من جديد، عادت حركة «احتلوا وول ستريت» الأمريكية لتستأنف أنشطتها بعد «بيات شتوى» طويل.. ومن جديد، برزت أهمية الإعلام الاجتماعى كوسيلة يستخدمها المتظاهرون لتحقيق التواصل فيما بينهم. ولكن هذه المرة ربما لن يخشى «المحتلون» من عواقب تبادل «التغريدات»، التى قد تحمل تفاصيل شخصية، عبر موقع «تويتر» الشهير الذى طالما استخدموه من قبل فى تنظيم احتجاجاتهم.
فمجلة «تايم» الأمريكية ذكرت أن أعضاء حركة «احتلوا وول ستريت»، المناهضة للرأسمالية العالمية، والتى تطالب بمزيد من العدالة الاقتصادية والاجتماعية، بدأوا ينصرفون عن استخدام «تويتر» الذى قد يعرضهم التواصل عبره إلى الملاحقة من قبل الشرطة، موضحة أن المحتجين تحولوا حالياً إلى استخدام تطبيق جديد على الهواتف الذكية لتفادى المراقبة من قبل أجهزة الأمن.
ولفتت المجلة إلى أن هذا التطبيق، الذى يحمل اسم «فايب»، يتيح إمكانية بقاء مستخدميه مجهولى الهوية، كما يمكنّهم من إرفاق مراسلات لمسافات معينة، تتراوح بين 160 قدماً إلى كامل أنحاء العالم، وبحيث لا يراها إلا مستخدمون آخرون فى دوائر محددة، ويتيح التطبيق أيضاً أن يكون لكل رسالة يتم بثها تاريخ انتهاء، بعده يتم إلغاؤها من التطبيق، وتتراوح تلك المدة بين ربع ساعة إلى 30 يوماً، الأمر الذى يجعل تتبع الشخص المرسل أمراً صعباَ.
ونقلت «تايم» عن حازم سيد «45 عاماً»، من كاليفورنيا وهو مبتكر «فايب» قوله إن التطبيق ليس مقصوراً على استخدامه فى تنظيم الاحتجاجات فقط، موضحاً أنه يمكن الاعتماد عليه أيضاً فى تحقيق التواصل بين الموظفين فى مكتب ما، أو بين الطلاب فى الكلية، أو لنشر وجهات نظر يصعب البوح بها عبر «تويتر»، لكنه أقر مع ذلك بأن المتظاهرين هم الفئة الأكثر استخداماً لـ«فايب».
وتوضح «تايم» أن استخدام «فايب» لا يعنى تخلى المتظاهرين تماماً عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعى التقليدية، مثلاً «فيس بوك» و«تويتر»، فلهذه المواقع ميزتها فى شن الحملات العلنية، بينما يبقى «فايب» الأفضل فى أعين المحتجين فى تنظيم التجمعات دون التخوف من ملاحقات الشرطة.