x

سيناء..«30»عاماً من «الصبر» بعد «التحرير» (ملف خاص)

الثلاثاء 24-04-2012 15:37 | كتب: سارة نور الدين |
تصوير : اخبار

علمتهم الصحراء الصبر، فصبروا كثيراً على إهمال الحكومات المتعاقبة، دون أن يجأروا بالشكوى من أوضاعهم المعيشية الصعبة، إذ كان الاعتقال مصير من يرفعون أصواتهم مطالبين بالحد الأدنى للحياة الكريمة، إنهم بدو سيناء، أكثر المدافعين عن ثورة يناير التى أنقذتهم من قبضة «مبارك» و«العادلى» الأمنية الصارمة، لكن قضية التنمية مازالت حتى الآن حبراً على ورق.

طلبنا منهم أن يكتبوا رسائلهم فى عيد تحرير سيناء، فجاء مضمون الرسائل واحداً: «انظروا إلينا»، كانت هذه كلمتهم إلى أبناء الوادى، فسيناء المهمشة ما عادت تتحمل المزيد من التهميش، بعد أن ضحى آلاف الشهداء بدمائهم الطاهرة من أجلها، وبعد أن ظلت أعواماً طويلة خارج حسابات الجميع. «المصرى اليوم» فتحت دفتر أحوال أهالى سيناء فى الذكرى الـ30 لتحريرها والتى تحتفل بها مصر فى 25 إبريل من كل عام ورصدت أوجاعهم وغربتهم داخل حدود بلادهم، ورصدت معاناة أبنائهم فى سجون الاحتلال الإسرائيلى، وهوانهم على الحكومات بعد تاريخ ناصع من المقاومة والكفاح من أجل تحرير الأرض.

 

البدو فى سجون الاحتلال: غرف منعزلة.. واتصالات ممنوعة.. واتهامات دون دليل

«أى ذل هذا الذى يدفعنا لانتظار صفقة تبادل تعيد لنا أولادنا»، هكذا تحدثت والدة ياسر عطاالله، أحد السجناء المصريين فى سجون الاحتلال الإسرائيلى، معلقة على أخبار الصفقة التى أبرمتها السلطات المصرية مع إسرائيل لتسليم السجناء المصريين، مقابل الإفراج عن الجاسوس الإسرائيلى عودة ترابين، لكنها تضرعت إلى الله أن تتم الصفقة ليعود إليها ابنها الغائب منذ سنوات.

بعد 30 عاماً من تحرير سيناء، يقبع 65 مصرياً فى سجون الاحتلال الإسرائيلى، هؤلاء هم من تم الإعلان عنهم بالفعل، لكن بدو رفح يؤكدون أن العدد أكبر من ذلك بكثير تقول أم «ياسر»: «لا نعرف شيئاً عن ابنائنا الذين يختفون فجأة، فقد علمت خبر اعتقال ابنى فى إسرائيل بعد اختفائه بأكثر من عام ونصف العام» المزيد

 

«فرحانة» شيخة المجاهدات.. حصدت نوط الامتياز ودرع سيناء .. وارتفع معاشها بعد الثورة من 50 إلى 600جنيهاً

لم يكن تحرير سيناء بأيدى الرجال فقط، فللجهاد على هذه الأرض مشاهد مشرفة، كان للمرأة فيها نصيب كبير، وليس أدل على ذلك من فرحانة أحمد، شيخة مجاهدات سيناء، التى ناهز عمرها الـ90 سنة، لكنها تتذكر تفاصيل حروب الاستنزاف و6 أكتوبر، بمنتهى الدقة، كأنها حدثت بالأمس القريب .. المزيد

 

ناصر معيوف: لماذا لا نملك الحق فى الأرض؟

أنا ناصر معيوف، سائق، كان طموح شعب سيناء أثناء الثورة دون حدود فكرامتنا عادت إلينا، لكن الثورة لم تحل كل مشكلاتنا، فليس لنا حق تملك الأراضى، ولم نتقدم فى التعليم والصحة، ووضع سيناء مازال مهمشا

 

فؤاد سليمان: أخلاق ورجال

 

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا فؤاد سليمان

أتمنى أن تكون بلدى قدوة لجميع الدول العربية فى الأخلاق والمبادئ، وخير الكلام ما قل ودل، ورجال سيناء أفعال لا أقوال.

 

 

مصطفى الأطرش: الخروج من الملف الأمنى

 

أنا مصطفى الأطرش

بداية يجب خروج سيناء من الملف الأمنى إلى ملف سيناء الوطن، فيجب ألا تجنى المنطقة سلبيات الاتفاقيات مع الكيان الصهيونى، تلك الاتفاقيات التى تحمل فى طياتها تعطيلاً لحياة الإنسان على هذه الأرض.أود أن تكون سيناء بيتاً لكل مواطن مصرى يطمح فى العيش بكرامة، وألا تستخدم ثروات سيناء الطبيعية كسلعة تباع بأرخص الأثمان.

أود أن تكون سيناء جنة خضراء، وأن يكون طعامنا من عرق جبيننا.

 

 

أحمد أبوعيطة: المشاركة فى وضع الدستور

أنا أحمد أبوعيطة

أحد أبناء سيناء، أقطن بجوار الشريط الحدودى، ومثل سكان كل منطقة حدودية عانينا من التهميش والمعاملة الغريبة، وسمعنا الكثير من الغمز واللمز، ونود أن نقول إننا لا نريد معاملة خاصة أو مميزة.

يجب الاهتمام بتنمية سيناء، فالمشروع مازال حتى الآن حبيس الأدراج.

يجب تمثيل أهل سيناء فى الدستور، وكذلك جميع أبناء المناطق الحدودية فى مصر. يجب العمل على انتخاب المشايخ بطريقة الاقتراع المباشر بدلاً من التعيين، الذى يضر أهل المنطقة أكثر مما يفيدهم».

 

 

طالب سليم: أنا «بدون»

أنا طالب سليم، عندى 20 سنة وما أعرف أكتب بس أملى الناس يكتبولى ويقرأوا لى، لأن بلدى مصر ما علمتنى فى مدارس كويسة ولا تعليم كويس، مفيش مدارس فى قريتنا على الحدود، أنا من قبيلة العزازمة بجوار الحدود، وبينا وبين إسرائيل 2 كيلومتر فقط.

مصر رافضة تعطينى جنسيتها ولو على الورق، مع أن جدود جدودى مصريين، حاربوا فى 67 و73، هويتى مكتوب فيها «غير معين الجنسية»، كل ما أتحرك فى مكان يطلبوا منى بطاقة أطلع الهوية بتاعتى، يشوفوها يعملوا لى مشكلة كبيرة لأنهم ما يعرفوا شو هى، أنا نفسى ماأعرف شو يعنى هذه الهوية

 

ناصر عبيد: يا ريسنا اللى جاى.. خد بالك من سينا

أنا ناصر عبيد

نفسنا ييجى عيد واحد يحضره معانا قرايبنا اللى فى السجون، عايزين الحكومة تعيد محاكمة سجناء سيناء، فكلهم تقريباً مسجونون دون وجه حق.

عمى اسمه أنور حسين عبيد اتقبض عليه سنة 1998 فى حملة اعتقالات فى مدينة نخل، أهلنا كلهم عايشين هناك، دخلت قوة الشرطة واعتقلته، هو وأبوى وأخوى، والضابط اتخانق مع عمى، ولفق له قضية مخدرات، واتحكم عليه بمؤبد 25 سنة.

 

 

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية