x

سنة أولى زواج.. تاتا خطى الخلافات

الجمعة 10-09-2010 20:26 | كتب: ميادة الدمرداش |

فى أيام الزواج الأولى يصاب العديد من الأزواج والزوجات بخيبات الأمل خاصة أنهم يقبلون على حياتهم الزوجية بأحلام وردية ويضعون لإيجابيات الآخر سقفا لا حد له، أو كما يقول المثل «مراية الحب عامية»، أو لأن أحدهم نجح فى تقمص شخصية مغايرة لحقيقته أثناء فترة التعارف والخطبة، وأيضا لانتظارهم لقاء جنسيا مثاليا لا يتوافق وخبراتهم الحديثة بالزواج.

نستعرض تجارب وذكريات البعض مع أيام الزواج الأولى، وتصوراتهم حول شركائهم فى الحياة وإلى أى مدى تحققت على أرض الواقع.

يقول كاتب أدب الأطفال يعقوب الشارونى: فترة الخطبة وجدت من أجل التقرب من الآخر ومعرفة كل تفاصيله وأيضا للتقرب من عائلته وبالتالى يصبح توقع تصرفاته أمرا سهلا، أما مدى التوافق الجسدى بين الطرفين فيمكن التكهن به هو الآخر قبل الزواج، فهناك مؤشرات مسبقة تدل عليه، خاصة أن بعض الأسر تفضل عقد القران قبل موعد الزفاف الفعلى بفترة طويلة، ومن ثم يمكن للعروسين اختبار بعض الجوانب فيهما المتعلقة بالتوافق الجسدى وقبل الزواج إذا وجد أحدهما أن الآخر ليس على مستوى توقعاته أو أحلامه إما أن يتركه من البداية، أو يقرر تقبله كما هو، وكل زوجين لابد لهما من تقديم التنازلات لتسير الحياة بينهما، والعثور على شريك مثالى أمر مستحيل لأنه ليس هناك شخص خالٍ من العيوب.

امتدت الخطبة بينى وبين زوجتى لأكثر من سنة، تعرفت خلالها عليها جيدا هى وعائلتها، وبالطبع كان بيننا اختلافات حرصت ألا تتحول لخلافات، أحببت عيوبها قبل حسناتها لأنهما معا يكسباها نكهتها المميزة، تنازلت لا شك عن بعض عاداتى وأولوياتى من أجل استمرار الحياة بيننا وأخذت بيدها تجاه بعض أشيائى المفضلة لتكون قاسما مشتركا بيننا، مثلا خففت من ساعات قراءتى من أجل الجلوس معها والاجتماع بها وبعدها دعوتها لتشاركنى ساعات قراءتى ورشحت لها أعمالا لقراءتها وهكذا جمعتنا القراءة ولم تفرقنا.

بالطبع تمنيت سيدات معروفات، ممثلات وكاتبات، أحببتهن ولم أعرفهن عن قرب ولكننى حينما تزوجت تخلصت من كل هذه الخيالات، وأشفقت على زوجتى من أن أحملها تصوراتى واشتراطاتى، زواجنا استمر 48 عاما قبل وفاتها، بفضل الحوار الدائم المشترك، وعدم فرض شروط أحدنا على الآخر. أما الشق الجسدى من العلاقة فكان جيدا، لأننى لم أتعرض كشباب جيلى وقتها للمعلومات والصور المغلوطة حول الجنس ربما بسبب دراستى لعلم النفس وقراءاتى المتعددة.

وتقول الأديبة عفاف السيد، مدير مؤسسة «هى للاستشارات الزوجية»: شباب الجيل الحالى لم تعد لديهم تلك التصورات الحالمة التى كانت لدى أجيال سابقة حول فتاة وفارس الأحلام، لأنهم أصبحوا أكثر عملية واحتكاكا ببعضهم البعض، تدوم علاقة الشاب بالفتاة قبل الزواج سنوات طويلة يعايشان فيها جميع الحالات المزاجية والنفسية والاجتماعية لبعضهما البعض، فيدخلان المؤسسة الزوجية بلا أوهام، حالات الطلاق فى العام الأول أو الأعوام القليلة التالية فأسبابها اقتصادية وجنسية أيضا، لأنه الشىء الوحيد الذى يظل مؤجلاً إلى ما بعد الزواج، لذا تكسوه كثير من التصورات الوردية التى تنتهى بصدمات الواقع السيئ.

أنا تزوجت صغيرة فى سن السابعة عشرة، عملاً بمقولة «بيدى لا بيد عمرو» فأنا من أسرة صعيدية لم تتركنى دون زواج، ورغم تمردى وعمليتى الشديدة اخترت خوض تجربة الزواج ولكننى دخلتها متخلصة من كل تصورات أو أحلام وردية حول فارس الأحلام، ومستعدة لمواجهة أى مشكلة وحلها مهما كلفنى ذلك، بعكس طليقى الذى اصطدمت تصوراته بالواقع وأدى ذلك لمشاكل لا حصر لها بيننا، خاصة أنه كان يفتش فى شخصى عن «القطة المغمضة» والبنت ذات الضفائر التى تزوجها فلم يجدها، وفوجئ بنمرة شرسة متمردة لأقصى حد.

ويقول أستاذ الطب النفسى بقصر العينى يسرى عبدالمحسن: مثالية الشريك هاجس لدى بعض الفتيات والرجال، بسبب ترسبات صور فارس وفتاة الأحلام التى يحفظها العقل، حيث يرفض البعض التخلى عنها لحلاوتها وأثرها الباعث على الاسترخاء وتجميل الحياة وهذا ما يعرف بأحلام اليقظة، والغالبية تتخلص من هذه التصورات المثالية تجاه الآخر بعد الخامسة والعشرين، ومن يحتفظ بها فهو مصاب بخلل نفسى يستوجب العلاج.

مطالبة أحد الزوجين لشريكه بأن يحقق مطالب أو أحلام وتصورات معينة فى مخيلته كأن يكون رومانسياً رغم أنه عملى، أو حيوياً رغم أنه هادئ أو العكس يُحمل هذا الشريك ضغوطا عصبية قد تؤدى لانهياره النفسى ومرضه أو على أحسن الفروض تربك العلاقة وتؤدى لانتهائها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية