» دوراً فعالاً فى دعم هانى سرور، عضو المجلس فى الانتخابات الأخيرة «سبتمبر 2011»، كما تولى عصام رشوان، رئاسة اللجنة الاجتماعية، و«توغل» عدد من أعضاء «الجماعة» فى لجان النادى المختلفة، بحسب تصريحات، جاسر منير، مدير عام النادى. وقال «رشوان»، رئيس اللجنة الاجتماعية، فى النادى لـ«المصرى اليوم»: «من حقنا المشاركة فى لجان النادى، وسيكون لنا دور فى أى انتخابات مقبلة، ومن حقنا المشاركة فى أى أنشطة تخص الدولة، بعد الظلم الشديد، الذى تعرضنا له من النظام السابق، وسيكون لنا مرشحون فى الانتخابات المقبلة».

وفى نادى سموحة، قاد أعضاء «الإخوان» عدة وقفات احتجاجية، ضد مجلس إدارة النادى، برئاسة المهندس فرج عامر، طوال العام الماضى، وقدموا عدة بلاغات للنيابة، بدعوى ارتكاب المجلس مخالفات. وأعلنت «الجماعة» داخل النادى، عن تقديم مرشح لرئاسة النادى، عقب رحيل المجلس الحالى، الذى سيطبق عليه بند الثمانى سنوات، ووفقاً لمصدر مطلع فإن «صبحى حميدو»، أمين صندوق النادى السابق، المحسوب على «الإخوان»، والذى استقال عقب الثورة، ربما يكون هو مرشح الرئاسة المزمع الدفع به.

أما فى نادى سبورتنج، نادى «الارستقراطى» الأكبر فى العاصمة الثانية، فقد لعبت الجماعة دوراً فعالاً فى لجان النادى المختلفة، وبدأوا فى إقامة ندوات دينية، فضلاً عن المشاركة فى اللجان الرياضية، بحسب تصريحات جمال جمال، رئيس النادى، الذى أكد أن «الإخوان» حصلوا على أدوار كبيرة بعد الثورة. وتسعى «الجماعة» لاختيار مرشح لدعمه فى انتخابات النادى المقبلة، لاسيما أن غالبية أعضاء المجلس، ينطبق عليهم بند «الثمانى سنوات».

ويرى كرم كردى، رئيس نادى الأوليمبى الأسبق، أن محاولة اختراق «الجماعة» أندية الثغر، بدأت قبل اندلاع الثورة، وبالتحديد فى انتخابات نادى سموحة الأخيرة «يونيو 2010»، ووصف «كردى» تجربة «الجماعة» فى هذه الانتخابات بـ«غير الموفقة» لسقوط مرشحيها. وقال «كردى» لـ«المصرى اليوم»: «الأندية لها طابع خاص، ولا تخضع لأهواء طائفة، أو فصيل معين، فالأوراق مكشوفة فى الأندية، ومزاج أعضائها يختلف عن المزاج العام فى الشارع المصرى، الذى قادهم لاكتساح الانتخابات التشريعية، وسيواجهون صعوبة فى انتخابات الأندية، إذا لم يكن لديهم أفراد جديرون بالفوز، أمثال مدحت وردة، نجم السلة الأسبق، المحسوب على التيار السلفى. وحكم «كردى» مقدماً على تجربة «الإخوان» فى الأندية بـ«الفشل»، بدعوى أنهم ليس لديهم خلفية رياضية، منذ تأسيس الجماعة على يد حسن البنا، فى مارس 1928.

بينما حذر طلعت يوسف، المدرب السكندرى، من «تسييس»، الأندية، وقال: «محاولة اقتحام أى (فصيل سياسى) الأندية، هو كارثة فى حد ذاته، وسيؤدى حتماً إلى انهيار الأندية، وهذه ليست وجهة نظرى الشخصية، بل هكذا يقول خبراء الرياضة العالمين، الذين يعتبرون (تهجين) الأندية بالسياسة، أخطر الأمراض، التى تهدد المنظومات الرياضية على مستوى العالم، لاسيما وأن (الساسة) لا يعرفون سوى لغة المصالح، وتبديل الأقنعة من مرحلة لأخرى». وتساءل «يوسف: «ألا تستدعى الأحداث المأساوية، التى تتصدر المشهد السياسى المصرى، تركيز «الساسة» للخروج من هذا المأزق، الذى يهدد مستقبل الدولة الأكبر فى الشرق الأوسط، بدلاً من طرق أبواب الأندية؟

وفى تجربة واقعية، تكشف محاولة «الإخوان» الهيمنة على أندية الثغر، قال المهندس محمد فرج عامر، رئيس نادى سموحة: عدد من المحسوبين على «الإخوان»، بدأوا فى تنفيذ مخططهم منذ اندلاع الثورة، واتبعوا طرقاً غير مشروعة لإجبار مجلس الإدارة على الرحيل، كتحريض الأعضاء على الوقفات الاحتجاجية، وتقديم قرابة «100» بلاغ كيدى للنيابة، تم حفظها جميعاً، وتقديم شكاوى للجهات التنفيذية لإيقاف تراخيص المنشآت الجديدة، واستخدام «عرائس ماريونت» من غير المحسوبين عليهم لتنفيذ مخططهم، مثل تحريض «البدو» على منع الأعضاء من افتتاح فرع برج العرب، إنهم يتبعون سياسة «الأرض المحروقة» للقفز على السلطة فى الأندية. وتوقع رئيس سموحة، عدم علم قيادات «الجماعة»، بتصرفات عدد من أعضائها فى الأندية، وقال «عامر»: «ولاية مجلسى قاربت على الانتهاء، فلماذا لا يفعلون شيئاً لمخاطبة ود الأعضاء، للفوز فى الانتخابات المقبلة، بدلاً من اتباع سياسة لا تتماشى مع كونهم تياراً إسلامياً، وفى النهاية لن نقبل أن يزايد أحد على إسلامنا، وعليهم أن يقدموا برامج انتخابية تتماشى مع المنطق، يستطيعون تطبيقها على أرض الواقع، فالأعضاء لن يشتروا (الوهم)».

وبلغة تحمل فى طياتها خليطاً من «الدبلوماسية والمصارحة»، قال جمال جمال، رئيس نادى سبورتنج: «الجماعة لها رسالة دعوية، والآن أصبحت دعوية وسياسية ولها فلسفتها، أم الأندية فلها رسالة وفلسفة مختلفة، أساسها رياضى اجتماعى لخدمة أعضاء النادى، وتكوين (شباب سوى)، من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية، المتنوعة فى شكلها ومصدرها. ولم يحدد «جمال» موقفه «المؤيد» أو «المعارض» من سيناريو سيطرة «الإخوان» على حكم الأندية، فى المستقبل القريب، لكنه قال: «دخول عضو النادى الانتخابات، لحجز مقعد فى مجلس الإدارة، أيا كانت توجهاته السياسية أو الدعوية، فإن ذلك يلزمه بأهداف وسياسة الأندية دون صبغها بصبغة انتمائه».

بينما اعتبر، عفت السادات، رئيس نادى الاتحاد، رغبة «الإخوان» فى اقتحام المجال الرياضى «ظاهرة صحية»، وقال: «من حق (الجماعة) المشاركة فى إدارة الأندية، لاسيما أنهم أصحاب الأغلبية، فى الشارع المصرى، وليس لدى مانع فى التعاون معهم».

لكن تغيرت «نبرة» رئيس الاتحاد، بعد علمه بأن «الإخوان» يهاجمون الفكر «الرأسمالى»، وقال: «لا أعتقد أنهم يهاجمون (الرأسمالية)، ولكن إذا كان هذا فكرهم، فلابد أن يعلموا أن تجربة رجال الأعمال، هى الأنجح على الإطلاق، فى نادى الاتحاد».

ودافع، صابر أبوالفتوح، عضو مجلس الشعب، عن حزب «الحرية والعدالة»، الجناح السياسى لـ«الجماعة» عن فكر «الإخوان»، بشأن رغبتهم فى لعب أدوار «قيادية» فى أندية الثغر، وقال لـ«المصرى اليوم»: «لنا تجربة (ناجحة)، فى مجالس إدارات النقابات المهنية، فلماذا لا نكررها فى أندية الثغر، بعيداً عن محاولات تشويه صورتنا، فى عدد من وسائل الإعلام المختلفة». وفجر «أبوالفتوح» مفاجأة، تكشف إبعاد «الإخوان» الرياضية، فى المرحلة المقبلة، وقال: «الدكتور محمد بديع، مرشد الجماعة، يفكر جدياً فى تكوين فريق كروى، يمثل (الإخوان) فى البطولات المحلية، أليس هذا دليلاً على وجود توجه رياضى لدينا، و(الجماعة) تضم كوادر رياضية أمثال، هادى خشبة، منسق الكرة بالنادى الأهلى». واختص «أبوالفتوح»، نادى الاتحاد، بجزء من تصريحاته، وقال: «الفكر الرأسمالى أثبت فشله فى نادى الاتحاد، والنادى فى انهيار متواصل، رغم اعتلاء رجال الأعمال رئاسته، آن الأوان لتطبيق الفكر الشمولى، وتنمية موارد النادى، ولعبنا دوراً فعالاً بالنادى، فى عهد محمد مصيلحى، رئيس النادى الأسبق، لكننا نتحفظ على سياسة عفت السادات، الرئيس الحالى». ودعمت «الجماعة»، هانى سرور، عضو مجلس إدارة نادى الاتحاد، فى انتخابات «سبتمبر 2011»، وتوقع «أبوالفتوح» الدفع بمرشحين تابعين لـ«الإخوان» فى الانتخابات المقبلة، لكنه أكد أن هذا الطرح سابق لأوانه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية