لأول مرة فى تاريخ وزارة القوى العاملة يتحمل مسؤوليتها أحد أبنائها، فالوزير الجديد، رفعت محمد حسن، تدرج فى العديد من المناصب المهمة داخل أروقة الديوان العام للوزارة، حتى وصل إلى وكيل أول «القوى العاملة» بمحافظة القاهرة.
«حسن» من مواليد 1953 وحصل على بكالوريوس علوم زراعية 1977 وليسانس حقوق 1992، من جامعة عين شمس، التحق بالعمل بالوزارة فى عام 79، بمديرية القوى العاملة بالقاهرة وتدرج فى المناصب الإدارية حتى شغل منصب المستشار العمالى بالأردن من عام 2000 إلى 2005، ومدير إدارة التفتيش حتى 2007، ثم مدير مديرية القوى العاملة بمحافظة المنوفية فى عام 2008، ثم مديرا لمديرية القوى العاملة بمحافظة القاهرة فى عام 2009.
وتردد بأنه كان دائم الخلافات مع عائشة عبد الهادى، الوزيرة السابقة، حول كيفية تعاملها مع المشاكل العمالية، كما اشتهر بعداوته للنقابات المستقلة، حيث رفض قبول أوراق العديد من النقابات المستقلة، وكان آخرها نقابة للعاملين بـ«المصرف العربى المتحد»، فى مديرية القوى العاملة بالقاهرة.
يواجه الوزير الجديد العديد من الملفات المفتوحة، التى تسببت فى أزمات متكرة، وفى مقدمتها قانون الحريات النقابية، الذى أدى إلى تفاقم الخلافات بين الاتحاد الرسمى للنقابات العمالية، والنقابات المستقلة، وكذلك أزمة فوائد «الحوالات الصفراء» للمصريين لدى العراق، والمعلقة منذ أكثر من 20 عاما، بالإضافة إلى العديد من الأزمات العمالية ومنها أزمة العاملين بمديريات القوى العاملة، والعاملين بالديوان العام، خاصة بعد تهديدهم بمعاودة الإضراب، إذا لم يتم تحقيق مطالبهم، كل تلك الأزمات التى تواجهها الوزارة، دفعت الكثيرين إلى اعتبار قبوله الوزارة «مغامرة». وفى أروقة الوزارة، سادت حالة من الفرحة بين العاملين فور علمهم بتولى الذى وصفوه بــ«أول ابن للقوى العاملة يأتى من رحمها». فمنذ إنشاء الوزارة عام 1930 تردد عليها 10 وزراء، جميعهم كانوا منتمين للاتحاد العام لنقابات وعمال مصر، فيما عدا الوزير الأسبق الدكتور أحمد حسن البرعى، الذى كان خبيرا بمنظمة العمل الدولية، والدكتور فتحى فكرى، أستاذ القانون الدستورى بجامعة القاهرة.
ووصفه عدد من العاملين بالوزارة بأنه «رجل محترم وجاد وعملى ويعشق العمل»، متوقعين أن يكون عصر «رفعت» «العصر الذهبى» للعاملين بديوان عام القوى العاملة، ومديرياتها.
وعلمت «المصرى اليوم» أن عددًا من العاملين بالوزارة أجروا اتصالات برفعت، وأخبرهم أنه سيضع قضية التشغيل والحد من البطالة، فى أولى مهامه بعد حلف اليمين، وأكد لهم حرصه على تحسين مستوى الخدمات الجماهيرية التى تقدمها الوزارة، مشيرا إلى أنه سيسعى للحفاظ على حقوق العمال المصرية فى الداخل أو فى الخارج.