أعلنت مصادر محلية في اليمن مقتل ثلاثة من قيادات تنظيم القاعدة خلال مواجهات في محافظة أبين الخميس والجمعة الماضيين.
وقالت مصادر محلية في المحافظة لموقع صحيفة «26 سبتمبر» الإلكترونية اليمنية، السبت، إن ثلاثة من أخطر قيادات تنظيم القاعدة قتلوا في المواجهات التي وقعت بين قوات اللواء 111 مشاة ومعه اللجان الشعبية وبين العناصر الإرهابية من القاعدة في محيط مدينة لودر خلال يومي الخميس والجمعة.
وأوضحت تلك المصادر أن اثنين من تلك القيادات وأحدهما يدعى «المسعودي» قتلا، الجمعة، بقصف مدفعي بمنطقة مهيدان جنوب شرق مدينة لودر، فيما قتل الثالث، الخميس، بطلق ناري في رأسه من اللجان الشعبية في المنطقة التي تقع فيها محطة كهرباء لودر.
في سياق متصل قال مسؤولون أمريكيون إن قدرتهم على شن هجمات للتصدي للإرهاب في اليمن تحسنت منذ أن تولى الرئيس الجديد منصبه في فبراير الماضي.
وتجدد الاهتمام بالمشاكل الأمنية والسياسية والاقتصادية المزمنة في اليمن بعدما أعلن مسؤولون أمريكيون، الإثنين، أن تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية حاول إمداد انتحاري بقنبلة تخبأ في الملابس الداخلية وهي نسخة مطورة من قنبلة وضعت على طائرة في طريقها للولايات المتحدة يوم عيد الميلاد من عام2009.
وعزز التنظيم قوته البشرية وموارده وسيطرته على مناطق في اليمن خلال عام من الاضطرابات السياسية والعسكرية.
وقال مسؤولون أمريكيون إن نقل رجال ومعدات لليمن لشن عمليات لمكافحة الإرهاب أصبح أكثر سهولة مما سمح بالتوسع في العمليات إلى حد بعيد، لاسيما الهجمات بطائرات بلا طيار.
وبدأت الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة التوسع في استخدام طائرات دون طيار في اليمن وهو ما حدث في باكستان منذ أن أقر الرئيس السابق جورج بوش في صيف 2008 قواعد معدلة للاستعانة بهذا النوع من الطائرات.
ويعتقد أن بعض هجمات طائرات بلا طيار تابعة للمخابرات الأمريكية لضرب أهداف داخل اليمن انطلقت من دول مجاورة.
وبحسب روايات مواطنين، يعتقد أن هجوما يشتبه في تنفيذه باستخدام طائرة بلا طيار، الإثنين الماضي، أسفر عن مقتل 2 من أعضاء تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية في حين قتل هجوم أو هجمات أخرى بطائرات بلا طيار في ساعة مبكرة من صباح الخميس ثمانية مسلحين.
ويبدو أن الولايات المتحدة تتبنى استراتيجية من ثلاثة محاور في سعيها لإعادة الاستقرار لليمن ومهاجمة مقاتلي القاعدة الذين يأملون في استغلال غياب سيطرة الحكومة المركزية لشن هجمات ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
وتحاول الولايات المتحدة تعزيز قبضة حكومة عبد ربه منصور هادي على الحكم، بدعم جهوده لتطهير أجهزة الأمن والجيش من حلفاء صالح، كما تقدم مساعدات إنسانية وتسعى لإحياء اقتصاد البلاد وتحسين المؤسسات الحاكمة.
ومن الناحية الأمنية استأنفت الولايات المتحدة التدريب العسكري الذي علق خلال اضطرابات العام الماضي على أمل أن تكتسب قوات الأمن اليمنية قوة كافية لاستعادة سيطرتها على البلاد.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن الأولوية لدى الولايات المتحدة حماية نفسها من هجمات تنطلق من اليمن، بينما تدرب قوات الأمن والجيش اليمنية على «مواجهة المخاطر داخل حدودها».
وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» الأسبوع الماضي عن أن الجيش الأمريكي بدأ في إرسال مجموعات صغيرة من المدربين لليمن ولكن بأعداد أقل كثيرا مما كانت عليه قبل الاضطرابات التي أطاحت بعلي عبد الله صالح.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، الخميس: «اليمنيون كانوا بالفعل متعاونين للغاية في العمليات التي نفذناها هناك، سنواصل العمل معهم لملاحقة الأعداء الذين يهددون الولايات المتحدة».
لكن جريجوري جونسن، خبير الشؤون اليمنية في جامعة برينستون، أعرب عن اعتقاده في أن الاعتماد بشكل كبير على الهجمات بطائرات دون طيار والصواريخ سيأتي بنتائج عكسية في نهاية المطاف.
وتابع: «بلغنا وضعا يقود لتصاعد قوة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية كلما توسعت الولايات المتحدة في استخدام القنابل»، مضيفا أن قتل مدنيين وانقسام الجيش اليمني خلال اضطرابات العام الماضي منحا القاعدة قوة هائلة.