x

«كيسنجر»: يجب تغيير السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط بعد «الربيع العربى»

السبت 31-03-2012 16:57 | كتب: اخبار |
تصوير : other

أكد وزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كيسنجر ضرورة إعادة تعريف السياسة الخارجية الأمريكية بعد موجة الربيع العربى، داعياً بلاده إلى الاستعداد، للتعامل مع الحكومات الإسلامية المنتخبة ديمقراطياً فى دول الربيع العربى، فيما لا يتعارض مع المصالح الأمريكية.

وأشار كيسنجر، السبت ، فى مقال له بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، حول تغير شكل التدخل الأمريكى فى الشرق الأوسط من التدخل العسكرى إلى الإنسانى، إلى أنه ثمة إجماع يقضى بالتزام الولايات المتحدة بتأييد الحركات الاحتجاجية التى خرجت فى الشارع العربى، مبرراً ذلك بتعويض تلك الشعوب عن سياسات فترة «الحرب الباردة»، والتى وصفها بأنها «مضللة»، حيث قامت على التعاون مع حكومات ديكتاتورية فى المنطقة لأهداف أمنية أمريكية، ثم دعمت واشنطن حكومات «هشة» باسم «الاستقرار الدولى»، الذى دفع إلى سنوات طويلة من عدم الاستقرار الإقليمى.

ورأى الكاتب أن مبادئ السياسات الأمريكية، التى تم تأسيسها خلال أكثر من نصف قرن انطلقت من الأهداف الأمنية الأساسية، ومن أهمها: منع أى قوة ناشئة فى المنطقة من الصعود، وضمان التدفق الحر لموارد الطاقة، ومحاولة التوصل إلى سلام دائم بين إسرائيل وجيرانها (العرب)، بما فى ذلك تسوية القضية الفلسطينية.

وقال «كيسنجر» إن إيران برزت باعتبارها التحدى الرئيسى للأهداف الثلاثة، مشيراً إلى تزامن الصعود الإيرانى مع وجود حكومات إقليمية إما ضعيفة أو غير راغبة فى تقديم دعم الولايات المتحدة، للحد من هذا النفوذ، الأمر الذى أثار قلق الولايات المتحدة.

وأوضح «كيسنجر» أنه فى الوقت الذى تراجعت فيه الولايات المتحدة عن التدخل العسكرى، بانسحابها من أفغانستان والعراق، لأسباب تتعلق بالأمن القومى الأمريكى، تدخلت فى دول عديدة أخرى فى المنطقة تحت شعار «المساعدات الإنسانية».

واعتبر كيسنجر أنه فى ظل الأوضاع الإقليمية الراهنة تتمتع الولايات المتحدة بمجال واسع، للإبداع فى تعزيز القيم الإنسانية والديمقراطية، وأكد أن مبدأ التدخل الإنسانى فى ثورات الشرق الأوسط لن يستديم لفترة طويلة، ما لم يتم ربطه بمسألة الأمن القومى الأمريكى.

وأضاف كيسنجر أنه بالرغم من اعتبار الربيع العربى ثورة إقليمية يقودها الشباب، دفاعاً عن مبادئ الديمقراطية، فإن هذا لم يتحقق حتى الآن فى ليبيا، التى لا تحكم من قبل الليبراليين، وكذلك الأمر فى مصر، التى يسيطر فيها الإسلاميون على الأغلبية الحزبية، كما لا يبدو الديمقراطيون هم الأغلبية فى المعارضة السورية. وأوضح الكاتب أن الإجماع فى الجامعة العربية حول الأزمة السورية لم تجسده دول معروفة بالديمقراطية، وإنما عكس إلى حد كبير الصراع بين السنة والشيعة، الذى يرجع إلى آلاف الأعوام، ومحاولة لاستعادة الهيمنة السنية من الأقلية الشيعية. واعتبر كيسنجر هذا السبب هو الذى يثير مخاوف الأقليات، مثل الأكراد والدروز، من تغيير النظام فى سوريا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية