كان أحد أسباب التوتر بين قطر ومصر في عهد الرئيس مبارك.. هكذا أسر الدكتور سعد الدين ابراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، في حديث أجرته معه «المصري اليوم» قبل تطورات الأحداث المتلاحقة والمثيرة على الساحة السياسية، والتي واكبت فتح وإغلاق الباب لتلقي طلبات المرشحين لرئاسة الجمهورية.
دكتور سعد أكد أنه عندما رشح نفسه للرئاسة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك كسر أول حاجز للخوف، وكان في حينها أكثر شبابا وأكثر قدرة على العطاء. أما الآن – والحديث لإبراهيم – فيتمنى أن يتولى رئاسة مصر شخصية شابة.
اصطدمت مع نظام الرئيس جمال عبدالناصر ومع الرئيس السابق حسني مبارك.. هل تتوقع أن تصطدم مع النظام القادم؟
كل شيء ممكن لأن المثقف الملتزم الحر يقول كلمة الحق في وجه كل سلطان جائر وهذا حدث مع جمال عبدالناصر، وأنا لا أتوقف عن قول كلمة الحق، لذلك بدأت إجابتي بكل شيء ممكن والله أعلم.
وكيف ترى محاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك؟
يكفي أن أولاده في سجن طرة، ومن مفارقات الزمن أنهم في العنبر نفسه الذي كنت أقيم فيه، رقم 6، بل وفي الزنزانة نفسها، ولم أكن أدري بذلك إلا من الحارس، الذي كان يحرس زنزاتي وكنت أسميه «رضا الشرير»، وهو الذي أخبر العائلة بذلك.
كيف ترى التوترات، التي حدثت بين مصر وقطر في عهد الرئيس السابق مبارك ؟
لا أخفي عليك.. وجود سعد الدين ابراهيم في قطر كان أحد أساب التوتر بين البلدين. أذكر أنه في أحد مؤتمرات القمة قال مبارك إنه لن يأتي إلى قطر طالما تفتح الدوحة أبوابها لسعد الدين ابراهيم. فكرت حينها أن أترك قطر واتجه إلى اسطنبول لكن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر قال لي: «لا تترك قطر، نحن لا نطلب من ضيف أن يغادر أرضها، ومصر هي التي علمتنا كرم الضيافة فكيف لقطر أن تفعل ذلك مع واحد من أبناء مصر».
ونحن مقبلون على انتخابات رئاسية.. لماذا لم تترشح لرئاسة مصر ؟
عندما رشحت نفسي أول مرة كنت قد كسرت جدار الخوف وتبعني آخرون وكنت أول واحد يفعل ذلك، كنت صغيرا وأكثر قدرة على العطاء، لكن الآن لا أملك ذلك فعمري 72 عاماً وأتمنى أن يتولى رئاسة مصر شاب.. والله الموفق لمصر إن شاء الله.
ما رأيك في المرشحين لرئاسة مصر؟
من أعرفه منهم مواطنون صالحون، أكن لهم كل الاحترام والتقدير. لكن أنا رشحت نفسي في الوقت، الذي لم يجرؤ فيه أحد على الوقوف ضد مبارك وكان نتيجة ذلك ما حدث لي في عهده. ثم أيدت أيمن نور ضد مبارك، وعندما ظهر دكتور محمد البرادعي أيدته ضد مبارك، ولما ظهر المستشار المحترم هشام البسطاويسي أيدته، وأصبح هو المفضل لدي.
ألا تجد في نفسك القدرة على لعب دور سياسي في المرحلة المقبلة ؟
لا أبحث عن أدوار سياسية ولم يعرض علي ذلك، وأنا لم أطلبه، وأمارس نشاطي كرئيس لمركز مركز ابن خلدون العامر بالشباب.
برأيك ما هو السبب في الفتنة الطائفية، التي تحدث في مصر ومن يدفعها؟
الفتنة الطائفية تحدث لوجود إحباطات متراكمة يستغلها أي فريق ويوظفها للبحث عن كبش فداء وهم الأقلية. نلاحظ أن الفتن لا تحدث في الأماكن الراقية لكنها دائماً تحدث في الأماكن الشعبية رغم أن الأماكن الراقية بها مسلمين ومسيحيين وأجانب.
ما هو الحل للقضاء على هذه الفتن ؟
للقضاء على الفتنة الطائفية لابد من وجود المواطنة الكاملة. مع القضاء على التوترات التي تحدث في دور العبادة من خلال تفعيل القانون الموحد لدور العبادة والذي يقضي بتعامل الكنائس والمساجد بنفس المعاملة، والمواطنون سيتعودون على ذلك فيما بعد.