x

«نيويورك تايمز»: حملة «سليمان» ربما تدار من داخل «المخابرات».. ومخاوف من التزوير

الجمعة 13-04-2012 10:55 | كتب: ملكة بدر |
تصوير : other

ألقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، الضوء على عمر سليمان، رئيس المخابرات السابق، ونائب الرئيس المخلوع مبارك أثناء ثورة 25 يناير، موضحة أن الانتخابات الرئاسية تعتبر «بداية جديدة»، للرجل الذي «كان معاونًا لمبارك».


وقالت: «إن سليمان، (74 سنة(، استمر في الظل بعد إعلان تنحي الرئيس السابق، ولم يظهر خلال العام الماضي سوى مرة واحدة في رحلة حج إلى مكة، وكان وقتها على كرسي متحرك، إلا أنه عاد لدائرة الضوء هذا الأسبوع، بحملة انتخابية «تؤكد أنه لم يكن بعيداً عن المنصب طوال الفترة الماضية».


وأضافت أن عمر سليمان ما زال يقود سيارة رسمية، ويحظى بحراسة عسكرية في الفيلا التي يقطنها، كما أن حملته الانتخابية لخوض سباق الرئاسة يديرها رئيس فريقه في المخابرات، حسين كمال شريف، المعروف بأنه «الرجل الواقف خلف عمر سليمان»، في البيان الشهير لتسليم السلطة للمجلس العسكري، الذي ألقاه «سليمان» في أقل من 30 ثانية، يوم 11  فبراير2011 الماضي.


وأوضحت أن حملة عمر سليمان تدار «ربما من داخل المبنى الرئيسي للمخابرات نفسه»، وهو ما يعتبره البعض تفسيراً مقنعاً لنجاح سليمان في جمع أكثر من 30 ألف توقيع خلال 48 ساعة فقط.


ووصفت »نيويورك تايمز» الأمريكية، عمر سليمان بأنه «جنرال سابق، وحافظ أسرار مبارك، بالإضافة لكونه حليفاً مقرباً لواشنطن»، مضيفة أن سليمان كان يعمل في الظل ومن وراء الكواليس في عهد النظام السابق، ولم يخرج للنور سوى في أيام مبارك الأخيرة، عندما عينه نائبًا له، ووسطه للتفاوض مع المعارضة، واعتبر خليفته المختار.


ورأت أن صعود عمر سليمان المفاجئ أثار الخوف، وأحيانا الأمل، بالنسبة لبعض، الذين يريدون عودة «الرجل القوي» للسلطة، بينما اتهم المعارضون هؤلاء الموالين للنظام القديم بالتآمر لتزوير الانتخابات لكي يصل سليمان للحكم.


وأشارت إلى الحوار الأول الذي أجراه عمر سليمان مع صحيفة الفجر، والتي قال فيها إنه لن يسمح بتحول مصر «لدولة دينية»، كما قال رداً على سؤال حول علاقته بالمجلس العسكري إنه «قدم لهم خبراته وقدراته، في اتصالات خاصة بهم، لمساعدة مصر التغلب على بعض الأزمات التي مرت بها»، مشدداً على أنه قدم مشورته «طواعية، ولم يعينه المجلس للقيام بأي شيء


وتابعت الصحيفة أن ارتباط الحملة الانتخابية لسليمان بصلات وثيقة ومستمرة بالمخابرات المصرية، يثير الشبهات حول مدى مصداقية ونزاهة التصويت في الانتخابات التي تبدأ مايو المقبل، موضحة أن المخابرات لطالما عرفت «بالتعذيب والمراقبة وتزوير الانتخابات وكراهية عمياء للإسلاميين، الذين أصبحوا معارضي سليمان الآن»، مضيفة ما قالته هبة مورايف، الباحثة بمنظمة هيومن رايتس ووتش، أنه منذ سقوط أمن الدولة في الثورة على مبارك، اضطلعت المخابرات بمهام الجهاز الذي سقط، وتوسع دورها داخليًا.


وقالت إنه عند سؤال مدير حملة سليمان، حسين كمال، حول ما إذا كان دعم ضباط المخابرات لمرشح رئاسي بعينه مقبولا، رد بأن ذلك «أمر شخصي»، نافيًا أن يكون للمخابرات دور في حملة سليمان الانتخابية، واعتبر أن رئاسته  الشخصية للحملة يعد «حرية اختيار شخصية».


وأضافت أن المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري الحاكم، يعتبر من أقوى المنافسين لعمر سليمان، منذ أن كان سليمان مستشارًا خاصًا لمبارك.


 وأوضح شريف بسيوني، الباحث المصري الأمريكي القانوني، أن طنطاوي كان هو من أبطل خطة تسليم السلطة لسليمان من مبارك، لكنه استدرك قائلا إن العلاقات يمكن أن تكون قد تغيرت، خاصة بعد أن أصبح المجلس العسكري تحت ضغوط متزايدة من الإخوان المسلمين، الذين يسيطرون على البرلمان، كما أن كثيراً من الدبلوماسيين الأمريكيين والسياسيين المصريين يرون أنه مع اقتراب تسليم السلطة في يونيو، أصبح للمخابرات استقلالية أكبر، ودور أكثر تأثيراً.


ولأن التوكيلات «انهمرت» من كل صوب خلال 48 ساعة فقط من إعلان عمر سليمان ترشحه للرئاسة وقبل إغلاق باب التوكيلات بوقت قليل، ولم يكن في حوزة فريق الحملة الانتخابية سوى ألفي توكيل في القاهرة فقط، وفجأة أصبحوا أكثر من 30 ألفًا.. هذا ما يرجح تدخل الجيش والمخابرات في المسألة، أما عمر سليمان فيقول عنها «إنها إرادة الله».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية