تم كل شيء كما رتّب له الرئيس الروسي المنتخب فلاديمير بوتين عام 2008 عندما انتهت ولايته الثانية كرئيس للجمهورية. وسارت الخطة التي وضعها مع حليفه الرئيس الحالي ديميتري ميدفيديف بسلاسة تامة، لتبدو عودته من جديد إلى «الكرملين» وكأنها «نزهة خلوية».
كانت أحلام البقاء في السلطة تداعب بوتين، لكن لأن الدستور يمنعه من الترشح لولاية رئاسية ثالثة، كان عليه التنازل مؤقتًا عن منصبه، فدفع بحليفه ديميتري ميدفيديف إلى انتخابات رئاسية استطاع حسمها عام 2008، ليعيّن بوتين رئيسًا للوزراء. وعندما انتهت ولايته الأولى، لم يستخدم حقه الدستوري في الترشح من جديد.
وبعد أن حصل حزب «روسيا الموحدة» الذي ينتمي له الحليفان على نصيب الأسد في البرلمان، بات من السهل أن يتولى ميدفيديف منصب رئيس الوزراء، في تبادل فريد من نوعه في المناصب، لا يرى الخبراء أنه سيغير شيئًا على أرض الواقع في هذا البلد الذي كان يومًا ما قطبًا دوليًا يناطح الولايات المتحدة.
لكن رغم النزهة الخلوية التي عاد بها بوتين إلى الكرملين، فإن هذا لا يعني أن السنوات الاثنتي عشرة المقبلة التي من المتوقع أن يحكم خلالهم البلاد، ستكون نزهة أخرى. فالرجل أمامه ملفات شائكة وتحديات لابد أن ينجزها، تبدأ مع حركة احتجاجية غير مسبوقة ضد حكمه، ولا تنتهي بأجواء عالمية تذكّر بالحرب الباردة التي استمرت نصف قرن بين موسكو وواشنطن.
وإلى جانب هذا كله، فإن نزعات انفصالية مازالت تعكّر صفو ساكني قصر الكرملين في العاصمة موسكو، خاصة أنها في بعض الأحيان تتخذ منحى جهاديًا عنيفًا، تجلّى في محاولة اغتيال لبوتين، قالت المخابرات الروسية والأوكرانية إنها استطاعت إحباطها قبل أن تقع.
في هذا الملف، ترصد «المصري اليوم» الاختبارات التي سيواجهها الرجل الحديدي، بعد «نزهته الخلوية» التي انتهت به إلى قصر «الكرملين»، لتضع على عاتقه اعباءً جسام، في مقابل السلطة المطلقة التي استطاع أن يرسخها بعد 12 عامًا من توليه مقاليد الأمر والنهي في روسيا.
.................................................................................................................
نبذة عن تاريخ روسيا الحديث
في أكتوبر عام 1917، اندلعت الثورة البلشفية التي أطاحت بحكم القياصرة. ونشأت بعدها جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية في نهاية العام نفسه، وأصبحت جزءًا من الاتحاد السوفييتي الذي تأسس عام 1922. المزيد..
.................................................................................................................
الشارع الروسي بعد عودة «بوتين»: كثير من المطالب.. قليل من التوقعات
بعينين ملأتهما الدموع، وأمام عشرات الآلاف من أنصاره الذين تجمعوا في «الساحة الحمراء» في موسكو، جاء إعلان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، الفائز في الانتخابات الرئاسية، بأن الانتخابات «شكلت امتحانا لنضج المجتمع واستقلاليته». المزيد..
.................................................................................................................
الجمود السياسي والأزمات الاقتصادية تهددان بتدمير «إمبراطورية بوتين»
رغم فوزه السهل في انتخابات رئاسية تضمن له البقاء 6 سنوات إضافية في مركز صانع قرار أكبر دولة في العالم، فإن الرئيس الروسي المنتخب فلاديمير بوتين سيحكم بلدًا يواجه خطر جمود سياسي سيقيد الحياة السياسية وقد يفشل أيضًا في حل المشاكل الاقتصادية، ما ينذر بتفجر موجة كبيرة من الاحتجاجات. المزيد..
.................................................................................................................
«الربيع العربي» يهدد ما تبقى من نفوذ بوتين في الشرق الأوسط
بعد فوز فلاديمير بوتين في انتخابات الرئاسة الروسية، يتوقع أن يتغير شكل السياسة الخارجية الروسية التي كانت قد وصلت لأوج تشددها قبيل الانتخابات مباشرة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات بين موسكو وواشنطن، وتعامل الدب الروسي مع قضايا الشرق الأوسط، وعلى رأسها قضية سوريا وإيران. المزيد..
الانفصاليون الشيشان.. شوكة في ظهر رجل روسيا القوي
في نهاية فبراير الماضي أعلنت المخابرات الروسية والأوكرانية أنها أحبطت محاولة لاغتيال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين. ورغم أن هذا الإعلان أثبت أن هذان الجهازان يمارسان عملهما بكفاءة، إلا أنه دق في الوقت نفسه ناقوس خطر آخر على موسكو أن تواجهه، وهو النزعات الانفصالية. المزيد..