شهدت المشاركة في مليونية «حماية الثورة»، لرفض ترشيح رموز النظام السابق للانتخابات الرئاسية، انقسامًا حادًا بين التيارات الإسلامية وأحزابها، ففيما قررت جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح والجبهة السلفية وحزب الأصالة السلفي المشاركة، قررت الطرق الصوفية والدعوة السلفية وحزب «النور» عدم المشاركة.
وأعلن حزب «الحرية والعدالة» مشاركته فى مليونية «حماية الثورة»، وقال الحزب فى بيان له إنه سيشارك مع جميع القوى الثورية والشبابية والحزبية والائتلافات الشعبية، تصديًا لمحاولات إعادة النظام الفاسد السابق.
وقال إسلام فارس، أحد شباب الإخوان، إنه تم تقسيم شباب الإخوان إلى مجموعات، منها مجموعة ستواصل المبيت فى الميدان، لإنشاء المنصة وحمايتها وتأمين الميدان، بالإضافة إلى وجود مجموعات من الشباب ستنطلق إلى المساجد للقيام بحشد الأهالي بعد صلاة الجمعة من المساجد فى مسيرات اتجاه ميدان التحرير.
وأضاف «فارس» لـ«المصري اليوم»، أن السيناريو الذي حدث فى «جمعة الغضب» سيكون هو نفس السيناريو اليوم، حيث سينطلق المسيرات من مساجد الأزهر ومصطفى محمود والسيدة زينب ومن جامعة القاهرة»، وأن اللافتات ستكون كلها شعارات وعبارات عن منع الفلول من العمل السياسي والترشح فى انتخابات الرئاسة والمطالبة بتطبيقها على عمر سليمان وأحمد شفيق.
من جانبها، قررت الجماعة الإسلامية المشاركة فى مليونية «حماية الثورة»، مؤكدة تصديًا لمحاولات إجهاض الثورة، فيما طالب الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، جموع الشعب المصري للنزول إلى التحرير، احتجاجًا على ترشيح رموز النظام السابق.
في المقابل، انقسم التيار السلفي حول المشاركة، ففى الوقت الذي أعلنت فيه الدعوة السلفية وحزب «النور» عدم مشاركتها، قال حزب «الأصالة» إن مشاركته في المليونية هو لمواجهة الفلول ومشاركتهم في الحياة السياسية.
وقال الدكتور خالد سعيد، المتحدث باسم الجبهة السلفية، إن الجبهة ستشارك فى مليونية الغد، لافتًا إلى أن اجتماع الجبهة مع عدد من القوي السياسية والوطنية والحركات الثورية، منها حركة «6 أبريل» و«اتحاد شباب الثورة» فشل، «بسبب إصرارهم على رفع مطالب أخرى، على رأسها تشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسة الدكتور محمد البرادعي، وهو ما رفضنا».
وأردف أن القوى الداعية لم تتفق على اقتراح تحويل المليونية إلى اعتصام مفتوح، موضحًا أن القوى اتفقت على منصة واحدة سيذاع عليها كلمات رموز الحركة الوطنية.
وقال الدكتور عادل عفيفي، رئيس حزب «الأصالة» إن حزبه سيشارك فى المليونية لمواجهة الفلول، واصفًا التظاهرة بأنها «بداية لسلسلة من الوقفات والمظاهرات حتى يتم استبعاد (سليمان) و(شفيق) من سباق الرئاسة».
وأكد أحمد خليل، المتحدث باسم الهيئة البرلمانية لحزب «النور»، أن الحزب لن يشارك، بسبب ضيق الوقت الذي لم يمكنا من حشد الملايين إلى ميدان التحرير، مضيفًا أن «الحزب يدرس حاليًا المشاركة فى المليونية المقبلة، اعتراضًا على ترشيح رموز الفلول الحزب الوطني على رئاسة الجمهورية».
وطالبت الدعوة السلفية في بيان لها الخميس، الجهات المسؤولة، على رأسها اللجنة العليا للانتخابات «بالتحقيق في ضغط جهاز أمن الدولة السابق في الضغط على المواطنين، وتهديدهم في وظائفهم، أو الترغيب بالأموال لعمل توكيلات لعمر سليما».
وحذرت الدعوة السلفية مِما وصفته بـ«أي محاولة لإعادة البلاد إلى ما بعد التنحي مباشر»؛ مهددة بأنها ستواجها بكل الوسائل المتاحة لحماية مكاسب الثورة.
فى المقابل، قال عصام محي، الأمين العام لحزب «التحرير المصري»، المنبثق عن الطرق الصوفية، إن القوى الصوفية أعلنت عدم مشاركتها في مليونية الغد، والتجهيز مع القوى السياسية والوطنية في مليونية «20 أبريل»، مؤكدا أن تسارع التيارات الإسلامية في النزول، خاصة بعد ترشيح اللواء عمر سليمان، يؤكد أن نزولهم صراعًا على السلطة واستحواذها».
واتهم «محي» الإخوان والسلفيين بحصد «ما فعلوه من ترك الثوار عرضه للقتل والتعذيب في أحداث شارع محمد محمود ومجلس الوزراء، بل قاموا بتشويه الصورة أمام الرأي العام داخل البرلمان، ووصفهم الثوار بالبلطجية وعملاء الخارج».