x

متحف «محمد محمود خليل وحرمه».. قصر حوله الإهمال إلى ديوان حكومى

الإثنين 23-08-2010 23:59 | كتب: أميرة عبد الرحمن |
تصوير : تحسين بكر

جاءت سرقة اللوحة الأصلية لـ «أزهار الخشخاش» التى أبدعها الفنان الهولندى فان جوخ عام 1886، لتلقى بظلالها القاتمة على الوضع المزرى للكثير من المتاحف التى مازالت تنتظر أن تمتد إليها يد التطوير.

وخلافا لما تنسجه مخيلة أعتى المجرمين من سرقات تتم فى جوف الليل، جرت سرقة اللوحة فى وضح النهار، وفى يوم عمل لم يشهد ضغطا للزوار، الذين لم يتجاوز عددهم الـ13، بحسب مسؤولى المتحف.

صحيح أن المتحف، الذى افتتح كـ«متحف فنى» عام 1995، كان يتأهب لإغلاق أبوابه، استعدادا لأعمال التجديد والترميم، إلا أن ذلك لا يبرر الحالة المتردية، التى كان قد وصل إليها خلال الأشهر القليلة الماضية، على النقيض من فخامة الشكل الخارجى لذلك القصر الأبيض المطل على كورنيش النيل فى منطقة الدقى.

فإذا ما قورن بأساسيات العمل المتحفى وفن العرض، افتقر متحف «محمد محمود خليل وحرمه»، التابع لقطاع الفنون التشكيلة فى وزارة الثقافة، للكثير من البديهيات الأمنية والفنية والعلمية.

«المصرى اليوم» زارت المتحف قبل حادث السرقة بعدة أيام، ومنذ اللحظة الأولى على مدخله، تجد على يمينك مكتبة مهجورة شبه خالية، رغم ما تضمه من مجموعة كتب قيمة عن الفنون بشكل عام، لكن المؤسف أنها لا تضم مثلا كتابا واحدا عن محمود خليل نفسه، راعى الحركة الفنية التشكيلية، فى عشرينيات القرن الماضى، وصاحب ذلك الصرح الذى شيده عام 1915 قبل أن يتحول بعد وفاته إلى متحف يضم مجموعة مقتناة من أهم الأعمال الفنية لكبار مثالى ورسامى العالم.

ومع الإقرار بضرورة احترام التعليمات الإرشادية مثل «ممنوع اللمس» و«ممنوع التصوير»، إلا أن انتشارها كاد يفوق اللوحات الإيضاحية نفسها التى توضح أسماء الأعمال الفنية من لوحات ومنحوتات وأسماء أصحابها.

البديل إذن فى المرشدين السياحيين، لكن أمين المتحف نفسه، محمود أحمد متولى، خريج كلية الفنون الجميلة، المتخصص فى التصوير الزيتى، والذى يعمل مرشدا، شكا من الوضع قائلا «أنا الوحيد الذى أتحدث الإنجليزية هنا.. ولو جاء وفد أجنبى أتولى وحدى مهمة مرافقته». وبينما قال متولى إن المتحف يعانى من الدعاية غير الكافية التى قصرت غالبية زواره على الأجانب، أشار إلى ضعف الرواتب التى يتقاضاها الموظفون.

أدى هذا الوضع إلى اقتصار وجود المرشدين على الدور الأرضى، فى حين يخلو الطابقان الأول والثانى منهم، ليتركك القائمون على المتحف بين اللوحات والتماثيل وبضع كاميرات المراقبة، التى شكا متولى – قبل بضعة أشهر - من أنها بدورها تحتاج إلى صيانة وتحديث فى إطار عملية الترميم المرتقبة.

يضاف إلى ذلك عدم وجود نظام المرشد الإلكترونى «أوديو جايد»، وهو ما يجعل اللوحات الإيضاحية المختصرة الموزعة مع اللوحات غير كافية على الإطلاق لإيصال المعلومات وتحقيق الفائدة الثقافية المرجوة من المتحف.

ومن أشهر الأعمال التى يضمها المتحف، لوحة «الحياة والموت» التى رسمها الفرنسى بول جوجان، والتى خصصت لها قاعة عرض مقابلة للقاعة التى كانت تعرض فيها لوحة «أزهار الخشخاش»، والتى خلت من أى مرشدين أو رقابة لدرجة تسنى معها التقاط الصور دون أى اعتراض من المسؤولين، ودون أن يبدو أن أحدا يتابع شاشات المراقبة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية