أوقفت السلطات الإماراتية الشيخ سلطان بن كايد القاسمي، العضو في أسرة القاسمي الحاكمة في إمارة رأس الخيمة ورئيس جمعية إسلامية إماراتية قريبة من فكر الإخوان المسلمين، حسبما أفاد نجله الأربعاء.
وقال الشيخ عبد الله القاسمي إن والده، وهو ابن عم حاكم رأس الخيمة، «موقوف انفراديا في غرفة مغلقة بقصر الحاكم منذ مساء الجمعة»، و«لم توجه رسميًا أي تهمة له».
وذكر نجل الشيخ سلطان، وهو إسلامي معروف، أن والده «رفض تسلم وثيقة قدمها له جهاز أمن الدولة وطلب منه توقيعها». وأكد الشيخ عبد الله أن والده «رفض أي التزام كتابي أو شفهي تجاه السلطات طالما أنه بهذا الوضع».
وبحسب الشيخ نفسه فإن عضوا آخر في الأسرة حذره قبل أسبوعين من أن «أبو ظبي تريد اعتقاله دون تحديد الأسباب».
وقال الشيخ عبد الله: «نطالب بالإفراج عنه فورا ورد الاعتبار له»، مشيرا إلى أن «الأسرة (الحاكمة) مستاءة».
ونددت جمعية الإصلاح، وهي جمعية إسلامية قريبة من فكر الإخوان المسلمين، في بيان باعتقال رئيسها الشيخ سلطان واصفة خطوة «الأمن الإماراتي» بأنها «استفزازية غير مسبوقة»، وتمثل «انتهاكا صارخا لمشاعر الإماراتيين».
يأتي ذلك بعد أن جردت السلطات ستة إسلاميين منتمين للجمعية من الجنسية الإماراتية نهاية العام الماضي، وقد عللت السلطات قيامها بهذا الإجراء النادر، بعلاقة هؤلاء بجمعيات تمول «الإرهاب» على حد قولها، و«لقيامهم بأعمال تعد خطرًا على أمن الدولة وسلامتها».
وأوقف الستة بعد ذلك بتهمة الإقامة غير الشرعية بعد أن رفضوا تسوية أوضاعهم كأجانب.
يأتي ذلك فيما تبدو ريبة السلطات الإماراتية واضحة إزاء الإسلاميين الذين تمكنوا من الوصول إلى الحكم في عدة دول عربية نتيجة احتجاجات «الربيع العربي» التي لم تصل إلى الامارات.
ويشن القائد العام لشرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، حملة عبر «تويتر» على تيار الإخوان المسلمين في الخليج والعالم العربي، ويتهم أتباعه بالسعي إلى الاستيلاء على السلطات في دول الخليج الغنية التي تحكمها أسر حاكمة.
كما هدد باعتقال الداعية يوسف القرضاوي، الذي يعد من أبرز القيادات الروحية للإخوان، بسبب ما قال إنه إساءات للإمارات وحكامها.
وتعد الامارات من أغنى دول العالم من حيث معدل دخل الفرد، وهي تقدم لمواطنيها رعاية شبه كاملة في الصحة والتعليم والسكن والتوظيف، وقد ظلت بعيدة عن موجة الاحتجاجات التي طالت دولًا عدة في العالم العربي.