صحف أجنبية: مصر ستشهد «بحور دم» و«فوضى» إذا تأجلت الانتخابات

حذرت صحف أجنبية الخميس ، من وقوع مصر فى حالة فوضى عارمة، حال عدم التصدى لأحداث العنف، التى وقعت فى العباسية مؤخراً، أو إذا تم تأجيل الانتخابات الرئاسية، وشددت على أن الشرطة تخاذلت عن التدخل لفض الاشتباكات.

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن استمرار الاشتباكات لساعات طويلة دون أى تدخل من السلطات يشير إلى تواطؤ الحكومة إلى حد ما، وأطراف المعركة واصلوا إلقاء الحجارة والعبوات الحارقة، حتى تحول حى سكنى إلى منطقة حرب ممتلئة بالحرائق المتفرقة.

وأضافت أن حلقة الخلاف المميت بين المجلس العسكرى والمدنيين تتسع يوماً بعد يوم، خاصة مع نشوب أحداث عنيفة مثل اشتباكات العباسية، وأن هذه الأحداث من شأنها إثارة الشكوك والمخاوف حول إمكانية إتمام المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية بنجاح.

واعتبرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية أن مصر أصابتها حالة من الفوضى السياسية، التى تهدد بتزايد اضطراب المرحلة الانتقالية، وقالت إن أحداث العباسية دفعت إلى تواصل الانهيار المطرد الذى تمر به العملية الانتقالية فى مصر. وأضافت الصحيفة أنه رغم وقوع اشتباكات العباسية على مقربة من وزارة الدفاع، إلا أنه لم يكن هناك جهد كبير لتوفير الأمن بشكل واضح. وأوضحت أن الانتخابات الرئاسية المقبلة من شأنها أن تعيد مظاهر الحياة الطبيعية إلى مناحى البلاد، لكن كل خطوة تخطوها البلاد للوصول إلى تلك المرحلة تتم على نحو سيئ وخاطئ جداً.

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية: «إن مقتل وإصابة العشرات فى أحداث العباسية زاد التوتر بين القيادة العسكرية والساسة المدنيين قبل 3 أسابيع من الانتخابات الرئاسية، وجماعة الإخوان المسلمين تشن هجوماً حاداً ضد مجلس الجنرالات الذى تعهد بالإشراف على الانتقال السياسى فى مصر». واعتبرت الصحيفة التأخير المتكرر فى مفاوضات كتابة الدستور يهدد بإطالة حالة عدم الاستقرار السياسى، مشيرة إلى طلب القيادة العسكرية كتابة الدستور الجديد فى غضون 3 أسابيع قبل الانتخابات الرئاسية، ما يجعل الجدول الزمنى المقترح «غير محتمل».

وقالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية إن الشرطة لم تتدخل لتهدئة الأحداث لساعات طويلة، فى ظل إصابة نحو 200 شخص، فى أسوأ أحداث تمر بها مصر خلال الشهور الأخيرة.

وأضافت: «يُنظر إلى الانتخابات الرئاسية باعتبارها خطوة حاسمة فى عملية الانتقال إلى الديمقراطية، لكن تصاعد الاضطرابات وقبضة الجيش على السلطة أديا لزيادة معدل الغضب وعدم اليقين السياسى».

وتابعت الصحيفة أن عدم كتابة الدستور الجديد حتى الآن ترك البلاد تمر بحالة من الفوضى، ما أثار الشكوك حول أن المجلس العسكرى يبحث عن «حُجة أو ذريعة» لإلغاء الانتخابات، رغم نفى مسؤول عسكرى ذلك.

واعتبرت إذاعة «صوت أمريكا» أن مصر دخلت مرحلة اضطراب متزايد مع اقتراب موعد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وشددت على ارتفاع حدة التوتر لدى الشعب.

وحذرت صحيفة «تليجراف» البريطانية من استمرار أعمال العنف المندلعة فى ميدان العباسية، أو تكرار حدوثها فى مواقع أخرى، وقالت إن الفوضى التى تجتاح الميدان قادرة على إغراق مصر فى بحر من الدماء.

وأضافت أن أعمال العنف والفوضى تلقى بظلالها على دعاية الانتخابات الرئاسية، التى تعول عليها البلاد لخروج مصر من النفق المظلم، الذى دخلته منذ اندلاع الثورة.

وحذرت صحيفة «جارديان» البريطانية من أى محاولة من قبل المجلس العسكرى لتأجيل انتخابات الرئاسة، وقالت إن تأجيل الانتخابات يعنى مزيداً من الفوضى وعدم الاستقرار.

وأضافت أن هناك حالة من الشك والريبة، لما يحدث فى مصر حالياً، حيث تتبادل الأطراف والقوى السياسية المختلفة الاتهامات بتعطيل وعرقلة التحول الديمقراطى.