x

روسيا: الطريق إلى الكرملين مرهون بـ«المال» أو «المخابرات»

الجمعة 27-04-2012 17:09 | كتب: محاسن السنوسى ‏ |
تصوير : other

مقومات صناعة الرئيس قى التجربة الروسية تختلف من مرحلة إلى أخرى، فبعد أن كان الحزب الشيوعى السوفيتى هو الذى يحدد الرئيس بداية من الثورة البلشيفية وحتى حركة البروسترويكا «إعادة البناء» التى أسقطت الحكم الشيوعى، أصبح النزاع على كرسى الكرملين الكبير مرهوناً فى الغلب بالمال السياسى أو بتدخل المخابرات، ويوضح الدكتور سامى عمارة مدير مكتب الأهرام فى روسيا أبعاد تجربة انتخابات الرئاسة وطريقة صناعة الرئيس فى روسيا قائلا: إن انتخابات الرئاسة الروسية لم يحكمها منذ البداية استراتيجية محددة حيث جاء الرئيس «جورباتشوف» بناء على ترشيح اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفيتى، هذا بخلاف وصول «بوريس يلتسن» للحكم، دون دعم حزبى، وإنما جاء بناء على رغبة ودعم الشارع الروسى له، أما فى الفترة الرئاسية التالية لـ«يلتسن» فقد لعب رأس المال دورا كبيراً فى نجاحه، وذلك من خلال لوبى مكون من تحالف 7 من رجال الأعمال أصحاب النفوذ دعموه، ومن اللافت أن هذا اللوبى كان يضم 6 من اليهود المتطرفين، وكان هدفهم الرئيسى حماية مصالحهم الاقتصادية فجاءوا بـ«يلتسن» لفترة رئاسية أخرى. وأضاف: إن منهج استخدام رأس المال اتبعه الرئيس «بوتين» وذلك عندما جاء «يلتسن» بأحد رجال الأعمال الهارب إلى باريس وهو أيضا من أصل يهودى. وفى انتخابات 2000 استعان «بوتين» بجهاز المخابرات الروسى «كى.جى.بى» بزعم حماية مصالح الذين يريدون إنقاذ روسيا من عثراتها. ومن اللافت أن «بوتين» فى هذه الدورة الانتخابية رفض تماما استخدام أى مال فى حملته الانتخابية بعكس «يلتسن».

وقال عمارة: «لقد بدت ملامح توريث الحكم فى روسيا عام 2004 و2008 وذلك لعدم وجود حزب قوى يقوم بدفع مرشح إلى الرئاسة، وفى ظل حكم الرئيس الروسى ديمترى مدفيديف سعى البعض إلى تأسيس أحزاب جديدة لا يتجاوز أعضاؤها 500 عضو، وهو ما يسمح بتعدد أحزاب». وأضاف: هذه الأحزاب لا يسمح لها بتشكيل ائتلافات فيما بينها، وهو ما يهدد وجود معارضة حقيقية وقوية فى روسيا رغم السماح لهذا الكم من الأحزاب السياسية بالتواجد. ويؤكد عمارة أن المناخ السياسى المصرى رغم ما يعج به من رياح قوية إلا أنه مناخ سياسى أفضل من روسيا عكس ما يعتقد البعض وإن كان الحلم بتأسيس حزبين قويين يتنافسان على السلطة فى روسيا يداعب آمال الشعب الروسى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية