قال عدد من الخبراء الأمنيين والسياسيين إن الفاعل فى «مذبحة العباسية» لم يعد مجهولاً، وحملوا المجلس العسكرى بصفته السلطة التنفيذية المسؤولية الكاملة عن الدماء التى أريقت خلال هذه الأحداث، وأكدوا أن البلطجية أصبحوا حزباً منظماً يتم استغلالهم من قبل العسكرى والداخلية، وطالبوا القوى السياسية بتجاوز خلافاتهم، لأن الوضع الراهن يهدد بانهيار الدولة.
قال مجدى حسين، رئيس حزب العمل الإسلامى، إن الفاعل لم يعد مجهولاً، وإن المجلس العسكرى ليس مسؤولاً عن تلك الأحداث بصفته السلطة التى تحكم فقط، ولكنه شارك وزارة الداخلية فى تدبير هذه المذبحة. وأضاف: «أعتقد أن الطرف الثالث هو العسكرى بالتعاون مع الداخلية وعلاقتهما التاريخية معروفة بـ(حزب البلطجية) من أمناء الشرطة وصغار المجندين».
وأشار إلى أن عملية تسليم السلطة فى مصر تتعرض لمخاطر كبيرة، وعلى القوى السياسية التوافق الآن حتى لا تعطى أى فرصة لتأخير هذا الموعد، خوفاً من استغلال المجلس العسكرى هذه الخلافات لإثارة الفوضى فى البلاد.
وقال علاء عبدالمنعم، عضو مجلس الشعب السابق، إن الشارع لم يعد يصدق فكرة الطرف الثالث، وتساءل كيف يكون البلطجية بالمئات ولا يتم القبض على واحد منهم، وأضاف: الأمور واضحة ومنظمة من قبل المجلس العسكرى والداخلية، فالبلطجية أصبحوا «حزبا منظما» يتقدمون فى أوقات معينة ويتراجعون فى أخرى، مشدداً على أن البلطجى الذى ينزل إلى الميدان ويضرب ويقتل لأيام متتالية لا يمكن أن تكون أهدافه وطنية، ولكنه بلطجى يقوم بعمل مقابل أجر.
فيما قال الدكتور جمال عبدالجواد، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية سابقاً، إن الأحداث فى مصر تجاوزت تحديد المسؤوليات، فالوضع كله يقترب من الانهيار، وبالتالى فالمسألة أكبر من تحديد «جهة الاختصاص أو الفاعل لجريمة جنائية»، وتابع: «مصر تعانى من وضع معقد، مجلس الشعب معطل، والمجلس العسكرى عاجز عن جمع الأحزاب والقوى السياسية للحوار»، وأضاف: نحن عجزنا أيضاً عن تشكيل الدستور، لغياب التوافق بين الفصائل السياسية. وأشار إلى أن الفاعل قد يكون جماعات منظمة، أو مواطنين غاضبين، قائلاً: «انا لا أهتم بالجناة، لأن الكلام عن إجراء تحقيقات كلام عبثى لأنه ليس هناك جهة تحقيق موثوق فيها فالعسكر كاذبون، والإعلاميون متهمون أيضاً».
وحذر عبدالجواد من الانهيار التام للدولة، قائلاً: «إذا لم يكن هناك اتفاق بين القوى السياسية (فأبشركم بانهيار تام)»، لافتاً إلى أنه حتى لو تمت الانتخابات فى موعدها، فقد تشكك القوى المختلفة فى نزاهتها وستدخل البلاد فى فوضى، وسيكون عدد الضحايا التى وقعت فى الفترة الماضية قليلاً مقارنة بما سيحدث. وقال اللواء حمدى بخيت، الخبير الأمنى، إن الأحداث الآن تشبه ما قبل انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، وحمل التيارات الدينية، خاصة السلفيين، مسؤولية ما حدث فى العباسية، لتخوفهم من فشل مرشحه فى انتخابات الرئاسة. كما طالب اللواء محمد زكى، خبير أمنى، القوى السياسية بضرورة القفز على الخلافات، حتى يتسنى إجراء الانتخابات الرئاسية.