أغلق قطاع العلاج الحر التابع لوزارة الصحة بالجيزة، الجمعة، بنك الدم الخاص بمستشفى «ابن سينا» التخصصي، بالشمع الأحمر في حملة استهدفت المستشفى الشهير، وعقب ثبوت إدارته دون تراخيص ومخالفة القائمين عليه للوائح والقوانين.
وقال الدكتور سعد الشاذلي، رئيس قطاع العلاج الحر بالجيزة، الذي ترأس الحملة إنه تم إنذار المستشفى عدة مرات، بسبب فتح بنك الدم دون مراعاة الاشتراطات الصحية، إلا أن المستشفى تجاهل الإنذارات بل وبدأ يستقطب عدداً من الشباب العاطلين وطلاب المدارس والجامعات للتبرع بالدم شهريا مقابل الحصول علي بدل نقدي 60 جنيهاً لاغير، مستخدماً جهلهم بمعرفة اللوائح والقوانين والاشتراطات الصحية، التي تمنع التبرع بالدم قبل مرور 4 أشهر من آخر مرة للتبرع، فيما يقوم المستشفى ببيع أكياس الدم للمرضى بالمستشفى والمستشفيات القريبة منه بمبلغ يتراوح بين350 و 600 جنيه للكيس الواحد.
وكشف الشاذلي عن عدم خضوع جميع أكياس الدم التي خرجت من المستشفى، والتي استخدمها المرضى بنفس المستشفى لأي رقابة من وزارة الصحة، كما أنها لم تخضع للتحاليل الطبية اللازمة، وهو ما يؤدي لسهولة انتقال الأمراض الفيروسية بين مستخدمي هذه الأكياس وفي مقدمتها «الإيدز» وغيره من الأمراض المرتبطة بالدم ومشتقاته.
وأضاف:«المستشفى لم يكتف بالعمل دون مراعاة التقنيات العلمية الحديثة وإنما ترك إدارة البنك لـ(نجار مسلح)، وطالب بكلية العلوم وفني معمل بمستشفي خاص للحصول بأنفسهم على الدم من المتبرعين، حيث ثبت من خلال بطاقات الرقم القومي أنهم غير أطباء»، مؤكداً أن أي «بنك دم لابد أن يديره أساتذة في أمراض الدم ومشتقاته، وهو ما لم نجده بالمستشفى، وتبين أنهم كانوا يستخدمون الأكياس مرتين في بعض الأحيان كما يستخدمون أكياس غير للمواصفات».
ولفت رئيس قطاع العلاج الحر بالجيزة إلى أن الحملة حينما داهمت البنك اكتشفت وجود 3 متبرعين بالصدفة، وبسؤالهم تبين أن اثنين منهم طلاب والثالث عاطل، وأنهم يترددون على المستشفي شهريا للتبرع بالدم مقابل 60 جنيهاً عن كل مرة، وفور الانتهاء من حصر جميع المخالفات وتفريغ جميع المستندات، التي تم تحريزها، وسماع أقوال العاملين بالبنك والمتبرعين ستتم إحالة القضية إلى النيابة العامة لاتخاذ اللازم فيها.
ونجحت «المصري اليوم» في اختراق بنك الدم، الذي يقع في الدور الثاني عشر، وهو نفس الطابق الذي استخدمته المستشفي منذ عدة سنوات لإجراء جراحات لأغراض التجارة في الأعضاء، حسب تأكيد الدكتور سعد الشاذلي، واكتشفنا غياب جميع أدوات التعقيم عن المكان.
كما وجدنا أكياس البلازما في العراء، فيما تسيل قطرات الدماء على الأرض والقمامة مكشوفة وسلة المهملات مكتظة، بخلاف وجود «أحذية وشباشب» العاملين بالغرفة وبقايا أكواب الشاي البلاستيكية، والتي صاحبها انتشار الذباب والحشرات.
وبالنظر إلي البنك، تبين عدم وجود أي مظهر من مظاهر التقنيات الحديثة، التي تستخدم في بنوك الدم مثل أجهزة التعقيم، فيما ظهر الصدأ على العلبة المعدنية التي يوضع فيها الشاش المعد للمسح على يد المتبرع عقب الانتهاء من التبرع بالدم، وتركت جميع الأدوات الطبية في العراء.
وبسؤال أحد المتبرعين الثلاثة، قال لـ«المصري اليوم»، إنه يتردد على المستشفى منذ عدة أشهر للتبرع بدمه، وأن المستشفى يستقبله دون توقيع الكشف الطبي عليه.
وحاولت «المصري اليوم»، التوصل لأحد القيادات بالمستشفي للتعرف على ملابسات إنشاء بنك الدم، إلا أن الجميع رفضوا الحديث وتهربوا من المسؤلية، حيث أكد أحد العاملين بالبنك أنه يقوم بدوره، وأن المستشفي هو المسؤول عن عدم توافر الاحتياطات والأجهزة والتقنيات المناسبة.