x

عمـرو سـعد: تحجيم الفـن فى ظـل الإسلاميين «صعب جداً» (حوار)

السبت 21-04-2012 17:57 | كتب: نجلاء أبو النجا |

عمرو سعد فنان يحمل طابعا مميزا لا يرضيه التواجد من أجل التواجد ولا منطق سد الخانة لذلك يرهق نفسه فى البحث عن أعماله ليكون دائما مرتاح الضمير.. عمرو أكد أن مسلسله الجديد «خرم إبرة» يدعو إلى التفاؤل وقال لـ«المصرى اليوم»: إن 25 يناير كانت ثورة حضارية وعاطفية وليست دموية ولم تخلف خسائر فادحة مثل ثورات أخرى، مضيفا أنه توقع صعود التيارات الدينية بسبب ميل الشعوب عقب كل ثورة إلى الأنظمة الدينية، مشيرا إلى أن الرئيس القادم يجب أن تتوافر فيه كاريزما الحزم.. وإلى نص الحوار:

اختيارك مسلسلاً بعنوان «خرم إبرة» يحمل كثيراً من التشاؤم فهل هو استقراء للواقع؟

- الاسم ينسب للمؤلف ورفضت تسمية المسلسل باسم البطل سعيد البرنس بالعكس تحمست جدا لاسم خرم إبرة وهو اسم شعبى ويعبر عن التشاؤم والتفاؤل فى الوقت نفسه فممكن أن نراه يعبر عن ضائقة شديدة والإنسان يمكن أن يخرج من خرم إبرة فى النهاية.. والاسم بوجه عام يعبر عن واقعنا وأننا فى ضائقة لكن هناك أمل ويمكن أن نخرج من خرم الإبرة ولا يجب أن نتهاون بأى ذرة أمل.. وقد قررت بالفعل ولأول مرة أن أقدم أعمالا تبعث على التفاؤل والأمل لأننا نحتاج تلك الدفعة فى هذه الأيام العصيبة.

تجد صعوبة شديدة فى اختيار المسلسلات تحديدا فما الذى تراهن عليه فى اختيارك لهذا المسلسل؟

- فعلا هناك صعوبة شديدة فى العثور على فكرة تناسبنى وتقنعنى لكن هذا المسلسل تحديدا كان اختياره سهلا جدا فمنذ قيام الثورة كان لدى قرار محدد فى الدراما التى سأقدمها وهو أنه بزوال السلطة لا يوجد أى شخص بعينه نقف على شماله أو يستحق النقد ثانيا ليس من الشرف أن أتحدث عن أشخاص ليسوا موجودين ولا يحملون أى قوة الآن حتى لو كنت ضدهم وأقصد طبعا النظام السابق ومن يتواجدون فى السجن الآن. لكن الشخص القوى فعلا هو الذى كان يواجههم وهم فى عز قوتهم وليس الآن، والشخص الذى يستحق أن أعبر عنه الآن هو الشخص الفاعل للأحداث هو الإنسان المصرى بواقعه وإذا كنا سننقد يجب أن ننقد ذاتنا ولهذا أقدم سعيد البرنس الذى يحلم بقفزه ويرفض أن يكون ترساً فى ماكينة ويتمرد على واقعة وصنعته وحياته وحارته وأسرته وأقول من خلال المسلسل من يرد أن يتواجد فعليه أن يعمل والآن لا مكان إلا للعمل فقط حتى نقف على أقدامنا ونجنى ما حققته الثورة بشكل إيجابى، وهذا ما نحتاجه فعلا.

سعيد البرنس بطل العمل شخص له رحلة صعود تعطى الأمل للشباب لكنه شخص انتهازى وفهلوى فهل أصبحت شخصية المصرى هكذا من وجهة نظرك؟

- لا طبعا فالمصرى لن يكون سعيد البرنس لكن لدينا جميعا مشكلة بمن فيهم أنا وهى أننا نشعر أن حقوقنا مهدرة واتظلمنا كثيرا لكننا أيضا لا نحب العمل واعتدنا على ذلك منذ فترة وباللفظ الشعبى «نملنا» وننتظر أن تهبط علينا الأموال من السماء وهذا لن يحدث ويجب أن نفهم أن سلاحك هو ذراعك وعرقك وعملك والشماعة التى كنا نعلق عليها تكاسلنا ذهبت ولن تعود ولن نرضى بالظلم مرة أخرى لذلك يجب أن نكون عناصر فعالة وعلى مستوى الحدث والمسؤولية لأن واقعنا لن يغيره إلا نحن.

هل الدراما يمكن أن يكون لها دور فى عبورنا من تلك الأزمة الشديدة؟

- أعتقد أن الدراما دورها مهم جدا فى هذا الوقت، خاصة مع انتشار نوع غريب ومزعج من التسلية وهو التسلية عن طريق الأخبار المنتشرة فى الإعلام ومعظم برامج التوك شو حتى لو كانت أخباراً ملوثة بالدم.. وللأسف معظم تلك البرامج والوسائل تعمل لمصلحتها لأنها تدور فى منظومة بيزنس وتحركها مصلحتها لذلك فهى تتعمد تسخين الأخبار وتقديمها بشكل يجعل المشاهد لاهثا ومرتبكا دائما ومصاباً بحالة من الهوس، وما يزيد الموضوع خطورة أن الموضوع يخص المشاهد والأحداث كلها تتعلق به لذلك فالمشاهدة أعلى وأخطر.

هل اختلفت معايير نجومية الفنانين على الشاشة بعد الثورة واحتل نجوم من نوعية أخرى المرتبة الأولى عند الجمهور؟

- فعلا اختلفت نجومية الفنانين منذ حوالى أربع سنوات فلم يعد النجم هو نجم السينما أو الرياضة بل أصبح النجم عند المشاهد هو الشخص العادى أو الشخص الفاعل أو الصانع للخبر.. ولم تلتفت المحطات الفضائية لذلك إلا مؤخرا وأعتقد أن الجمهور أصبح يفقد الاستمتاع من ظهور الفنان الفلانى والعلانى على الشاشة لسببين لكثرة البرامج التى تقدم النجوم ويكون هدفها الربح فى النهاية ولضعف المحتوى الذى يتم تقديمه، لأن الموضوع أو المنتج فى النهاية هو النجم، فما الذى يقوله الفنان فى البرنامج حتى يدهش الجمهور وما هو المحتوى، بينما هناك نجوم آخرون مبدعون على الورق مثل يوسف زيدان وعلاء الأسوانى يجذبان المشاهد أكثر لأن لديهما ما يقولانه وما يجذب الناس كيف يفكران كيف يكتبان هناك إبداع جديد فى حديثهما.

كلامك يعنى أن نجوم الفكر سحبوا البساط من نجوم التمثيل والرياضة فى الفترة الأخيرة والتى واكبت الثورة ولأن الحدث أكبر من النجم؟

- هذا أمر طبيعى فنحن فى حدث أضخم من أى سقف.. ولكن فى الوقت نفسه لو أم كلثوم أو عبدالحليم نزلا التحرير كان هناك رد فعل سيكون أكثر قوة لأن تأثيرهما أسطورى وقوى وحقيقى وعميق جدا للدرجة التى لا يمكن التعامل معهما كظلال ويجوز أنهما لو أنهما متواجدان حاليا كانا سيتحكمان فى صناعة القرار وفى التأثير على الناس لكن للأسف نحن نعانى منذ فترة من شىء مرعب وهو موت البطل سواء كان ممثلاً أو مطرباً أو لاعباً رياضياً أو «سيناريست» أو بمعنى آخر موت تأثيره على الناس وذلك منذ حوالى أربعين سنة لكنه تبلور جدا منذ فترة التسعينيات وتأثير البطل الآن مجرد تأثير انفعالى لا أكثر ولا أقل ولو غاب النجم ثلاث سنوات سينساه الناس للأسف لأن تأثيره فيهم ليس عميقا على الإطلاق.

ما تقييمك لمكتسبات الثورة وهل نسير الآن فى طريق صحيح أم لا؟

- لا يوجد شىء مطلق اسمه صح أو خطأ العهدة فى النهاية على النتائج ولا يمكن تقييم الأمور بهذا الشكل لكن من وجهة نظرى أهم مكسب حققته لنا الثورة هو أننا أصبحنا عناصر فاعلة، ولنا دور وأهمية لم يعد المصرى منزوع الأهمية بل أصبح فاعلا والمهم أن له دوراً وسيتبلور بمرور الوقت، ويكفى أننا أصبحنا نقول لا ونسقط نظاماً ونرفض فساداً ولو نحن نستحق الحضارة والتطور سنصل إليهما فعلا.

ولكن هناك صراعات محتدمة على السلطة وهو ما أشاع فوضى عارمة؟

- أرى ذلك أمراً عادياً جداً فطبيعى أن خلو كرسى السلطة يجعل هناك مطامع كثيرة تظهر حتى لو كانت من أشخاص ليسوا فى دائرة السلطة أصلا، ولا أتعجب من كل هذه الصراعات فهناك مثل صينى يقول: «لا يطفو على سطح البركة إلا أسوأ الطحالب» والثورة كشفت الوجه الحقيقى للكثيرين ومازلنا فى مرحلة اكتشاف ستستمر مع الوقت ومع هذه الصراعات وعموما أنا لم أصدم من أى شخص ولم أتعجب لأن الخناقة ضخمة وكبيرة لكن المهم أننا صنعنا ثورة محترمة وليست دموية ولم تخلف خسائر فادحة مثلما حدث فى ثورات أخرى، وللأسف هناك مبالغة وتضخيم فى كل شىء سواء الانفلات الأمنى أو الحوادث رغم أن صفحة الحوادث كما هى قبل الثورة وأى تحليل للثورة عبارة عن استقراءات معظمها ساذج واستباق للواقع، فإنجاز ثورة لا يمكن حصره فى عام أبدا لكن الثورة هى رفض لفساد وهذا حدث بالفعل.

الثورة قسمت الناس إلى مع وضد الثورة فما رأيك فى هذا التقسيم؟

- لست مع هذا التقسيم فأحيانا عندما تحدث فكرة أو ثورة قد يؤمن بها من كان ضدها وقد يؤمن بها أحد الفاسدين.. وأعتقد أن صناعة الفساد لم تكن حكراً على السلطة لذلك فيجب ألا يتحمل فاتورة الفساد نظام بعينه فهو فعلا كان يقود السلطة لكن كلنا شاركنا فى هذا الفساد بأننا تراخينا عن عملنا.. وسكتنا عن الفساد.. فلم نكن نعيش فى مدينة فاضلة وتقودها عصابة.

كلامك يعنى أننا كلنا فاسدون؟

- بلا شك كلنا شاركنا فى الفساد ومسؤولون عنه والأستاذ بشير الديك قال فى فيلم «ضد الحكومة» على لسان أحمد زكى: «كلنا فاسدون ولا أستثنى أحدا حتى بالصمت العاجز قليل الحيلة» لذلك كلنا شاركنا فى الفساد والمهم الآن أن الثورة أحدثت استنفارا للوطنية والمجتمع وعلم الجميع أن للمصرى أنياباً ويكفى أننا استرددنا كرامتنا المهدرة وفى رأيى أن الكرامة «بتجيب فلوس» ويجب أن أقول إن النظام وحسن الإدارة يطردان الفساد بشكل أوتوماتيكى فدول أوروبا تعج بالفساد ومع ذلك ناجحة لأنها صنعت نظاما إدارياً يكشف الفاسد ويطرده ويستمر النظام ولا تقع الدولة لأن سوء الإدارة أسوأ كثيرا من الفساد نفسه وكل ما نملك أن نقوله الآن أننا لابد أن نعمل وألا نشغل بالنا بالتحليل ففى ظل غياب المعلومات السائد حاليا لا يمكن أن نحلل هل نجحنا أم فشلنا، فكلها استنباطات لا أكثر ولا أقل.

هناك صراعات كثيرة على الرئاسة ورغم انسحابه يظل البرادعى اسماً مهماً جدا فى الثورة المصرية فما رأيك فيه وفى دوره؟

- أحترم هذا الرجل جدا وأقدره وأعرف أن له دوراً كبيراً فى التغيير وقد يكون رمزاً أو محركاً أو شخصاً له بصمة لكنى لم أتخيله أبداً رئيسا لمصر.

وما مواصفات رئيس مصر من وجهة نظرك؟

- هى ليست مواصفات بقدر ما هى أحلام وأولها طبعا البرنامج الانتخابى فهو أهم شىء والفيصل فى الاختيار، أما عن الصفات فأولاها العدل والحزم، فمازالت الدول التى تشبه مصر تحتاج إلى رئيس يملك كاريزما الحزم لأننا لا يمكن أن نقفز لنكون أشبه بتجارب أوروبية أو تجارب أخرى وليس من المهم أيضا أن نكون شبيها لأحد لأن لكل مجتمع ظروفه وطبيعته ولذلك ليس بالضرورة أن تكون الدولة الأوروبية هى النموذج وتحدثت قبل ذلك عن عظمة الدولة الإسلامية، وكيف أن الأمم المتحدة عام 2008 أخذت بنودا من خطاب على ابن أبى طالب لقائد جيوشه مالك ابن الأشطر واعتمدته قانونا وتم التصويت عليه من 200 دولة وأهم هذه البنود «لا تظلم أحداً، أشعر الرعية بالمحبة فالناس صنفان إما أخ لك فى الدين أو نظير لك فى الخلق» وهو احترام لنظرية المواطنة بعيدا عن الدين أو الدولة الدينية.

إذن أنت ضد الدولة الدينية؟

- طبعا أنا ضدها تماما وأنا شخص مسلم أرى أن الدولة الدينية أو فكرة السلطة والدولة الإسلامية هى آفة ضد المجتمع الإسلامى فنحن مقتنعون بديننا الإسلامى كدين كريم، لهذا يجب أن يكون مشاعاً وشعائر ولا يدخل فى السياسة لكن قيام دولة دينية إسلامية معناه حضارة إسلامية وخضوع لفكرة الصعود والهبوط ووجود حلفاء وأعداء وخناقات، بينما لو كانت فكرة الدين، كما قصدها الدين نفسه كمشاع يمتلكه الجميع. فأساس الرسالة المحمدية أنها جاءت من أجل أن يرشد وينذر ويبشر الآخرين من الثقافات الأخرى ولم يكن هدفها إقامة تيار أو دولة دينية تقف أمامها دول أخرى وحدث أيام الدولة الأموية ذات السياسة التوسعية والحضارة القوية والنهضة أنها هبطت بالدين لأنها تحولت لدولة وحضارة لها قانون بينما أجمل ما فى الدين ألا يكون له حدود ولا يجبر أحداً على الدخول فيه ولهذا يخرج من نطاق الصراعات والاحتقان ويكون أسمى من ذلك كثيرا، وما أجمل أن يكون المجتمع إسلامياً أو دينياً والناس تعيش بروح الدين وسموه وأخلاقه ورحمته لكن بعيدا عن كون الدين يقود دولة تضعنا فى صراعات وسياسات وقوانين.

وما رأيك إذن فى صعود ممثلين لأحزاب دينية مثل أبوإسماعيل وأبوالفتوح والشاطر وكذلك ترشح بعض عناصر النظام السابق مثل شفيق للرئاسة؟

- لا أستطيع أن أقول رأيا واضحا فى كل هؤلاء فى ظل غياب المعلومات وعدم اتضاح الصورة.. لكن الأهم والأوضح أن الشعب مازال هو سيد الموقف والجميع يحاول استرضاءه وجذبه وهذه قيمة إيجابية عظيمة بعدما كان الشعب لا يفرق مع أحد وصوته لا يهم أحدا ولم تعد هناك رهبة.. ولكن أعتقد أن الخناقة الآن هى رسم شخصية الدولة ووضع دستور وعمل عقد رسمى مع الدولة وهنا هدف الجميع واحد ولا فرق فى التصنيف، والفيصل هو الضمير وإنكار الذات لأننا فى مشهد تاريخى ونصنع قانون دولة ودستوراً سيعيش عشرات السنوات.

وما رأيك فى الاكتساح الكبير للأحزاب الدينية فى انتخابات مجلس الشعب وهل كان مفاجأة بعد الثورة؟

- لم تكن مفاجأة على الإطلاق ففى عرف الثورات التى تحرض عليها سنوات من الفساد يخرج الناس من الثورة وبراثن الظلم معتمدين على الله فقط لذلك يكونون أكثر ميلا للأنظمة الدينية أو الأشخاص الذين يمثلون الله على الأرض وعموما أنا غير قلق على الإطلاق بسبب مجلس الشعب، لأن البرلمان عرضة للتغيير وإذا نجح المجلس أهلا وسهلا وإذا أخفق سيتم تغييره فى السنوات القادمة والأهم أن نؤمن بنظرية مهمة وهى أننا كلنا فى خندق واحد ولا يجب التقسيم أو تضييق الخناق، فمصر الآن تشبه الحجرة الصغيرة التى نعيش فيها جميعا وأن اختلفنا، فعلينا أن نعود ونتحدث مرة أخرى حتى نجد حلولا مناسبة وفى النهاية مصر هى المستفيدة.

علاقة الشعب بالمجلس العسكرى شهدت تغييرا كبيرا فبعد أن كان المنقذ وحامى الثورة هناك ردود أفعال قوية ضده فما رأيك فى هذا التحول؟

- ليس حقيقيا ولست مع هذا الرأى فالمواطن المصرى يحب الجيش والقوات المسلحة ولو قمنا باستقراء أو استفتاء سنجد أن الشعب يحب الجيش جدا ويدعمه وهذه هجمات من قوى سياسية ليست شعبية ولكن يجب أن نفرق بين الجيش المصرى الذى يحظى بشعبية كبيرة وبين المجلس العسكرى وأعتقد أن المجلس العسكرى نفسه يستوعب ما يحدث وأى مشكلات ناجمة بينه وبين القوى السياسية لأنه وضع نفسه فى منصب الرئيس ولهذا فأى اتهام أو صراع وارد جدا وأعود وأؤكد أن فى ظل غياب المعلومات لا يمكن بناء موقف ثابت من المجلس العسكرى.

لكن هناك اتهامات مباشرة للمجلس أهمها بطء المحاكمات والسماح بسفر المتهمين فى قضية التمويل الأجنبى؟

- لكل فعل رد فعل مساو له فى القوة والثورة المصرية «توبها كده ومقاسها كده»، فالثورة المصرية وافقت على المحاكمة المدنية لرئيسها وهى سابقة أولى من نوعها فى التاريخ ووافقت على الجيش كوسيط للسلطة وهذا هو الفعل الذى وجد هذا رد الفعل فالثورة كانت متوسطة وليست جارفة اقتلعت الأشخاص وذهبت بهم بعيدا بل كانت ثورتنا فيها نوع من أنواع العاطفة والتحضر وبالتالى ما يحدث المكافئ الموضوعى لثقافة ووعى القوى السياسية وقوة الثورة والذى يعادل خمسين فى المائة فقط، ولذلك فهذه النتائج عادلة جدا.

وما رأيك فى الجدل الدائر حاليا بسبب تشكيل تأسيسية الدستور؟

- أنا مع هذا الانسحاب من اللجنة لأننا فى وضع عبثى جدا وكيان مجلس الشعب، كما قال الدكتور إبراهيم درويش، لا يجوز لمخلوق أن يخلق الخالق وكيان مجلس الشعب قائم من الدستور لذلك كيف يمكن أن يشكل مجلس الشعب نفسه الدستور وما يحدث الآن طبيعى جدا ويجب ألا نرضى بما يفرض علينا ونظل نرفض لحين الوصول للجنة من حكماء وعقلاء الوطن لأن هذا دستور مصر.

فى حالة اكتساح التيار الدينى للسلطة والرئاسة كيف تتخيل شكل الفن وهل سيتم تحجيبه وتحجيمه؟

- صعب جدا وتقريبا مستحيل أن يفرض أحد مهما كانت سلطته شيئاًَ لا يرغبه الشعب لو أراد المصريون أن يكونوا متشددين سيكون ذلك برغبتهم وليس بإرادة سلطة.. وهناك فرق كبير بين قناعات الرئيس ولو كان من تيار دينى ومتشدد، وبين قدرته على تنفيذ تلك القناعات على الأرض إلا لو الشعب أراد ذلك واستجاب بهواه ورغبته فالجمهور المصرى يمارس الرقابة أكثر من الرقيب ذاته.

لكن التأييد الشعبى ودوره فى نجاح الأحزاب الدينية يؤكد أن هناك مؤشرات قوية لتطبيق الشكل الدينى؟

- هذا جائز جدا، ولا يمكن أحد أن ينفيه فالتاريخ يقول إن الناس عندما تخرج من سنوات ظلم واستبداد تكون أكثر ميلا نحو السلطة الدينية والدولة الدينية ومنذ عصر الفراعنة والمصريين «بيعمروا» مع الدولة الدينية ومن يحكمه بالجنة والنار والثواب والعقاب.. بينما الوقت الليبرالى الذى عاشه المصريون قليل جدا.

وما توقعاتك لمستقبل السينما والفن فى ظل سيطرة الأحزاب الدينية؟

- كانت السينما فى أسوأ حالاتها منذ سنوات وليس هناك أسوأ مما حدث فى إنتاج السينما حيث وصل الإنتاج لثمانية أفلام فى العام واجتياح الأفلام الرديئة وهذا لا علاقة له لا بالإسلاميين ولا بالثورة.. وبالنسبة لخناقة الفن والجدل وتحجيمه فنحن تعودنا على هذه الخناقة وإذا كان الجمهور سيقبل منع الفن وتحجيمه فطبعا يجب أن نحترم ذلك، لأنه بذلك سيكون فناً لا يسانده الناس ويستحق الوأد ولا أتوقع أن يحدث ذلك أبدا.

وأخيرا ما هى آخر تطورات فيلم «أسوار القمر» الذى تم تصويره فى أربعة أعوام وهل صحيح أن طارق العريان السبب فى التأخير؟

- أوشكنا على الانتهاء ولم يتبق سوى يومى تصوير تقريبا وليس حقيقياً أن طارق العريان له أى صلة بتعطيل التصوير ولكن فى البداية كانت هناك أزمة إنتاجية ثم جاءت الثورة وتوقفت كل الأفلام بالإضافة إلى أن نوعية الفيلم والتصوير فى الماء والمعارك غير موجودة فى مصر واستلزم تقنيات حديثة تستورد من الخارج وهذا سبب كل هذا الوقت الضائع وربما بدخول تلك التقنيات بعد ذلك تكون الأمور أسهل، لكن كل شىء فى بدايته صعب جدا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية