استبعدت الحكومة السودانية شن «حرب شاملة» على دولة جنوب السودان، وهو الأمر الذى أكده وزير الخارجية السودانى على كرتى، لدى لقائه نظيره الروسى سيرجى لافروف فى موسكو الإثنين ، حاملا رسالة من الرئيس السودانى عمر البشير.
وأوضح «كرتى» خلال اللقاء أن الخرطوم لا تستعد لهجوم شامل ضد جوبا، لكنها ملزمة بالرد على العدوان، مجددا تمسك السودان بقرارات القادة الأفارقة الخاصة بتولى الاتحاد الأفريقى مهمة تسوية القضايا محل الخلاف بين شمال وجنوب السودان.
جاء ذلك فى الوقت الذى تجدد فيه التوتر بين الشمال والجنوب، بعد أن اتهمت دولة الجنوب طائرات حربية سودانية بقصف منطقة نفطية فى أراضيها، وذلك عقب يوم من إعلان الخرطوم حالة الطوارئ فى بعض المناطق الحدودية، حيث كان القتال الحدودى على مدى أسابيع يهدد بالتحول إلى حرب شاملة بين الدولتين، فى ظل إخفاقهما فى تسوية النزاعات المتعلقة بإيرادات النفط وترسيم الحدود.
وتتجه المواجهة بين الطرفين نحو مزيد من التصعيد مع سقوط مقاطعة «ودكونة» بولاية أعالى النيل بالجنوب فى يد ثوار جوبا بقيادة الفريق جونسون ألونج، الإثنين ، وحصدت مواجهات استمرت 5 أيام بالولاية 865 جنديا من الجيش الشعبى.
وأكد ألونج فى تصريحات صحفية له الثلاثاء من الميدان أنهم يحاصرون مقاطعة «ملكال»، فى الوقت الذى اتهمت فيه الجبهة الديمقراطية بـ«جنوب السودان» حكومة سيلفا كير بإعلان الحرب ضد الشعب، وكشفت أن الأيام المقبلة ستشهد تغييرات كبيرة فى ولايتى جونجلى وأعالى النيل الكبرى لصالح الثوار.
وحول الوضع فى منطقة هجليج النفطية، أكد وزير النفط السودانى الدكتور عوض أحمد الجاز أن عمليات إعادة إعمار الحقل النفطى تسير بالصورة المطلوبة، موضحا أن إعادة ضخ النفط ستكون قريبا، وقال: «إن مسيرة النفط ماضية، حتى ينعم السودان بخيراته البترولية».
وتزامنت التطورات مع ما كشفته الحكومة السودانية من ضبط أجهزة ومعدات عسكرية بحوزة الأجانب المحتجزين فى «هجليج» قبل أيام، وهم بريطانى ونرويجى وجنوب أفريقى، بالإضافة إلى ضابط سودانى جنوبى، وطالب رئيس البرلمان السودانى أحمد إبراهيم الطاهر وزارة العدل بمتابعة التحقيقات، وقال : «لا نريدها أن تكون قضية للتصالح السياسى مع أى دولة، ويجب التفريق بين علاقتنا مع الدول وقضية خرق القوانين الخاصة بالبلاد ويجب عدم التهاون مع الجواسيس بقبول أى تسوية سياسية مع بلدانهم».