ألقى النائب محمد أبو حامد، عضو مجلس الشعب، كلمة في احتفال أقامه حزب «القوات اللبنانية» في بيروت، بمناسبة الذكرى الـ18 لحلّه بقرار من النظام السوري، وجه فيها الشُكر لرئيس الهيئة التنفيذية للحزب سمير جعجع، ووصفه بـ«رمز الثورة والصمود» في العالم العربي، مخاطبًا إياه بالقول: «أشكرك سيّدَنا.. لقد ألهمتنا».
وسمير جعجع أحد أبرز المشاركين في الحرب الأهلية التي امتدت بين عامي 1975 و1991، وهو مُدان بارتكاب عدة جرائم قتل أبرزها قتل النائب طوني فرنجية، نجل الرئيس سليمان فرنجية، فيما يُعرف باسم «مجزرة إهدن» عام 1976، وقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رشيد كرامي، ورئيس حزب الوطنيين الأحرار داني شمعون، وأخيرًا حادث تفجير كنيسة «سيدة النجاة» عام 1994.
وعام 2005 أصدر البرلمان اللبناني عفوًا عن «جعجع» الذي كان معاقبًا بالسجن، وأفرج عنه في العام نفسه ليعود إلى ممارسة الحياة السياسية منذ ذلك الحين.
ووجه أبو حامد «تحية للرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتحية للشهيد الشيخ عماد عفت، تحية لباسل فليحان (سياسي قُتل في حادث اغتيال الحريري)، وتحية لمينا دانيال، تحية لوليد عيدو (نائب في البرلمان اللبناني وقيادي في تيار المستقبل اغتيل عام 2007)، وتحية لعلاء عبد الهادي، تحية لأنطوان غانم (نائب في البرلمان اللبناني عن حزب الكتائب اغتيل أيضًا عام 2007)، وتحية لأحمد بسيوني.
وأشاد أبو حامد بجعجع الذي «استطاع أن يكون وبحق، رمزًا للثورة ورمزًا للصمود في العالم العربي كله، وليس فقط في لبنان»، مضيفًا أن جعجع ألهم الجميع «معنى الصمود، يوم كان في محبسه حرًا ولم يقبل المساومة على المبادئ والقيم الوطنية»، على حد قوله.
وأضاف: «ألهم الجميع الانحياز لسيادة الدولة، والصالح العام، وشرعية الشعب، وحكم القانون، والارتقاء فوق المصالح الشخصية والحزبية، يوم تخلى عن السلاح بنفسه وبقراره بعد خروجه من محبسه، فلا سلاح إلا سلاح الدولة».
وتابع قائلاً إن: «سمير جعجع، المسيحي المسلم، رمز الشراكة الإسلامية المسيحية على أرض لبنان، الذي ألهم الجميع أن الحرية أساس النهضة يوم قال: أي مواجهة لأي ظالم أو أي مستكبر، توصل لإنسان حر ومجتمع حر».
وصمت بضع ثوانٍ قبل أن يُضيف: «أشكرك سيّدنا.. لقد ألهمتنا».
وأيضًا أشاد أبو حامد في كلمته بـ«ثورة» 14 آذار (مارس) عام 2005 في لبنان، والتي «بدأت الربيع العربي قبل الجميع، وتغلبت على حاجز الخوف»، بينما كان «الجميع يتردد بين الخوف والثورة».
وانتفض لبنانيون في 14 مارس 2005 بعد شهر من اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، مطالبين برحيل القوات السورية الموجودة منذ عام 1976 بعد عام من اندلاع الحرب الأهلية، وبنزع سلاح حزب الله، وكانت القوات اللبنانية في طليعة الداعين للحراك الذي أفرز في وقت لاحق ما بات يعرف بـ«قوى 14 آذار» والتي تضم تيارات مناوئة لسوريا.
ولكن حزب الله ومؤيديه نجحوا في حشد اللبنانيين أيضًا لـ«توجيه الشكر لسوريا» و«دعم خيار المقاومة ورفض التدخل الأمريكي في الشؤون اللبنانية».
وقال أبو حامد في كلمته التي ألقاها يوم السبت «إن ثورة 25 يناير، وثورة 14 آذار تحرك فيهما الشعب المصري واللبناني لنفس الأسباب والآمال، وهي الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والتعايش والمواطنة العادلة للجميع وحفظ الهوية الوطنية واستقلال القرار الوطني، ورفض هيمنة أي فصيل من فصائل الوطن على المقدرات الوطنية وتجبره على الشعب لأي سبب من الأسباب».