x

تأييد الحكم بحبس عادل إمام.. «قنبلة» تنفجر فى الوسط الفنى

الأربعاء 25-04-2012 16:00 | كتب: محسن حسني, أحمد الجزار |
تصوير : حسام دياب

أثار الحكم بتأييد حبس عادل إمام ثلاثة أشهر وكفالة 100 جنيه بتهمة ازدراء الأديان فى أكثر من عمل سينمائى ومسرحى ردود أفعال غاضبة داخل الوسط الفنى. أكد الفنانون أن الحكم اعتداء على حرية الإنسان فى التعبير، وأعلنوا تضامنهم ومساندتهم لعادل إمام، وقرر عدد من الفنانين تنظيم مسيرة فى الحادية عشرة صباح اليوم من مسرح ميامى بوسط القاهرة، وتنتهى أمام دار القضاء العالى تحت شعار «لا لمحاكم التفتيش، لا لطيور الظلام، لا لمحاكمة المبدعين»، وأصدرت النقابات الفنية بيانات أكدت فيها تضامنها الكامل معه، وأكدت خلالها أن الحكم يشكل سابقة خطيرة قد تفتح الباب أمام أحكام أخرى مماثلة لفنانين ومبدعين، وفى بيانها أكدت جبهة الإبداع المصرى إيمانها بعدم التعارض بين الفن والدين، وأن الفنان عموماً، والمصرى خصوصاً، كان ولا يزال جزءًا لايتجزء من ضمير الوطن، وأن الحكم على الأعمال الإبداعية يجب أن يتم من قبل أهل التخصص بعد أن تتم الإحاطة بكل مكوناتها.

ونزع أى جزء من مكونات الأعمال الفنية من سياقه والحكم عليه منفرداً يعتبر إخلالاً بها وتعاملاً معها بمنطق «ولا تقربوا الصلاة» وأن حرية الفنان سواء اتفقنا أو اختلفنا معه سياسياً- تبقى الأصل الذى يجمعنا ويوحدنا ويدفعنا لخوض معارك نذود فيها عن حق الفنان فى أن يعبر ولا يمكن أن تكون وسائل مراجعة المبدع قمعية بأى شكل من الأشكال.

عادل إمام

 

نور الشريف:الحكم يشجع «راغبى الشهرة» فى تهديد المبدعين

وصف نور الشريف القضية بأنها أفظع أنواع الإرهاب، وقال: إن ما حدث يذكرنى بمحاكم التفتيش فى أوروبا، وأرى أنه لا يمكن محاسبة أى مبدع على إبداع سابق وأرى فى ذلك سوء نية موجه ضد عادل إمام، لأن صاحب الدعوى إذا كان معترضاً أو متضرراً لماذا لم يحرك الدعوى أثناء عرض هذه الأفلام؟

وأضاف نور: أثناء النظام السابق كانت تتم محاربة أى فنان يهاجم النظام، ولكن الوضع الآن تم عكسه تماماً، وأصبح الحكم لصالح أناس يدعون غيرتهم على الأديان، وأرى فى هذا إرهاباً ويعد مؤشراً خطيراً فى الفترة المقبلة والشىء المخزى أنه يحدث بعد ثورة 25 يناير. وقال نور: إذا كانت الأفلام التى استند إلى أساسها محرك الدعوى مُتهمة بازدراء الأديان لكان الجمهور والناس بشكل عام ابتعدوا عن مشاهدتها، ولكن هذه الأفلام حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً وأسعدت قطاعاً كبيراً من الشعب فهل من المنطق الآن أن نعتمد على رأى فرد فى مواجهة رأى المجتمع بالكامل؟

وأرى أن هناك خطورة كبيرة تهدد مبدعين آخرين فى المستقبل، لأن هذه القضية قد تشجع كثيراً من راغبى الشهرة فى اصطيادهم.

وأضاف نور: بصراحة أنا ضد أى شخص يحاسبنى فى الإبداع وإذا كان لديه اعتراض فيما أقدمه فعليه أن يمنع نفسه أو أسرته من مشاهدتها، ولكنه ألا يجب ألا يصادر على حرية الآخرين، ولابد أن يتكاتف المبدعون لمواجهة مثل هذه المواقف، لأنها تخصنا جميعاً ولا يجوز أن نتعامل معها بشكل فردى لأننا بالكامل مسؤولون عن أى إبداع نقدمه بما فينا عامل السينما نفسه، واستطرد نور، لقد شهدت حادثة قريبة من ذلك أثناء عرض فيلم «المذنبون» لسعيد مرزوق، فبعد اعتراض البعض على عرض الفيلم تقرر مجازاة الرقباء الذين أجازوا عرضه، والغريب أنه فى العام نفسه حصل الفيلم على جائزة الدولة، ولذلك كنت سأقوم وقتها بتحريك دعوى لحماية المبدعين، لأن ما حدث نوع من الإرهاب للرقباء وللأسف كان موقف السينمائيين ضعيفاً وقتها لأنه كان يجب أن نتعامل مع القضية بشكل جماعى

 

. نور الشريف

 

وحيد حامد: مقيمو الدعوى يبحثون عن «شو إعلامى»

 

أما السيناريست وحيد حامد، فوصف الحكم بأنه «جائر»، وأنه تقييد للحريات ومكبل للإبداع وقال: لاشك أن هذا الحكم سيُحدث نوعاً من الفزع الفنى داخل كل فنان، ورغم أنه يعد من أحكام الاستئناف لكن يجب ألا نفقد الثقة فى المحكمة الأعلى وهى النقض، لأنها إذا أدركت أن هذا الحكم به «عوار» سوف تقوم بتصحيحه من تلقاء نفسها.

وقال وحيد: هذه القضية من وجهة نظرى إعلامية من الدرجة الأولى، يريد البعض أن يحقق، من ورائها، شو إعلامياً وبصراحة أرى أن عادل إمام نفسه وفنانين كثيرين أحرص على الدين من أشخاص كثيرين مدعين منتشرين

الآن على الساحة

. «المصري اليوم» يحاور وحيد حامد

 

خالد يوسف: لن نقبل أن يتعرض مبدع للحبس بعد الثورة

وفى سياق متصل، أكد المخرج خالد يوسف أن ما حدث هو عبث شديد، وقال: لن يكون القضاء أداة لقهر المبدعين، مؤكداً أن الحكم سيتم إلغاؤه بنسبة 100% فى النقض. وأضاف: البحث فى مثل هذه القضايا «تخلف شديد»، خاصة لمن يفكر أن يفكر فى إقامتها بعد 25 يناير، والتى كانت من أول مبادئها وشعاراتها الحرية، لأننا كمبدعين لن نسمح بقمع الحريات وسنسعى إلى زيادة هامش الحرية ولن نقبل بتقليصه ولن نقبل بأى شخص يحاسبنا على أعمال بأثر رجعى.

وقال خالد: ما حدث هدفه إدخال الرعب إلى قلوب المبدعين ولكننى أريد أن أطمئن الجميع بأنه لن يرعبنا أحد، وسنقدم الأفلام التى نريدها ولن ترهبنا أى أحكام أو أى تيارات جديدة مهما كانت، وسنمارس حريتنا بالكامل، لأننا كفنانين كنا من الثائرين على النظام السابق المستبد وملتحمين مع الثوار، ووقفنا فى الصفوف الأولى أثناء الثورة، وكنا مستعدين للتضحية بأرواحنا لإسقاط هذا النظام، ولن نقبل أيضاً بأن يتعرض بعد هذه الثورة العظيمة أى مبدع للحبس، ورغم خلافى الشخصى مع عادل إمام فإننى أتحدث عن مبدأ أصيل، وأعتقد أن أى شخص يبحث عن الحرية لن يتردد فى الدفاع عن عادل إمام سواء اتفق أو اختلف معه.

Khaled Youssef

 

أما المنتج محمد العدل، فأشار إلى أن القضية تحرش بالفن والإبداع .

وقال: من الواضح أن ما يحدث من إرهاب موجه إلى الفنانين محاولة من وجهة نظرى «لذبح القطة» لكل المبدعين، ورغم أننى لا أستطيع أن أعلق على حكم القضاء نفسه ولكننى أرى أن ما حدث نوع من أنواع الهزار، لأن هذه الأعمال والتى أُتهم فيها عادل إمام بازدراء الأديان حصلت على إجازة من الرقابة على المصنفات الفنية الجهة الوحيدة المسؤولة عن أى إبداع جماهيرى والتى يحكمها قانون دولة.

بالإضافة إلى أن هذه الأعمال قدمت منذ سنوات طويلة وليس هناك مبرر لأن تحاكمها الآن وبصراحة التعامل مع أفلام بنظام التقطيع والتركيز على جزء منه وأقوم باتهام أصحابها بازدراء الأديان هو كالتعامل مع أجزاء من نصوص القرآن مثل «لا تقربوا الصلاة»، وبصراحة لن نقبل بمثل هذه الأمور ولا نقبل لأى شخص يسعى إلى إرهابنا وتقليص حريتنا مهما كانت سلطاته فنحن قمنا بثورة من أجل الحرية وليس من المنطق أن نستعيد حريتنا من

النظام ونتقيد من قبل أفراد لا سلطة لهم.

 

محمد العدل

 

أشرف عبدالغفور: هذه الدعاوى «مهزلة» وتوقيتها الحقيقى العصور الوسطى

أكد الفنان أشرف عبدالغفور، نقيب «المهن التمثيلية»، أن نقابته بمجلسها وجمعيتها العمومية لن تتخلى عن الزعيم عادل إمام فى محنته، وأنهم سينظمون مسيرة تنطلق فى الحادية عشرة صباح الخميس- من أمام مسرح ميامى إلى دار القضاء العالى، و«سنطالب خلال مسيرتنا بعدم خنق حرية الإبداع وعدم التضييق على الفنانين المصريين».

وأضاف النقيب: المشكلة فى مبدأ محاكمة الإبداع. كيف نحاكم فناناً على فنه؟ هذه مهزلة لا يصح أن تحدث الآن، توقيتها الحقيقى كان فى العصور الوسطى، كيف يحدث هذا بعد الثورة؟ هذه انتكاسة لحرية الإبداع ولن نسمح بها.

وقال «عبدالغفور»: الغريب أن فى اليوم نفسه الذى ننظم تلك المسيرة الاحتجاجية، تشهد محكمة أخرى النطق بالحكم فى قضية مشابهة تماما يتم خلالها الحكم على كل من عادل إمام والمخرجين محمد فاضل وشريف عرفة ونادر جلال والمؤلفين لينين الرملى ووحيد حامد، وسينطلق بعض الفنانين عقب مسيرتنا الاحتجاجية إلى مقر تلك المحكمة بشارع السودان لدعم موقف هؤلاء الفنانين

. أشرف عبد الغفور

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية