ينظم الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يسعى للفوز بفترة رئاسية ثانية، ممثلاً عن الحزب الجمهوري، في اتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها في نوفمبر المقبل، تجمعه الانتخابي الرسمي الأول، السبت، في وقت تتراجع إشارات التعافي الاقتصادي الذي كان يأمل أن يدعم إعادة انتخابه مرة ثانية.
وستفتتح الحملة زوجته ميشيل أوباما، أمام حشد هائل من المؤيدين الذين أوصلوه إلى البيت الأبيض قبل 4 أعوام، والتي تتضمن تنظيم تجمعات تحت شعار «مستعدون للانطلاق»، في ولايتي أوهايو وفرجينيا الحاسمتين.
ويبدو أوباما الآن أكبر عمرًا وأكثر حكمة وربما أقل حماسة، مما كان عليه في حملته الأولى في شتاء 2007 القاسي، حيث بدا في صورة المبشر بالأمل والتغيير.
وأنهكت ثلاث سنوات ونصف السنة من المعارك السياسية مع الحزب الجمهوري في واشنطن، والأزمة الاقتصادية الأسوأ منذ ثلاثينيات القرن الماضي، أول رئيس أسود للولايات المتحدة، وطغت على فرحة فوزه التاريخي في انتخابات 2008.
ويواجه أوباما، المنحدر من أصول كينية مسلمة، معركة معقدة لإعادة انتخابة في بلد يعاني من ارتفاع معدلات البطالة وتباطؤ النمو الذي أضعف حجته بأنه أعاد الازدهار للبلاد.
لكن أوباما سيتغلب على إعلان الفشل، من خلال التأكيد على أنه جعل البلاد تتفادى انكماشًا كبيرًا ثانيًا، وبأن خصمه الجمهوري الثري يريد العودة إلى سياسة الإعفاءات الضريبية للأثرياء، وإلى إضعاف الرقابة المالية التي كانت سببًا وراء الأزمة.
وسيتحدث أوباما عن رؤيته الاقتصادية التي ستضمن تحقيق الفائدة لعموم الأمريكيين، وليس فقط للأثرياء، وسياساته الأمنية والخارجية بما فيها قتل أسامة بن لادن، الذي يقول إنه جعل الأميركيين «في مأمن».
وقال أوباما مازحًا الأسبوع الماضي خلال ظهوره وبجانبه الرئيس الديموقراطي الأسبق بيل كلينتون، إن كل مرشح يقول إن انتخابه هو الأهم في تاريخ أمريكا، ثم ينكب على الأمور بجدية». وأضاف «لكن دعوني أقول لكم إن هذه الانتخابات مهمة. هذه الانتخابات مهمة. هذه الانتخابات مهمة».
وبيّن استطلاع أجراه موقع «ريل كلير بوليتكس»، أن أوباما يتقدم بهامش ثلاث نقاط على المرشح الجمهوري ميت رومني، 47 إلى 44%، قبل ستة أشهر من الانتخابات المقررة في 6 نوفمبر.
ويحتاج الرؤساء إلى الحصول على نسب قريبة من 50% لكي يشعروا بالثقة بفرصة إعادة انتخابهم.
ويبدو طريق أوباما أكثر سهولة من رومني على الخارطة السياسية الأمريكية، حيث يتعين الفوز بأصوات المندوبين الـ270 للفوز بالانتخابات، وخصوصًا في نحو 10 من الولايات الصعبة.
وترى معظم استطلاعات الرأي أن أوباما يحظى بتأييد شعبي أكبر من رومني، وأنه يسجل نقاطًا في مجال الأمن القومي، وبين المجموعات السكانية الحاسمة مثل النساء والناخبين من أصل لاتيني.
لكنه ضعيف على الجبهة الاقتصادية مع زيادة البطالة فوق 8%، وإشارات مربكة بشأن تعافي الاقتصاد والهجمات الحادة التي يشنها عليها رومني الذي يعتمد شعار «سياسة أوباما فاشلة».
وتلقى أوباما، الجمعة، ضربة عندما بيّنت أرقام وزارة العمل انخفاضًا في فرص العمل الجديدة التي لم تتجاوز 115 ألف وظيفة في أبريل. وقال رومني «إنه تقرير رهيب ومحبط»، خلال مقابلة مع «فوكس نيوز» الجمعة.
وأضاف: «الشعب الأمريكي يتساءل لماذا لا يحصل الانتعاش بصورة أسرع»، وهو يدرك أن النتائج الاقتصادية الضعيفة تشكل بالنسبة له أفضل فرصة لإعادة أوباما إلى شيكاغو بعد ولاية رئاسية واحدة.
وفي 2008، خاض أوباما حملته باعتباره مرشح الإصلاح والتغيير والأمل، الذي سيعمل على إحداث نقلة نوعية في سياسة البيت الأبيض، وتغييرًا في صورة البلاد.
ولكنه لم يعد الآن بوصفه رئيسًا مرشحًا، يتمتع بتلك الفرصة، لأن المشكلات الاقتصادية التي ورثها والتي كافح لحلها، باتت جزءًا من إرثه، وعليه أن يقنع الأمريكيين بأن الأمور تتحسن وأنه هو صاحب الفضل في ذلك.