للمرة الأولى منذ توليه الحكم، زار الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد جزيرة «أبوموسى» بالخليج العربى، وهى إحدى الجزر الثلاث التى يدور حولها نزاع مع دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تسيطر عليها إيران منذ 41 عاما، وتطالب الإمارات باستعادتها وتدعمها الدول العربية فى ذلك. وأثارت زيارة نجاد للجزيرة غضب السلطات الإماراتية التى اعتبرتها عملا استفزازيا وانتهاكا صارخا لسيادتها واستعدت وزارة الخارجية الإماراتية سفيرها فى طهران لـ«التشاور».
وقال نجاد، فى تصريحات أمام الإيرانيين الموجودين على الجزيرة أمس الأول، إن كل الوثائق التاريخية تثبت أن «أبوموسى» جزيرة إيرانية. وأضاف «نجاد» أن جميع الوثائق التاريخية تؤكد تسمية «الخليج الفارسى» وليس «الخليج العربى»، واصفا مزورى هذه التسمية بأنهم لا يمتلكون أى ثقافة وحضارة، وفقاً لما نقلته وكالة «إرنا» الإيرانية للأنباء. وانتقد «نجاد» بعض القوى الكبرى التى «أنشأت قواعد عسكرية لها فى المنطقة»، وقال: «لقد أقاموا قواعد عسكرية لهم فى المنطقة فى حين أن نفقاتها توفر من جيوب شعوب المنطقة، وبطبيعة الحال فإن الشعب الإيرانى لن يتحمل مطلقا مثل هذه الإهانات». ووصف بعض دول المنطقة بأنها «عميلة لقوى الاستكبار». وزيارة «نجاد» هذه تعد الأولى للجزيرة التى احتلتها إيران مع جزيرتى «طنب الكبرى» و«طنب الصغرى» الإماراتيتين أيضا عام 1971،
وذلك بعد انسحاب القوات البريطانية من المنطقة، وتمارس إيران سلطاتها على الجزر مقيمة العديد من المشاريع عليها، ما يثير غضب الإمارات التى ترفض هذه الإجراءات. وبدوره، أدان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتى، «بأشد العبارات» زيارة نجاد، واعتبرها «انتهاكا صارخا لسيادة الإمارات على أراضيها، ونقضا لكل الجهود والمحاولات التى تبذل لإيجاد تسوية سلمية لإنهاء الاحتلال الإيرانى للجزر الإماراتية الـ3 عبر المفاوضات المباشرة أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية». ورأى عبدالله أن الزيارة لن تغير من الوضع القانونى لهذه الجزر كونها جزءا لا يتجزأ من «التراب الوطنى للإمارات»، واصفاً الخطاب الذى ألقاه نجاد بالجزيرة بأنه «استفزازى» ويكشف «زيف الادعاءات الإيرانية بشأن حرص إيران على إقامة علاقات حسن جوار وصداقة مع الإمارات العربية المتحدة ودول المنطقة».
واستهجن الشيخ عبدالله توقيت الزيارة، مشيراً إلى أن البلدين كانا قد اتفقا على «تهيئة الأجواء للتوصل إلى حل يعزز الاستقرار فى المنطقة»، ودعا إيران إلى «اتخاذ خطوات ومواقف بناءة تعزز الثقة بين دول وشعوب المنطقة، والكف عن مثل هذه الخطوات الاستفزازية التى تعكر العلاقات بين البلدين»، وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية. من جانبه، استنكر وزير الخارجية البحرينى، الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، زيارة نجاد واعتبرها انتهاكاً صارخاً لسيادة الإمارات، وأشاد بسياسة ضبط النفس التى تنتهجها الإمارات للبقاء على حالة الاستقرار فى منطقة الخليج العربى، وفقاً لصحيفة الوسط البحرينية.