أعلن «فاروق حسني» وزير الثقافة، ايقاف جميع المسؤولين عن متحف «محمد محمود خليل» وقطاع الفنون التشكيلية عن العمل، وإغلاق المتحف لحين انتهاء التحقيق في سرقة لوحة «زهرة الخشخاش» للفنان الهولندي «فان جوخ».
واتهم وزير الثقافة في تصريحات لـ «المصري اليوم» المسؤولين عن قطاع الفنون التشكيلية بالتقصير والإهمال الجسيم لأنهم فتحوا المتحف رغم علمهم بأن الكاميرات وأجهزة الانذار والمراقبة لا تعمل، وأن هناك مشروع لتطوير المتحف.
وحول ما إذا كانت اللوحة قد تم تهريبها إلى خارج مصر قال حسني " أرجو ألا يكون ذلك قد حدث خاصة أنه تم ابلاغ جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية بالواقعة"، وأضاف " من المحتمل أن تكون اللوحة ما زالت في مصر".
ورداً على سؤال حول إمكانية كشف السارق من جدول الزائرين للمتحف حيث من المفترض تسجيل اسم وبيانات كل من يزور المتحف قال حسني " هذا صحيح لكن اللوحة سرقت وقت صلاة الظهر ومن المحتمل أن يكون السارق دخل المتحف خلال هذه الفترة".
وقال «محسن شعلان» رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، لـ «المصري اليوم» إن "اللوحة سرقت بطريقة سهلة وبدائية جداً حيث تم قصها من على البرواز الذي يحملها".
وأضاف أن اللوحة كانت تشارك مؤخراً في معرض كبير في إيطاليا، وعادت منذ أيام لمكانها بالمتحف بالقاهرة، مشيراً إلى أن "المتحف في مرحلة تطوير لذلك، لذلك فإن كاميرات المراقبة والأجهزة الأمنية معطلة، وكان من المفترض أن يتم إغلاق المتحف خلال الشهر الجاري تمهيداً لبدء أعمال التطوير، ولكن للأسف تم تأجيل ذلك حتى ينتهي تجهيز مخازن الجزيرة لنقل المعروضات إليها لحين انتهاء عملية التطوير".
وتعد هذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها لوحة «زهرة الخشخاش» للسرقة، وكانت المرة الأولى عام 1978 حيث سرقت اللوحة وأعيدت بعد فترة قصيرة بطريقة غامضة، مما أثار شكوك حول كون اللوحة الأصلية سرقت وأن اللوحة الحالية مزيفة، وقال الدكتور «أحمد نوار» رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق، إن اللوحة عادت مكان السرقة الأولى بعد شهور قليلة من توليه رئاسة القطاع وتم تشكيل لجان معاينة من كبار الفنانين وعرضت اللوحة على أمناء متاحف بباريس وأسبانيا وتم التأكد من كونها أصلية.
وأضاف أن اللوحة كانت تقدر في بداية التسعينات بمبلغ 58 مليون دولار، مشيراً إلى أن متحف «محمود خليل» كان من أكثر المتاحف تأميناً فهو مزود بأحدث نظم الإنذار وكاميرات المراقبة، إضافة إلى العناصر البشرية من شرطة السياحة وأمن قطاع الفنون التشكيلية وشركة أمن خاصة.
وقال الدكتور «مصطفى الرزاز» رئيس جمعية محبي الفنون الجميلة ، إن اللوحة مهمة جداً وهي الوحيدة لـ «فان جوخ» في مصر، لذلك تم وضعها في غرفة مستقلة لتأمينها، معرباً عن دهشته من تعطل أجهزة الانذار في وقت السرقة، وشكوكه حول إمكانية "تورط أحد المسؤولين عن المتحف في السرقة وقيامه بتعطيل أجهزة التأمين الالكتروني حتى تتم السرقة،" خاصة أن اللوحة حجمها 80 سنتيمراً ومن الصعب إخراجها من المتحف.
وأشار إلى أنه كان في الولايات المتحدة عندما سرقت اللوحة عام 1978، وسمع الخبر في الراديو وقيل فيه إن وزارة الثقافة خصصت مكافأة قدرها 300 جنيه لمن يعثر على اللوحة.
وتعد لوحة «زهرة الخشخاش» "آنية وأزهار" أشهر اللوحات المعروضة في المتحف، وتوضع في الدور الأول بقاعة بمفردها لأهميتها، وتم طلاء القاعة باللون الداكن، ووضع مجموعة من المقاعد لإتاحة الفرصة لرؤيتها والاستمتاع بها.
يذكر أن سرقة اللوحات الفنية هي حوادث متكررة إذ تعرضت بعض اللوحات الفنية للسرقة في الآونة الأخيرة ومنها لوحتان للتشكيلي المصري «حامد ندا» (1924-1990) سرقتا من دار الأوبرا بالقاهرة في سبتمبر 2008 عن طريق موظف، لكن التشكيلي المصري هشام قنديل مدير أتيليه جدة للفنون التشكيلية في السعودية أعادهما بعد علمه بخبر السرقة.
وسرقت تسع لوحات أثرية ترجع لعصر أسرة محمد على (1805-1952) في مارس 2009 من قصر محمد علي في منطقة شبرا الخيمة بشمال القاهرة ثم عثر عليها بعد عشرة أيام، وقالت وزارة الثقافة آنذاك إن الجهات الأمنية تلقت "اتصالاً من مجهول للابلاغ عن مكان اللوحات" دون تحديد المكان الذي عثر فيه على اللوحات ولا طبيعة اللص أو اللصوص الذين قال بيان سابق يوم اكتشاف السرقة إنهم "قاموا بفك اللوحات من براويزها."