x

تهريب السلاح عبر سيناء.. بين الواقع الأمني الهش والتضخيم الإسرائيلي

الأربعاء 25-04-2012 13:21 | كتب: محمد عمران |
تصوير : other

رغم مساحة الحريات التي يتمتع بها قطاع غزة في العديد من القضايا الحساسة، فإن الحديث عن تهريب السلاح لفصائل المقاومة الفلسطينية يعد من المحرمات، التي لا يتم تداولها علنا، لما يحمله هذا الملف من مخاطر أمنية على هذه الفصائل، وأخرى سياسية تتعلق بالاستغلال الإسرائيلي لذلك في تضخيم قدرات المقاومة وربطها بتنظيم «القاعدة»، كمحاولة لتبرير أي اعتداءات ضد المقاومة أو المدنيين في القطاع. في المقابل يسود الاعتقاد بين الغزاويين، أن من تمكن من جلب كافة أنواع السيارات والعربات «الجيب» رباعية الدفع، بما فيها «الهامر» من ليبيا، لن يكون عاجزا عن إدخال السلاح بكافة أنواعه.

ورغم محاولات حثيثة للتواصل مع أطراف لها علاقة مباشرة بهذا الملف، إلا أن مختلف هذه الأطراف رفضت مجرد الحديث أو التعريف بنفسها، خصوصا في ما يتعلق بالحديث عما تردد من تهريب أسلحة نوعية من ليبيا مرورا بالأراضي المصرية ومن ثم إلى غزة عبر الأنفاق، إلا أن مصدرا قريبا من الأذرع المسلحة للفصائل الفلسطينية أكد أن السلاح يدخل إلى المقاومة من كل منطقة يمكن من خلالها توفيره، «لأن ذلك حق للمقاومة لمواجهة الاحتلال مكفول قانونا وعرفا».

وقال المصدر لـ «المصري اليوم» إن «المقاومة الفلسطينية حققت نقلة نوعية على صعيد التسليح من حيث النوع والكمية، وهو ما بدا واضحا خلال عدوان الرصاص المصبوب وبعده». وأضاف: «طبعا أدى انهيار نظام الرئيس السابق حسني مبارك إلى تسهيل عملية إيصال السلاح إلى غزة، خصوصا وأن النظام السابق، كان ينسق مع الاحتلال بمستويات عالية، كما أن قبضته الأمنية ضعفت في سيناء».

وأشار المصدر القريب من المقاومة إلى أن غياب الدورين الليبي والمصري عن دعم المقاومة الفلسطينية لعشرات السنين دفعت أطرافا في هاتين الدولتين وغيرهما، إلى تقديم وتسهيل وصول الأسلحة إلى المقاومة في غزة، مؤكدا أن صعوبات كبيرة تعترض توفير السلاح، لكن ذلك لم يحل دون إدخاله إلى القطاع.

وأوضح أن الوسطاء والمهربين الذين يعملون في تهريب السلاح في سيناء وغيرها، تعرض بعضهم لتهديدات إسرائيلية لحثهم على التوقف عن ذلك، مشيرا إلى وجود طرق خاصة وأطراف بعينها «ليست بالضرورة فلسطينية تستطيع تنفيذ كل ما يطلب ومن أي مكان»، حسبما قال.

وقصفت «سرايا القدس»، الذراع المسلح لحركة الجهاد الإسلامي البلدات الإسرائيلية لأول مرة باستخدام راجمة صواريخ مثبتة على جيب عسكري في أكتوبر الماضي، ثم عادت واستخدمت قاذفة الصواريخ ذاتها خلال التصعيد الأخير الشهر الماضي، ما دفع مصادر إسرائيلية إلى تجديد اتهاماتها للفصائل الفلسطينية بجلب سلاح متطور من ليبيا، نظرا لتشابه راجمة الصواريخ التي استخدمتها حركة الجهاد الإسلامي بما استخدم في المعارك الدامية بين قوات العقيد الليبي الرحل معمر القذافي والثوار.

ووفقا لخبير الشؤون الإسرائيلية أكرم عطا الله، فإن انتقال المقاومة إلى استخدام راجمة صواريخ بمثابة نقلة نوعية في قدراتها العسكرية، لكن  ليس إلى الحد الذي تردده إسرائيل. وأوضح لـ «المصري اليوم» أنه من الواضح أن المقاومة الفلسطينية تعلمت الدرس من حرب الرصاص المصبوب، وعملت على تطوير قدراتها، وهو أمر أعلنته المقاومة وتدركه إسرائيل. وأضاف: «بالتالي الحديث عن جلب السلاح من ليبيا أو غيرها بات طبيعيا ومن حق المقاومة، وإن لم تؤكد ذلك أي أطراف فلسطينية رسمية».

من جانبه أكد خبير الأمن القومي الدكتور إبراهيم حبيب أن كل الحديث الإسرائيلي عن جلب سلاح من ليبيا أو غيرها، يدخل في إطار التضخيم الإعلامي وتبرير أي اعتداء مقبل على غزة،خصوصاً في ظل الربط بين المقاومة الفلسطينية والتنظيمات الجهادية في سيناء.

وبين «حبيب» في حديثه مع «المصري اليوم» أن آلاف الكيلومترات بين ليبيا وغزة، لن تكون مفتوحة وسهلة إلى هذه الغاية، خصوصا في ظل الانتشار الأمني المكثف للجيش المصري.

وشدد على الاستخدام الإسرائيلي لملف سلاح المقاومة لابتزاز القيادة المصرية من جهة للضغط بتحركات أمنية مصرية كبيرة في سيناء، إضافة إلى تبرير أي اعتداءات ضد قطاع غزة، «وبالتالي فكل ما يحدث عبارة عن تضخيم إسرائيلي لقدرات المقاومة المحدودة مقارنة بإسرائيل، وهو خطأ وقعت فيه المقاومة»، على حد قوله.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية