يستقبل ميدان العباسية الجمعة حشوداً من القوى السياسية المختلفة، للمشاركة فى مليونية «جمعة النهاية»، احتجاجاً على أحداث العنف التى شهدها محيط وزارة الدفاع الاربعاء ، ومطالبة المجلس العسكرى بالكشف عن المتسببين فيها ومحاكمتهم، وضرورة الالتزام بتسليم السلطة فى 30 يونيو المقبل. وفى الوقت الذى بدأت فيه جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة التابع لها، والجبهة السلفية، وحملة حازم صلاح أبوإسماعيل، تعبئة أعضائها للمشاركة فى الفعاليات الاحتجاجية الجمعة ، انقسم حزبا النور والأصالة «السلفيان» عن «الجبهة» مع الطرق الصوفية، بإعلانهما مقاطعة المليونية.
فيما كثفت الحركات الثورية، أبرزها «6 إبريل» وائتلاف شباب الثورة، وشباب ألتراس الأهلى، من تواجدها، الخميس ، بجانب معتصمى «الدفاع»، لينتشر عدد الخيام بشكل ملحوظ، وسط تأمين من اللجان الشعبية التابعة للمعتصمين.
وأعلنت قيادات «إخوانية» أن مشاركة الجماعة ستتم عبر 3 مسيرات تتحرك من مساجد: الفتح برمسيس، والخازندار بشبرا، ورابعة العدوية بمدينة نصر، ومصطفى محمود والاستقامة بالجيزة، تتجه جميعها نحو العباسية والتحرير، مؤكدة أن «الإخوان» اتفقت مع مختلف القوى الثورية على مغادرة الميدانين بعد صلاة المغرب. فى المقابل، قال أعضاء بحملة «أبوإسماعيل»: «لن نغادر العباسية بعد المليونية، وسنعتصم حتى إسقاط المجلس العسكرى، وإقالة لجنة الانتخابات الرئاسية».
وشهد ميدان العباسية الخميس هدوء ما بعد المجزرة، تمثل فى عودة الحياة لطبيعتها نسبياً بين السكان والمحال التجارية، كما عادت الحالة المرورية أيضاً إلى زحامها المعهود، فيما قررت النيابة العامة الخميس تشريح جثث 9 قتلى سقطوا خلال الأحداث، وسط اتهام من أهالى أحد الضحايا لأنصار «أبوإسماعيل» بتعذيبه وقتله، وهو اتهام صاحبه بلاغ قدمه 3 أشخاص لقسم الوايلى، اتهموا فيه أنصار المرشح المستبعد من انتخابات الرئاسة بالاعتداء عليهم واحتجازهم «12 ساعة» والاستيلاء على متعلقاتهم. واستمراراً لحالة الغضب، حمّل أعضاء مجلس الشعب المجلس العسكرى مسؤولية أحداث العباسية، معتبرين أن تدخل الأمن كان «بطيئاً وغير مناسب».
وقال الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس المجلس - خلال اجتماع مشترك عقدته الخميس لجان الدفاع وحقوق الإنسان والصحة: «الأحداث تفاجئنا كلما اقترب موعد تسليم السلطة»، فيما توقع النائب سعد الحسينى، رئيس لجنة الخطة والموازنة، حدوث «حرائق واعتداءات أخرى» خلال الأيام المقبلة.
فيما انطلقت مسيرات ومظاهرات غضب فى محافظات «أسوان والمنيا والسويس والشرقية والبحيرة والدقهلية والإسكندرية» للمطالبة بالقصاص لضحايا المجزرة، ورحيل المجلس العسكرى. وفى تعليق جديد له على صفحته بموقع «تويتر»، وصف الدكتور محمد البرادعى، وكيل مؤسسى حزب «الدستور» أحداث العباسية بـ«المأساة». وقال: «نجاح الثورة لا ريب فيه، والنظام السابق إلى زوال».