تواصلت أعمال العنف في عدد من المناطق السورية، الثلاثاء، غداة الانتخابات التشريعية التي انتقدتها المعارضة ودول غربية، فيما ينتظر أن يبلغ المبعوث الدولي كوفي عنان مجلس الأمن الدولي، في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، بما آلت إليه خطته في سوريا.
وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن: «قتل رجل وسيدة في قرية التمانعة التابعة لمحافظة إدلب إثر إطلاق نار وقذائف من قبل القوات النظامية». وفي حمص أضاف عبد الرحمن: «استشهد مدني برصاص قناصة من حاجز للقوات النظامية في حي القصور».
وأشار إلى وفاة آخر في ريف حمص متأثرا بجروح أصيب بها مساء الإثنين «برصاص القوات السورية التي كانت تشتبك مع مقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة». وقالت لجان التنسيق المحلية إن بلدة قلعة الحصن، القريبة من الحدود اللبنانية، تعرضت الثلاثاء لقصف عنيف مصدره القوات النظامية.
وفي ريف دمشق، نفذت قوات الأمن الثلاثاء حملة مداهمات واعتقالات في مدينة دوما «واعتقلت مجموعة من الشبان واقتادتهم إلى مكان مجهول» بحسب المرصد، وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن قوات الأمن مدعومة بالدبابات والآليات العسكرية تشن حملة مداهمات في الزبداني.
وفي حماة وسط البلاد، أفادت الناطقة باسم المكتب الإعلامي للثورة في حماة، مريم الحموية، بأن القوات النظامية «قصفت بالمدافع والرشاشات الثقيلة بلدة قلعة المضيق»، التي تشهد احتجاجات مستمرة والواقعة على مقربة من ريف إدلب، الذي يعد أكثر المناطق سخونة في سوريا.
وفي جنوب البلاد، أفادت لجان التنسيق باستمرار الإضراب لليوم الثاني في درعا، احتجاجا على تنظيم الانتخابات التشريعية، الإثنين، في ظل أعمال العنف، كما خرجت تظاهرة حاشدة في طفس، ريف درعا، رفعت فيها لافتات «الشعب السوري واحد والطائفية لا تعنينا»، وردد المتظاهرون هتافات للمدن المحاصرة.
يأتي ذلك غداة مقتل 27 شخصا بينهم مدنيون وعسكريون في الجيش النظامي ومنشقون، في أعمال عنف ومواجهات في مناطق سورية عدة، رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 12 أبريل، وبوجود عشرات المراقبين الدوليين في سوريا.
وبالتزامن مع ذلك سيقدم عنان تقريرا جديدا عن وساطته أمام مجلس الأمن، الثلاثاء، من خلال الفيديو من جنيف.
وقال دبلوماسي غربي في الأمم المتحدة: «سنرى إن كان عنان سيقدم مؤشرات على أن خطته لا تعمل». وقال دبلوماسي آخر: «من الصعب التصور أن المعارضة بإمكانها الموافقة على الحوار (مع الحكومة السورية) إذا أطلق النار عليها وتعرضت للقصف والتعذيب».
كان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد ندد عشية هذا الاجتماع بـ«وحشية» قوات الرئيس بشار الأسد، مشيرا كذلك إلى أن الهجمات التي تنفذها المعارضة المسلحة قد «تكثفت».
وقال: «نحن نقوم بسباق مع الزمن لتحاشي وقوع حرب أهلية حقيقية، مع سقوط ضحايا بأعداد كبيرة»، معتبرا أيضا أن الحكومة السورية قد تستغل وجود مراقبي الأمم المتحدة لمواصلة قمعها.