x

الانتخابات السورية.. «مسرحية» أبطالها معارضٌ ومصفقٌ و«دبيك»

الثلاثاء 08-05-2012 13:52 | كتب: أسامة شاهين |
تصوير : أ.ف.ب

«جلبت معي هوية زوجتي وحماتي كي أبيعها لأحد المرشحين بقليل من المال لعلي أستطيع شراء بعض الحاجيات الضرورية للبيت».

جاءت هذه الحقيقة المجردة على لسان الشاب «محمد» البالغ من العمر 30 عاما كأبلغ تعبير عن كيفية رؤية المواطن السوري البسيط للانتخابات التشريعية التي أصر النظام على إجرائها وسط انتقادات وسخرية الشارع الشارع والمعارضة التي وصفتها بـ«المسرحية الهزلية».

الأدوار الرئيسية في تلك «المسرحية» تراوحت بين «معارض يريد إسقاط النظام وآخر شارك على أمل التغيير.. وشبيح ودبيكة (راقصي الدبكة) ومصفقين.. وأغلبية صامتة». قالها محمد لـ«المصري اليوم» التي جالت عددا من المراكز الانتخابية في العاصمة دمشق لرصد واستطلاع آراء من اضطرتهم الظروف إلى النزول والمشاركة في عملية الاقتراع. بعض المراكز كانت شبه فارغة، إلا من الوكلاء الذي زاد عددهم عن الناخبين أنفسهم.

«أصوات للبيع»

تقول «أم هشام» الموظفة أمام أحد صناديق الاقتراع: «بعد مضي 7 ساعات عن بدأ عملية التصويت، لم يأت للمركز سوى ما يقارب 40 شخصا، كلما أتى مواطن يهرع إليه جميع الوكلاء، علما بأن معظم الذين جاؤوا كانت قوائمهم بحوزتهم».

وفي مركز آخر، أبدى المواطن «وسيم»، الذي قاله إنه شارك بنية تصديق ما يروجه النظام عبر الإعلام، امتعاضه قائلا: «جئت على أمل أن تكون الثورة قد غيرت من تفكير القائمين على النظام.. فوجدت الانتخابات مزورة قلبا وقالبا، سلفا ورغما عن أنف الجميع، شاهدتهم بأم عيني وهم يدخلون أوراقا مغلقة في الصندوق ضمن ظروف لا أدري لأية قائمة من القوائم المدعومة».

ويضيف وسيم «رغم اعتراضي على عملية الغش إلا أنهم لم يتوقفوا عن ذلك. إذا كان هذا هو حال الصناديق الموجودة في وسط العاصمة، فكيف هو الحال بالمناطق الأخرى البعيدة كالريف».

وبحسب البيانات الرسمية، زاد عدد المرشحين عن 7000 بينهم حوالي 700 سيدة، معظمهم غير معروفين للناس، لا اجتماعيا ولا سياسيا. وحسب الإحصائيات الرسمية، فإن ما يزيد عن 14 مليون مواطن يحق لهم الاقتراع.

في هذا الصدد قال أحد المرشحين في الانتنخابات: «من خلال تجوالي على مختلف المراكز لم يتجاوز عدد المقترعين 10 %، أي رقم سيزيد عن هذا دليل غش وتزوير، لأن الإقبال ضعيف جدا، من يقول إن الشعب السوري صوت كي يسهم في عملية التغيير الجذري للنظام ورسم ملامح المرحلة المقبلة من التعددية السياسية منافق، واضح جدا حجم المضربين عن الانتخابات».

«كأننا لا نعيش ثورة»

وعلى حد وصف «نوال»، الناشطة السياسية ذات الأفكار اليسارية، فإن «المضحك في تلك الانتخابات هو أن قائمة الجبهة الوطنية التقدمية سابقا استبدلت كلمة الجبهة بالوحدة، يعني الضحك على اللحي». وتضيف «ما يبعث على الاشمئزاز أن هذه القائمة تضم كافة أحزاب الجبهة بما فيه الحزبين الشيوعيين اللذين يبدو أنهما قبلوا بالمحاصصة على حساب الدم السوري وكأننا لا نعيش ثورة.. كأن شيئا لا يحدث في البلد». وتعبر «نوال» عن حنقها الشديد على المشاركين في تلك «المسرحية»، قائلة: «النظام أجاد حين أقنع الحثالة من أمثاله ليرشحوا أنفسهم كصك براءة له على إجرامه بحق الشعب».

أما دكتور «ناصر»، المعارض من «هيئة التنسيق»، فقال: «رغم الثورة والاحتجاجات، تبين أن هذا النظام لا ولن يتغير. الانتخابات أسوأ من الأول بكثير، عيب على النظام أن يذهب إلى انتخابات في هكذا أوضاع، انه الإجرام عينه ولهذا كان قرارانا مقاطعة الانتخابات». 

وأكد ناصر أن «إلغاء المادة الثامنة من الدستور، التي كانت تنص على أن لحزب البعث دورا قياديا في الدولة والمجتمع، ما هي إلا حبر على ورق».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية